اذرع قطر وتركيا تبدأ بإستهداف رئيس تونس بسبب رفضه مقترحاً للنهضة

عرب وعالم

اليمن العربي

بدأت أذرع قطر وتركيا بإستهداف رئيس تونس، قيس سعيد، على خلفية رفضه مقترح حركة النهضة، ذراع الإخوان، حول أسم المكلف بتشكيل الحكومة، حتى أطلقت قناة الجزيرة القطرية حملة تشويه ضده في ضرب للأخلاق المهنية والسياسية والعلاقات الدولية.

 

وبدا واضحا أن الأذرع الخفية لقطر وتركيا في تونس تتنامى خطورتها في السنوات الأخيرة؛ حيث وصلت تجلياتها إلى حد تعمد منصات إعلامية تابعة لهما السماح بتهديد قيادات سياسية في هذا البلد العربي بالقتل، بحسب محللين.

 

تحامل الدوحة وأنقرة على سعيد دفع بوجوه إعلامية إخوانية أيضا إلى التجريح في شخصية الرئيس التونسي، ونعته بأوصاف خارج إطار آداب التعامل المقبولة خدمة لـ"عجوز إخوان" تونس راشد الغنوشي.

 

واعتبر السفير التونسي السابق جلال لخضر في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بفيسبوك أن "قيس سعيد أحبط عملية خطيرة كانت تستهدفه من دوائر تركية في الليلة الفاصلة بين يومي 21 و22 يوليو/تموز الجاري".

 

واتهم السفير السابق، ضمن المعلومات التي أوردها، الدور التركي الخطير الذي يعمل ضد سعيد بعد رفضه طلب رجب طيب أردوغان بإنشاء منصة عسكرية في تونس لاستهداف الجيش الليبي.

 

وكان سعيد قد توجه في فجر الليلة المذكورة إلى ثكنة عسكرية بمحافظة بنزرت (شمال البلاد) وتوجه بخطاب إلى جنرالات تونسية وقع بثها على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية.

 

حينها قال سعيد إن الدولة التونسية قائمة ومستمرة ولن تتوانى عن تطبيق القانون على كل من يخالفه دون استثناء.

 

وأشار الى أن الفترة الأخيرة شهدت تونس الكثير من الحسابات السياسية الضيقة، مؤكدا وجوب العمل على ضمان كرامة التونسيين وتحقيق مطالبهم المشروعة.

 

وفي رسالة ضمنية لمتطرفي قطر وتركيا، أكد سعيد أنه لن يقبل أن تكون تونس مرتعا للإرهابيين، ولا أن يكون فيها عملاء يتآمرون مع الخارج ويهيئون الظروف للخروج عن الشرعية، قائلا: "من يتآمر على الدولة ليس له مكان فيها".

 

وتابع: "أنا زاهد في الدنيا، لكنني لست زاهدا في الدولة التونسية"، مجددا التزامه التام والدائم بالمحافظة على الشرعية وعلى القانون وبتحمل المسؤولية أمام الله والتاريخ والشعب.

 

بدورها، أكدت فتحية الأزرق الناشطة في حملة سعيد الرئاسية (المقربة من خطه الفكري) أن المخططات الإخوانية أصبحت تستهدفه من خلال الصفحات التابعة لحركة النهضة، إضافة إلى قناة الجزيرة القطرية والقنوات التركية الناطقة باللغة العربية التي باتت تبتكر مواد إعلامية تشويهية ضده.

 

وتابعت "الأزرق"، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنه من الضروري على الدولة التونسية أن تستدعي السفيرين التركي والقطري للاحتجاج على السلوك الإعلامي ضد سعيد الذي يمثل سيادة البلاد.

 

ويرى متابعون أن الدور التخريبي لقطر في تونس انطلق منذ سنة 2011؛ حيث كانت قناة الجزيرة منصة لتشويه خصوم حركة النهضة، وفتح المجال للأصوات المتطرفة لتكفير قيادات اليسار التونسي ومعارضي الغنوشي.

 

الناطق باسم الاتحاد العام لطلبة تونس رياض جراد ذهب إلى اعتبار قناة الجزيرة سببًا خلفيا وراء حملات التكفير التي طالت القيادي اليساري شكري بلعيد سنة 2013، والذي اغتيل بعدها في عملية أثبتت التحقيقات أن الجهاز السري للإخوان ورائها.

 

وأكد جراد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "التدوينات التشويهية ضد سعيد من قبل صحفيي الجزيرة على غرار أحمد منصور وفيصل القاسم هو إثبات لخطورة الآلة الجرائمية للإخوان التي لا تعترف بالقيم الأخلاقية ولا بنواميس الأعراف الدولية".

 

وتابع: "هذا الذباب الإخواني الذي يتحرك في الفضاءات الافتراضية والقنوات الإعلامية يعكس المستوى المتدني للإعلام القطري الذي كان محركًا لكل الحروب الأهلية في المنطقة العربية".

 

وزادت وتيرة الحملات العدائية ضد تونس، خاصة بعد إقرار جلسة لسحب الثقة من الغنوشي، الخميس، وهو ما اعتبره المتابعون ضربة قاصمة لرأس الإخوان في البلاد وتثبيت لعزلتها السياسية والشعبية