الخليج: السلطان التركي يتصرف وكأنه حاكم ليبيا

اليمن العربي

قالت صحيفة "الخليج" يبدو أن الوضع في ليبيا يتجه نحو تصعيد عسكري حتمي، ذلك أن «السلطان التركي» يتصرف وكأنه هو من يحكم ليبيا، ويقرر مصيرها. كما أنه في تصريحاته هو من يحدد دور مصر وأمنها، وهو من يقرر نيابة عما يسمى «حكومة الوفاق» ماذا تفعل وكيف تتصرف.

 

وأشارت إلى أن حكومة السراج هي مجرد واجهة تركية، فالقرار ليس بيدها، إنما بيد «الباب العالي» التركي المدعو رجب طيب أردوغان الذي يهدد بالحسم العسكري، بمعنى أن ساعة الصفر تقترب، ومعركة الجفرة - سرت باتت محسومة.

 

ولفتت إلى أن أردوغان مصمم على المعركة للقبض على شرايين النفط، والسيطرة على الثروات الليبية، وتقول أنقرة بلسان «وزير داخلية حكومة الوفاق»، إن «السيطرة على سرت والجفرة أصبحت الآن أولوية بالنسبة لها»، لذلك فإن الهجوم التركي بواسطة المرتزقة والإرهابيين على هذين الهدفين قد يتحول إلى «لحظة حاسمة تحدد مستقبل الحرب في ليبيا» حسب ذلك الوزير المدعو فتحي علي باشاغا، الذي أضاف، أن سلطات طرابلس لن تبدأ المفاوضات مع السلطة الشرعية والجيش الوطني «إلا بعد استعادة هاتين المنطقتين المهمتين استراتيجياً».

 

وذكرت أن المعلومات تؤكد أن تركيا تواصل حشودها باتجاه سرت والجفرة، وقد تم نقل آلاف المرتزقة والأعتدة العسكرية التي وضعت في حالة تأهب بإشراف ضباط أتراك إلى المنطقة.. والخبير العسكري الروسي إيجور سيبوتين يتوقع في مقالة نشرتها صحيفة «نيزافا فيسيمايا غازيتا» اقتراب ساعة الصفر، ويرى أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي، وأشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان قد اعتبر سرت والجفرة بمثابة «خط أحمر».. وبهذا المعنى، إذا ما ركب أردوغان رأسه، وقرر ارتكاب حماقة غزو الجفرة وسرت؛ فإنه سوف يصطدم حكماً بالجيش المصري الذي لن يسمح بتهديد أمن مصر وسيادتها.

 

وأضافت أن الرئيس السيسي كان واضحاً وصريحاً خلال اجتماعه قبل يومين مع كبار مشايخ وأعيان ليبيا تحت شعار «مصر وليبيا..شعب واحد ومصير واحد»، حيث أكد أن بمقدور الجيش المصري «تغيير المشهد العسكري حال تدخله في ليبيا بشكل سريع وحاسم». مذكراً بأن الجيش المصري هو من أقوى جيوش المنطقة.. ولفتت إلى أن هذا الموقف المصري الواضح جاء بعد بيان رئيس مجلس النواب الليبي صالح عقيلة قبل أسبوع ودعوته باسم الشعب الليبي مصر للتدخل، وبعد تفويض من وفد القبائل الليبية لمصر وجيشها للتدخل من أجل حماية سيادة بلدهم.

 

وقالت إن السيسي قد طلب من الجيش المصري الاستعداد للعمل خارج ليبيا، وهي دعوة تعني أن مصر لن تسمح تحت أي ظرف باستهداف أمنها وسيادتها، ولا شك أن الجيش المصري لديه القدرة على رد وردع جماعات المرتزقة المدعومة من جيش أجنبي يهدد مصر، وينتهك سيادة بلد عربي يعتبر امتداداً لمصر وأمنها.

 

وأكدت في ختام افتتاحيتها :"رغم أملنا بأن يعود أردوغان إلى رشده، ويتوقف عن التدخل بشؤون الغير، ويتخلى عن أوهامه وأحلامه، ويسهل عملية التسوية السياسية في هذا البلد العربي، إلا أن مصر قادرة على تلقينه درساً، لعله يرتدع ويعود إلى رشده"