صحيفة: أردوغان يريد أذربيجان سوقاً لاستثماراته ومنتجاته الدفاعية

عرب وعالم

اليمن العربي

تحت عنوان "هذا الجنون المتجول" .. قالت صحيفة "الخليج" : وكأن رجب طيب أردوغان لا يكفيه تدخله السافر في سوريا والعراق وليبيا، وغيرها من الدول العربية، فها هو يمد أنفه في منطقة القوقاز، معلناً وقوفه إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا في خلافهما الحدودي القديم - المتجدد، مؤكداً أن "تركيا لن تتردد في التصدي للهجوم على أذربيجان"، في حين أن وزير دفاعه خلوصي آكار أعلن أن "أرمينيا ستدفع ثمن اعتداءاتها على أذربيجان".

 

وأضافت الصحيفة أن هذا الموقف التركي من الصراع الأرمني - الأذربيجاني على إقليم نوجورنو كاراباخ ليس جديداً، فهو إلى جانب باكو منذ اندلاع الاشتباكات الحدودية بين البلدين بعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، وهو يتجدد الآن مع تجدد الاشتباكات، ولأسباب لها علاقة بالموقف التركي التاريخي من أرمينيا، خصوصاً بعد المجازر التي تعرض لها الأرمن على يد العثمانيين عام 1915، ثم بسبب العلاقات التاريخية التي تربط بين تركيا وأذربيجان، حيث ينتمي الأذريون إلى القومية التركية، كما أن اللغة الأذرية من أقرب اللغات إلى اللغة التركية، كذلك فإن أذربيجان عضو مهم في "المجلس التركي" /الدول السبع الناطقة بالتركية/ الذي أنشئ عام 2009، ناهيك بالعلاقات الاقتصادية والعسكرية المتنامية بين البلدين.

 

وأشارت إلى أنه سبق للرئيس التركي أردوغان أن أعلن "أن العلاقات مع أذربيجان مبنية على مفهوم شعب واحد في دولتين"، وهو المفهوم إياه الذي يستند إليه في عملية التوسع والغزو باتجاه سوريا والعراق وليبيا، مستعيداً المفهوم العثماني القديم، بأن شمال سوريا والعراق وليبيا هي "أرض الأجداد"، لعله بذلك يستطيع تحقيق طموحاته في استرجاع ماضٍ أكل الدهر عليه وشرب.

 

وأوضحت الصحيفة أن أردوغان يريد أذربيجان سوقاً لاستثماراته ومنتجاته الدفاعية ومنطلقاً لطموحاته، من خلال خط سكك الحديد الذي يربط باكو /أذربيجان/ وتبليسي /جورجيا/ وقارص /تركيا/، والذي يعتبره "طريق حرير جديدا"، ثم أنبوب الغاز الممتد من أذربيجان إلى تركيا بطول 3500 كيلومتر، ثم إلى أوروبا ..مؤكدة أن عين أردوغان على أذربيجان لأنها تشكل بالنسبة إليه قاعدة للتمدد شرقاً، وشوكة في خاصرة أرمينيا، وعنواناً للعثمانية الجديدة التي ترى في الدول الناطقة بالتركية مجالاً حيوياً لها، كما ينظر للدول العربية، بأنها من ممتلكات الدولة العثمانية.

 

وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها : إذا كان العالم يستشعر القلق من التدخل التركي السافر في ليبيا وسوريا، ويدعو أردوغان للتعقل، وعدم إطلاق العنان لجنونه، ويدعوه للانسحاب مع مرتزقته تفادياً لمخاطر قد تكون كارثية على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإذا كان العالم يدعو لضبط النفس والحل السياسي في الخلاف الأذري - الأرمني، فإن أردوغان يعمل على صب الزيت على النار في منطقة القوقاز الواقعة على حواف روسيا والصين، لأن انفجار الأوضاع هناك يشكل تهديداً مباشراً لكل المنطقة وجوارها ..وتساءلت : أليس هناك من رادع لهذا الجنون الذي يتجول في كل الاتجاهات، تاركاً خلفه الحروب والفتن والدمار والإرهاب؟