شركة النفط بساحل حضرموت ومبدأ تمكين المرأة اقتصاديا وقياديا

اليمن العربي

 ظلت المرأة الحضرمية طوال العقود الماضية، تعاني من التهميش والظلم واستلاب حقوقها، مثلها في ذلك مثل كافة فئات المجتمع الحضرمي، الذي مورست بحقه سياسات ممنهجة، من قبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في اليمن طوال الفترات السابقة.

وبالمقابل فقد كانت المرأة الحضرمية حاضرة دائما الى جانب أخيها الرجل، في مختلف مراحل النضال من أجل الخلاص من الظلم، وانهاء حالة الاستلاب وغمط الحقوق والتهميش، وقد تمكنت في السنوات الأخيرة من تحقيق بعض المكاسب، ومنها في مجالات التمكين الاقتصادي، والمشاركة في ادارة المجتمع، وتمثل المرأة الحضرمية اليوم حالة متقدمة على مثيلاتها على مستوى اليمن والجوار الاقليمي.

تحتل المرأة الحضرمية اليوم، مكانة لايستهان بها في مجالات المشاركة في قيادة المجتمع، والمساهمة الفاعلة في التنمية، في اطار تحقيق سياسة تمكين المرأة اقتصاديا، ومساواتها بأخيها الرجل، حيث أن التمكين الاقتصادي للمرأة هو إحدى الركائز الأساسية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وكون توسيع الفرص الاقتصادية أمام المرأة هو أمرا مهما، لأنه العامل الحاسم في تحقيق تمكين المرأة، ويتماشى تماما مع جهود هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بشأن التمكين الاقتصادي في سياق حقوق المرأة والعمل، والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة الشاملة، التي تشمل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

وتعد شركة النفط في ساحل حضرموت، واحدة من المؤسسات الحكومية الحيوية، ومن أهم القطاعات الاقتصادية في المحافظة، عملت على تطبيق مبدأ تمكين المرأة بشكل واضح وجاد، ففي بادرة متميزة وغير مسبوقة، أصدرت ادارة الشركة خلال الفترة الأخيرة، عددا من القرارات والأوامر الادارية، التي تقضي بتعيين عدد من موظفات الشركة في مواقع قيادية عليا، تأكيدا على الايمان بقدرات المرأة الحضرمية، على تحمل المسؤلية الموكلة اليها، وبأنها جزء مهم من هذا المجتمع، ومن حقها أن تتاح لها فرصة تبؤ المناصب القيادية، للمشاركة أكثر في البناء وتحقيق النهضة المنشودة.

أكثر من خمس من النساء يتبوأن حاليا منصب مدير ادارة، الى جانب أعداد أخرى رئيسات أقسام في مختلف مرافق ومنشئات شركة النفط بحضرموت، ولا أظن ان هناك ادارة أو مؤسسة أو شركة، في القطاعين العام والخاص، حققت مثل هذا الانجاز للمرأة الحضرمية، بأن أتيحت لها فرص متساوية مع أقرانها من الرجال، والتواجد بهذا العدد من النساء في المواقع القيادية، وهو في حقيقة الأمر تحدي لهن وعليهن اجتيازه، وقد أثبتن حتى الآن جدارتهن، وأنهن على مستوى هذه الثقة الممنوحة لهن، بعد أن برهن ذلك بنجاحات ملحوظة على مستوى المهام الموكلة لهن، وشهدت هذه الادارات والاقسام التي تقف عدد من النساء على رأس قيادتها، تطورا وتحسنا في الأداء وبشكل أفضل من سابقه.

تمنياتنا للمعينات في المواقع القيادية في شركة نفط حضرموت كل التوفيق والنجاح، ونأمل أن تحذوا باقي المؤسسات والهيئات، والادارات والشركات الحكومية والقطاع الخاص، حذوا قيادة شركة نفط ساحل حضرموت، وتتيح الفرص أمام المرأة، لتتبوأ المناصب القيادية فيها، لتكون بذلك أكثر فاعلية ومشاركة، في قيادة المجتمع وتنميته الى جانب أخيها الرجل.