أطماع أردوغان تمتد الى أذربيجان وتستغل أزمتها مع أرمينيا

عرب وعالم

اليمن العربي

تعتبر الأزمة الأرمينية الأذرية بشأن إقليم حدودي متنازع عليه بين البلدين بعد سنوات من أدوار تخريبية لأنقرة مستمرة في سوريا وليبيا بهدف الاستيلاء على ثرواتهما هي الحلقة الأحدث في سلسلة التدخلات التركية  .

 

ويوجد إقليم ناغورني- قره باغ في محور العلاقات المتوترة بين يريفان وباكو. وقد ألحقت السلطات السوفيتية هذه المنطقة التي تسكنها أغلبية أرمينية بأذربيجان عام 1921، لكنه أعلن استقلاله عام 1991 بدعم من يريفان.

 

تلت ذلك حرب أدت إلى مقتل 30 ألف شخص ونزوح مئات الآلاف. ورغم توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار عام 1994 وقيام وساطة روسية أمريكية فرنسية تحت اسم "مجموعة مينسك"، لا تزال الاشتباكات المسلحة متواترة.

 

وحاليا، تشهد الحدود الأذربيجانية الأرمينية اشتباكات مسلحة مستمرة منذ 12 يوليو أسفرت عن مقتل عشرات العسكريين من الجانبين وسط اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن هذا التوتر.

 

ووفقا لموقع العين الإخبارية، يساند أردوغان أذربيجان، الغنية بالنفط، والتي تطالب بأحقيتها في إقليم ناغورني- قره باغ، ذي الأغلبية الأرمينية، في حين تقول أرمينيا إن الإقليم يقع في نطاق سيادتها.

 

وأذربيجان واحدة من الجمهوريات السوفيتية سابقاً، جغرافياً تقع في الأجزاء الشرقية من منطقة ما وراء القوقاز.

 

وبينما يعتبرها البعض جزءا من الشرق الأوسط، يراها بعض علماء الجغرافيا جزءا من شرق أوروبا. برا، تجاورها كل من روسيا وتركيا وإيران وأرمينيا.

 

والأسبوع الماضي، قال أردوغان، خلال كلمة ألقاها عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة: "أدين بشدة الهجمات التي شنتها أرمينيا ضد أذربيجان الصديقة والشقيقة. تركيا لن تتردد أبدا في التصدي لأي هجوم على حقوق وأراضي أذربيجان".

 

واعتبر أردوغان أن الاعتداء على حدود أذربيجان بالأسلحة الثقيلة هو مؤشر على أنها تتعرض لهجوم متعمد.

 

وأشار إلى أن هجمات أرمينيا على أذربيجان تتجاوز الحدود بهدف إطالة "أزمة إقليم قرة باغ" وخلق منطقة صراع جديدة.

 

وسبق أن أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، مواصلة تركيا "الوقوف إلى جانب القوات المسلحة الأذربيجانية ضد أرمينيا المستمرة في نهجها العدائي".

 

ويشير التقرير إلى أن تركيا تدعم أذربيجان بسبب عدائها التاريخي مع الأرمن، التي لم تنس حتى الآن إبادة مليون ونصف المليون أرميني على يد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

 

وترجع إبادة الأرمن إلى عام 1915 إبان انهيار الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

 

ويتهم الأرمن العثمانيين بتهجير أجدادهم وقتلهم، وتقدر أعداد الضحايا في هذه الأحداث بنحو 1.5 مليون أرمني.

 

وتصنف أكثر من 20 دولة المجزرة التي ارتكبها الأتراك بـ"المذبحة".

 

وتتنافس روسيا وتركيا على النفوذ الجيوسياسي في هذه المنطقة الاستراتيجية.

 

وجعلت تركيا التي لها طموحات جيواستراتيجية في القوقاز وآسيا الوسطى، من أذربيجان الثرية بالمحروقات والتي يتحدث شعبها لغة متفرعة من التركية، حليفها الأساسي في المنطقة، وهي صداقة يعززها العداء المشترك لأرمينيا.

 

في مقابل روسيا أكبر قوة إقليمية حيث تقيم مع أرمينيا علاقات أوثق من علاقاتها مع أذربيجان.

 

وزارة الخارجية الروسية، كانت قالت في بيان إنه "من غير المقبول أي تصعيد إضافي من شأنه أن يهدد الأمن الإقليمي" في منطقة القوقاز ودعت طرفي النزاع إلى "ضبط النفس".

 

وأجرى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مكالمتين هاتفيتين مع نظيريه الإثنين الماضي وحض على خفض التصعيد العسكري.

 

وفي الأيام الماضية ناقش اجتماع لمنظمة الأمن المشترك التي تديرها وروسيا وتنتمي إليها أرمينيا، التطورات الأخيرة.

 

والسبت، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، وضع القوات المسلحة في حالة التأهب العسكري وذلك على وقع اشتباكات الحدود بين أذربيجان وأرمينيا.

 

ووفق محللين فإن أردوغان يورط بلاده في حروب وعداءات خارجية هربا من المعارضة المتزايدة لسياساته في ظل الأداء الاقتصادي السيئ لنظامه، وما نتج عنه ارتفاع معدلات التضخم، والبطالة حتى أصبح معظم خريجي الجامعات عاطلين عن العمل بشكل غير مسبوق، إضافة إلى الاستنكار الشعبي لمحاولته تقييد الحريات وإغلاق منصات التواصل الاجتماعي بالكامل