"الخليج" تتحدث عن الغنوشي والسقوط السياسي 

عرب وعالم

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

قالت صحيفة خليجية، "أفشلت المناورات التي قامت بها بعض القوى داخل البرلمان التونسي، سحب الثقة من رئيسه راشد الغنوشي، الذي يترأس في الوقت نفسه، حركة النهضة المتماهية مع خط الجماعات المتطرفة، إثر تعمد العديد من هذه القوى التلاعب بأوراق التصويت، حيث تم إلغاء 18 ورقة كانت كفيلة بإزاحة الغنوشي من منصبه". 

وأضافت صحيفة "الخليج" الإماراتية الصادرة اليوم الجمعة تابعها "اليمن العربي"،" شهدت الجلسة التي عقدها البرلمان التونسي أمس، وخصصت لسحب الثقة من الغنوشي، جدلاً كبيراً إثر التلاعب بالأوراق التي صوّت أصحابها خلال عملية استمرت ساعتين، حيث أفرزت النتائج تصويت 97 نائباً لصالح سحب الثقة، مقابل 18 تم التلاعب بأصواتهم، وجرى إلغاؤها، في مؤشر على الدور الذي لعبته قوى مرتبطة بحركة «النهضة» داخل البرلمان وخارجه، والتي ترغب في الاستفادة من الترتيبات السياسية المقبلة، خاصة بعد تكليف هشام المشيشي بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة إلياس الفخفاخ. وعلى الرغم من عدم تمرير القرار بسحب الثقة منه، فإن راشد الغنوشي الذي أراد أن يحوّل تونس إلى إقطاعية تابعة لجماعة «الإخوان» المسلمين، قد سقط سياسياً، خاصة مع تنامي الرفض لرئاسته للبرلمان، سواء داخل المؤسسة التشريعية أو خارجها، بعد أن اتضحت الألاعيب التي يقوم بها مع حركته في المشهد التونسي، ورغبتهما في إبقاء البلد رهينة الأطماع الخارجية، بعد الإشارات العديدة التي قدماها في الأشهر القليلة الماضية، ومنها الزيارة التي قام بها الغنوشي إلى تركيا ولقاؤه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان". 

وتابعت "لن تقف المسألة عند حد إسقاط لائحة سحب الثقة من الغنوشي، فالحملة ستستمر ولن تتوقف إلا عند إسقاط مشروع «أخونة تونس» التي يسعى الغنوشي وحركة النهضة التي يترأسها، إلى تحقيقها، خاصة في ظل الظروف الإقليمية القائمة، ومن بينها الصراع المحتدم في ليبيا، بعد التدخل التركي الذي أصبح يشكل خطراً على الأمن المغاربي بشكل خاص، والأمن القومي العربي بشكل عام". 

وبينت أن "النضال السياسي في الساحة التونسية سيتواصل مستهدفاً المشروع «الإخواني» المتهاوي، والقوى الحية في البلاد لن تتردد في الدفاع عن الدولة المدنية ضد كل المشاريع الظلامية، حيث ستكون سداً منيعاً يمنع البرلمان من أن يكون مرتعاً للإرهابيين، والحركة بوابة للمنظومة «الإخوانية» ليس فقط في تونس؛ بل في المنطقة بأسرها، خاصة أن تحركات «الإخوان» المشبوهة تستمد قوتها من عناصر أجنبية تهدد السيادة التونسية بأكملها". 

واختتمت "وعلى الرغم من سقوط لائحة سحب الثقة من الغنوشي، فإن الواقع بات يؤكد أن الرجل تحول إلى عبء ثقيل على المشهد السياسي في تونس، تماماً كما تحولت الحركة التي يتزعمها، إلى عنصر توتر على كافة الصعد؛ الأمر الذي يُبقي المجتمع التونسي في حالة حراك مستمر لإسقاط كافة المشاريع التي تستهدف إدخاله في حظيرة الإرهاب والتطرف، كما يحدث في الجارة ليبيا".