اتهامات لطهران بتأجيج الحرب في كابول

عرب وعالم

اليمن العربي

اتهم نائب برلماني أفغاني مساعد الشؤون السياسية بوزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي باتخاذ مواقف غير مسؤولة من شأنها تأجيج الحرب داخل أفغانستان.

 

وفي الأيام الأخيرة، سافر  عراقجي، الذي يشغل نائب وزير الخارجية الإيراني في زيارة دبلوماسية إلى كابول وأثنى على حضور عناصر مليشيا فاطميون إلى جوار بلاده خلال تدخلاتها العسكرية إقليميا، وفقا للعين.

 

وتحولت مليشيا فاطميون أو ما يطلق عليها الجيش الفاطمي إلى أكثر القضايا إثارة للجدل حاليا في خضم الأزمات السياسية والأمنية بين الدولتين الجارتين حدوديا إيران وأفغانستان.

 

وتعد "فاطميون" أحد الفروع العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتشكل قوامها الرئيسي من مهاجرين أفغان جندتهم إيران نظير رواتب شهرية ووثائق إقامة شبه دائمة.

 

وأرسلت طهران عناصر مليشيا فاطميون من أجل القتال لحسابها في الأراضي السورية منذ عام 2014، حيث قُتل الكثير منهم هناك قبل أن يبدأ عودتهم عكسيا إلى أفغانستان.

 

 

وفي اجتماع عقد تحت عنوان "رؤية علاقات أفغانستان وإيران: التحديات والفرص" بكابول، 16 يوليو/ تموز الجاري، أشاد عراقجي علانية بوجود عناصر أفغانية ضمن مليشيا فاطميون الموالية لإيران والتي تثير عودة مسلحيها قلقا كبيرا بالآونة الأخيرة لدى السلطات الأفغانية.

 

وزعم نائب وزير الخارجية الإيراني في كلمة له خلال الاجتماع أن بلاده إذا لم تقاتل تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، لوجب القتال في شوارع طهران وكابول، حسب قوله.

 

وألمح عراقجي ضمنيا إلى أن بلاده ترغب في استخدام العناصر العائدة من مليشيات فاطميون إلى أفغانستان بدعوى قتال عناصر داعش التي لا تزال لديهم تواجد في أنحاء مختلفة لدى الأخيرة، وفق زعمه.

 

ووصف البرلماني الأفغاني عبد الستار حسيني، نائب ولاية فراة في المجلس النيابي، خلال مقابلة مع شبكة "إيران واير" المعارضة تصريحات عراقجي الأخيرة بأنها تدخل علني في أفغانستان، ومحاولة لإشعال نيران الحرب.

 

وأضاف "حسيني" أن "تصريحات عراقجي غير مسؤولة، وتضع بذور النفاق بغية إثارة نار الحرب داخل أفغانستان، هدف إيران هو استغلال وجود عناصر داعش لتحصين نفسها".

 

واعتبر نائب ولاية فراة الأفغانية عبد الستار حسيني أن إيران لديها حكومة فاسدة تتدخل في شؤون مختلف الدول، وفق "إيران واير".

 

واستطرد أن إيران هي أكثر بلد مكروه في المنطقة، داعيا المسؤولين الأفغان للرد بحزم على التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها عراقجي.

 

وطالب البرلماني الأفغاني المرشد الإيراني علي خامنئي بإيقاف تدخلات الحرس الثوري في شؤون أفغانستان منعا لاتخاذ بلاده ردا في المقابل ضد إيران.

 

وذكرت "إيران واير"، حسب معلومات أوردها حسيني، أن 5 آلاف عنصرا أفغانيا على الأقل قتلوا في سوريا أثناء قتالهم ضمن صفوف مليشيا فاطميون الموالية لإيران.

 

واصل عبد الستار حسيني تصريحاته بالتأكيد على أن الحرس الثوري الإيراني من وجهة نظره مجرم حرب، مشددا أن بلاده ستحاسب إيران يوما ما على دماء أبناءها الذين جندتهم في القتال خارج الحدود.

 

وأكد أحمد غني كسروي، محلل سياسي أفغاني، أن إيران أنشأت قوى بالوكالة عنها في المنطقة لتأمين مصالحها، بما في ذلك مليشيات فاطميون، وزينبيون، وحزب الله.

 

وأردف "كسروي" أن إيران تزود تلك القوى بالمعدات العسكرية وأموال بهدف قتال من تعتبرهم معارضين لها خارج نطاق حدودها.

 

وأشار المحلل السياسي الأفغاني إلى أنه مع انتهاء الحرب في أفغانستان، لن يكون هناك خيار أمام الجماعات الإرهابية مثل داعش سوى الفرار إلى البلدان المجاورة لها.

 

يعتقد غني كسوري أن المصالحة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان المسلحة ستقضي على داعش والجماعات الإرهابية الأخرى في البلاد.

 

هدد عبد المنان نيازي، قيادي منشق عن طالبان يسيطر على 30 ألف مسلح، صراحة قبل عدة أيام باستهداف عناصر مليشيا فاطميون داخل أراضي أفغانستان.