التلويح المصري.. إنذار واضح لخطط أردوغان في ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

مع تكثيف الحراك الدبلوماسي الحثيث لحل الأزمة الليبية سياسياً، يرى مراقبون أن تفويض البرلمان المصري الرئيس عبدالفتاح السيسي التدخل العسكري في ليبيا استجابة لنداء الليبيين، هو بمقام إنذارٍ واضح لحكومة الوفاق الليبية لدفعها إلى التراجع عن اقتحام سرت والجفرة والشرق الليبي والعودة إلى طاولة المفاوضات من جديد.

 

ويؤكد محللون أن تفويض البرلمان السيسي التدخل العسكري يحمل رسائل للداخل والخارج، فهو يطمئن الرأي العام المصري على قواته المسلحة باعتبارها درع الوطن وحمايته، ويبعث برسالة إلى الخارج مفادها أن مصر لن تسمح لأحد بأن يعبث بأمنها القومي سواء في ما يتعلق بما يجري في ليبيا كما أن التأييد يأتي في إطار تحذير من أي محاولات لاختراق جبهة سرت من قبل ميليشيات طرابلس.

 

 وبدا التحذير مركزاً بصورة لا تقبل التجاهل أو سوء التفسير، وخلاصته أن أي خطوات عسكرية من الميليشيات المدعومة من تركيا، لاختراق جبهة سرت، أمر مرفوض وسيؤدي إلى تفاقم النزاع.

 

وأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن موسكو ستحث جميع اللاعبين الخارجيين على تعزيز التسوية في ليبيا، موضحاً أن لا حل عسكرياً هناك.

 

بوغدانوف قال في مقابلة صحفية وفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «نحن نؤيد الوقف الفوري للأعمال القتالية وبدء حوار سياسي حول ترتيبات ما بعد الصراع في ليبيا وتشكيل هيئات حكومية ليبية مشتركة على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وقرارات مؤتمر برلين الدولي».

 

وتابع: «للأسف، الهدنة لم تدم طويلاً، واستؤنفت الأعمال القتالية. سنواصل الضغط على أنقرة للتأثير بشكل بناء في حكومة فايز السراج، وفي الوقت نفسه، نعمل مع الأمريكيين والأوروبيين والدول الإقليمية الرائدة».

 

 من جهته قال مصدر تابع لوزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة «واشنطن بوست» إن الأزمة في ليبيا هي أوروبية بالدرجة الأولى، وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته إن ما يحدث في ليبيا معقد للغاية، وهو إضفاء الطابع السوري على ليبيا.

 

وأشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أن حكومة بلاده تواصل جهودها النشطة، من خلف الكواليس، لدعم التسوية السياسية في ليبيا.

 

وأضاف «المواقف الدولية تتداخل حول ليبيا لتزيد تعقيدات أزمتها، وتُصعّب طريقها نحو الاستقرار، وأبرز هذه المواقف المغامرة التركية في ليبيا القائمة على التدخل العسكري العلني، وردود الفعل المتلاحقة التي أشعلتها هذه المغامرة المُثيرة للجدل محلياً ودولياً، بالتزامن مع ترقّب لتحوّل مُحتمل بالسياسة الأمريكية في الحقل الليبي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستُحدد مستقبل الثقل الأمريكي في ليبيا»