"الخليج": يقف العالم في حالة من التوتر والقلق أمام التصعيد الأمريكي - الصيني

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "يقف العالم في حالة من التوتر والقلق أمام التصعيد الأمريكي - الصيني؛ حيث تزداد المخاوف من احتمال الانزلاق إلى نزاع عسكري مفتوح يتجاوز «الحرب الباردة» غير المعلنة بين البلدين، ويتجاوز الحرب الاقتصادية والدبلوماسية القائمة".

 

وبينت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الاثنين تابعها "اليمن العربي"، إن إقدام الولايات المتحدة مؤخراً على إغلاق القنصلية الصينية في هيوستن، والتهديد بإغلاق قنصليات أخرى، ورد بكين بإغلاق القنصلية الأمريكية في مدينة شينغدو ك«رد ضروري» على الولايات المتحدة، هو استمرار للتصعيد المتدرج بين البلدين، الذي بدأ بإجراءات اقتصادية عقابية أمريكية على الصين، ثم تزايد بعد انفجار أزمة «كورونا»، واتهام واشنطن لبكين بالتسبب فيها، ثم جاء الخلاف حول بحر الصين الجنوبي؛ حيث عمدت الولايات المتحدة إلى إرسال حاملتي طائرات إلى هناك، بالتزامن مع مناورات بحرية صينية، وجاء قانون الأمن الصيني الذي تم فرضه على هونج كونج ليزيد من حدة الصراع.

 

وبحسب الصحيفة، فإن هذا التصعيد، يأتي في إطار التنافس بين العملاقين على قيادة النظام الدولي؛ حيث تعمل واشنطن على كبح جماح بكين؛ للحيلولة دون أن تكون مشاركاً فاعلاً في هذا النظام، حيث تعتقد الصين أن الولايات المتحدة تسعى لاحتواء صعودها بكل الوسائل، باعتباره يشكل تهديداً لأمنها القومي، وتحديّاً للديمقراطية الغربية، وفقاً للتقرير الذي أعدته وزارة أمن الدولة الصينية في شهر إبريل/نيسان الماضي، والذي أكد أن واشنطن تسعى لإضعاف مكانة الحزب الشيوعي الصيني، من خلال تقويض ثقة الصينيين به. التقرير نصح الصين بالاستعداد «لمواجهة عسكرية بين القوتين العالميتين في أسوأ سيناريو».

 

وذكرت، أن وتيرة التوتر بين البلدين باتت مقلقة فعلاً، خصوصاً أن الموقف ضد الصين صار محدداً أساسياً في الخطاب الأمريكي، سواء لدى الجمهوريين أو الديمقراطيين. ويرى العديد من المحللين الأمريكيين أن إدارة الرئيس ترامب تهرب من فشلها في التعامل مع أزماتها الداخلية، إلى تصدير أزماتها إلى الخارج، وتحديداً ضد الصين، لعلها تحسّن من الوضع الانتخابي لترامب، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي تراجعاً في شعبيته، مقارنة بخصمه الديمقراطي جو بايدن.

 

وأشارت إلى أن الفشل في التعامل مع جائحة «كورونا» التي تتفاقم داخل الولايات المتحدة، وأيضاً الفشل في التعامل مع الحالة العنصرية المتزايدة، والتي كان نموذجها التظاهرات التي شملت الولايات المتحدة بعد مقتل الأمريكي الإفريقي جورج فلويد، هما مجرد بعض نماذج على مأزق الإدارة الأمريكية.

 

وتابعت "بعد ذلك، ما حدودُ المواجهة؟ هل تبقى في إطار الحرب الباردة أم تخرج عن السيطرة في حال وقوع خطأ في حسابات أحد الطرفين أو وقوع خطأ غير مقصود؟

 

وبينت أن" الخبير والكاتب الأمريكي ديفيد فيكلنج يرى أن بكين تعتمد على الواقعية السياسية، مستبعداً مواجهة عسكرية بين البلدين. من جانبه كتب هو شي جين رئيس تحرير صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية: «إن خطر المواجهة العسكرية يتصاعد رغم أن أيّاً من الجانبين لا يريد الحرب».

 

واختتمت "إن وتيرة التدهور في العلاقات بين البلدين باتت مقلقة، والوضع بات مفتوحاً على كل الاحتمالات".