ما السيناريوهات المحتملة لمستقبل ليبيا في ظل الصراع الحالي ؟!

عرب وعالم

اليمن العربي

 توقع مراقبون أن يؤدي اختلاف الأدوار والغايات الدولية في ليبيا إلى تقسيمها لدولتين أو الدخول في مرحلة جديدة تكون فيه البلاد مسرحا لصراع دولي يستمر لعدد من السنوات.

 

وقال المحلل السياسي عبدالمجيد مخلوف، إن التدخلات الدولية في ليبيا بدأت بدولتين هما إيطاليا وفرنسا، حيث الأولى دعمت قوات الوفاق وحصلت على تواجد عسكري كامل في مصراتة، والثانية فرنسا التي كانت تدعم لوجستيا ومخابراتيا قوات الجيش الليبي.

 

وأضاف وفقا لـ ”إرم نيوز“، أن الدور الإيطالي والفرنسي أصبح يتلاشى ببطء لينتهي تماما مع وصول الجيش الليبي لضواحي طرابلس، في نيسان/ أبريل 2019، موضحا أن إيطاليا أخلت الطريق للدور التركي المدعوم أمريكيا، وأفسحت فرنسا المجال لروسيا لتدخل كداعمة للجيش الليبي.

 

وبين مخلوف أن الدور الروسي لم يتعد الدعم بمنظومات دفاع جوي والمعلومات الاستخباراتية، غير أن العلاقة بين روسيا والجيش الليبي أصابها الفتور منذ  لقاء خليفة حفتر ووفد الوفاق في روسيا، والذي غادره حفتر دون التوقيع على أي اتفاق.

 

من جانبه، رأى الأكاديمي حمود بن سليم أن الدور الروسي للجيش الليبي لم يكن بتلك القوة المنتظرة، مشيرا إلى أنه يبدو أن الوضع السوري وتفاهم تركيا وروسيا هناك حول بعض المسائل الخلافية، ألقى بظلاله على دعم روسيا للجيش الليبي.

 

وأضاف وفقا لـ ”إرم نيوز“، أن فرنسا تعود الآن لممارسة دور سياسي مساند للجيش الليبي وتحاول أن تتصدى للدور التركي المتنامي في غرب ليبيا، مبينا أن توقف الدعم الفرنسي كان بسبب تنامي الدور الروسي والذي لم يكن قويا وفاعلا، خصوصا بعد رفض قيادة الجيش الليبي وجود أي قاعدة روسية دائمة في ليبيا، بحسب كلامه.

 

أما المحلل العسكري العميد متقاعد جابر العامري، فقد رأى أن تدخل روسيا أبعد حليفا كان قويا للجيش الليبي وهي فرنسا، مشيرا إلى أن دخول روسيا على خط دعم الجيش الليبي لم يعط النتائج المرجوة لعدم وضوح السياسة الروسية تجاه هذا الدعم.

 

وبحسب تصريح العامري وفقا لـ ”إرم نيوز“، فإن انسحاب روسيا لن يمثل أزمة للجيش الليبي، فالاستفادة كانت محدودة وليست بتلك القوة، سواء عسكريا أو سياسيا، مضيفا أن عودة فرنسا لواجهة الأحداث في ليبيا ستكون أكثر جدوى ووضوحا؛ نظرا لتفهم فرنسا طبيعة العلاقات الأوروبية العربية، خاصة بشمال أفريقيا.

 

من جهته، قال الناشط الإعلامي سراج الدين الجالي، إن وجود حلفاء أقوياء للجيش من أوروبا إلى جانب مصر صار أمرا ملحا بعد تدخل أمريكا غير المعلن إلى جانب تركيا، مشيرا إلى أن فرنسا بإمكانها لعب هذا الدور لعدة اعتبارات، أهمها التقارب الفرنسي المعروف في دول المغرب العربي.

 

ورأى الجالي في تصريح وفقا لـ ”إرم نيوز“، أن أمريكا دخلت الأزمة الليبية إلى جانب تركيا والميليشيات، وهي من وضعت تركيا في الواجهة من أجل جس النبض الدولي والإقليمي، كما أن أمريكا في زمن ترامب تقرأ المعطيات السياسية القادمة بعقلية رجل الأعمال، وتسعى للخروج من ليبيا بأقل خسائر ممكنة