صحيفة: ما يقوله أردوغان بشأن سوريا وليبيا يعطي صورة حقيقية عن حال هذا الرجل

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية،  تحت عنوان " فاقد الشيء لا يعطيه " نسمع ونتابع ما يصدر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فنجد أنفسنا أمام رئيس مقامر ومغامر، لا علاقة له بالواقع، وخارج على كل المعايير الأخلاقية والسياسية التي يفترض أن يتحلى بها رئيس دولة".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم السبت تابعها "اليمن العربي" نستمع إليه فنصاب بالحيرة والقلق؛ لأن مثل هذا الشخص يمكن أن يقود إلى كارثة، ليس في دول الجوار؛ بل بعيدا في أوروبا وإفريقيا؛ لأنه يتصرف من دون ضوابط أو كوابح. يتحدث من دون كياسة أو لباقة، ويفتقد الحس الدبلوماسي، ويعتقد أن كل ما يفعله صواب، وغيره على خطأ. هذه النرجسية القاتلة والأوهام التي يعيشها، هي بالتحليل العلمي حالة مرضية قد تؤدي إلى كوارث، تماما كما كان حال بعض القادة".

 

وقالت " ما يقوله بشأن سوريا وليبيا، يعطي صورة حقيقية عن حال هذا الرجل الذي يعلن مواقف لا يمكن تفسيرها إلا بالجهل أو الغرور، وكلها تعبر عن أوهام التوسع التي تعشش في عقل الرجل. آخر مواقفه التي تعبر عن واقع حاله، هو أن «القوات التركية ستبقى في سوريا إلى أن يتمكن شعبها من العيش في حرية وسلام وأمن»، وكان في شهر فبراير/شباط الماضي ادعى أن تركيا «تدخلت في سوريا بناء على طلب الشعب السوري». ثم تحدث عن الغزو التركي لليبيا، قائلا، إن أنقرة «لن تسمح بأي عمل متهور في ليبيا»، في إشارة ضمنية إلى موقف مصر، وإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن «خطوط حمر» لا يمكن السماح لقوات الغزو بتجاوزها " .

 

ولفتت إلى أن هذا الكلام ينم عن منطق استعماري لا يمكن تبريره أو القبول به. إنه يستعيد ذلك الزمن الغابر الذي كان الباب العالي يصدر فيه «فرمانه» إلى ولاته، إنه يعيش في زمن مضى وانقضى. وما يدعو للضحك، هو أنه يعتبر نفسه وكيلا شرعيا للشعب السوري، يحدد له شروطه للانسحاب، إلى أن يتمكن من العيش بحرية وسلام، وكأن الشعب التركي يعيش في حرية وأمن وسلام في ظل حزبه /العدالة والتنمية/ وتحت حكمه الفردي، الذي أجبر العديد من قيادات حزبه على الفرار من سطوته واستئثاره بالسلطة، وحيث السجون تكتظ بآلاف المعتقلين من ضباط وجنود وأكاديميين وقضاة، إضافة إلى طرد واعتقال نواب ورؤساء بلديات منتخبين، وإقفال عشرات الصحف، واعتقال مئات الصحفيين والإعلاميين، فضلا عن شن الحملات العسكرية على المواطنين الأكراد داخل تركيا، وفي سوريا والعراق.

 

وقالت إن رئيسا كهذا، لا يحق له التحدث عن الحرية والسلام والأمن أمام الآخرين، ففاقد الشيء لا يعطيه؛ لأن الدبابير لا تصنع العسل، ومن لا يقدر قيمة الحرية لا يحق له التحدث عنها .. ثم من منحه الحق في غزو سوريا، أو التحدث باسم شعبها، ومن أين حصل على طلب من الشعب السوري كي يقرر مصيره؟ .

 

واختتمت الصحيفة بالقول " هذا كلام هراء، مثل كلامه عن ليبيا، وعدم سماحه بأي «عمل متهور» هناك، ومن يقوم بأعمال متهورة غيره! وهو الذي جاء بحرا وجوا من مسافات بعيدة تحت تبريرات ومزاعم عن «أرض الأجداد»، ليحط الرحال مع مرتزقته في بلد عربي لا يمت بصلة إلى بني عثمان، فينتهك سيادته واستقلاله، ويهدد أمن كل شمال إفريقيا " .. هذا كلام يفضح الرجل، ويكشف حقيقته كمهلوس ومغامر