بدء التجارب السريرية العالمية للمرحلة 3 من لقاح "كوفيد 19" في الإمارات

عرب وعالم

اليمن العربي

تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة والتزامها بمحاربة وباء «كوفيد 19» من خلال جهود التعاون الدولية، بدأت في أبوظبي أولى التجارب السريرية العالمية للمرحلة الثالثة من لقاح محتمل ومدرج تحت مظلة منظمة الصحة العالمية من إنتاج شركة «سينوفارم سي إن بي جي» بهدف مكافحة وباء «كوفيد 19».

 

وفي إطار التزام حكومة الإمارات والهيئات الصحية بإيجاد علاج لأكبر تحدٍ شهدته البشرية في القرن الـ 21 قام كل من: الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة بأبوظبي والدكتور جمال الكعبي، وكيل دائرة الصحة بالإنابة بالبدء بتجربة المرحلة الثالثة من اللقاح غير النشط لوباء «كوفيد 19» كأول شخصين يتطوعان للقيام بهذه التجربة.

 

وتقوم شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» بالإشراف على الممارسين الصحيين المتخصصين لديها، وذلك ضمن 5 عيادات رئيسية في: «أبوظبي والعين إلى جانب عيادة واحدة متنقلة، الأمر الذي يضمن سهولة وصول المتطوعين المشاركين». وقالت الدكتورة نوال أحمد محمد الكعبي، رئيس الاستشاريين في مدينة الشيخ خليفة الطبية، ورئيس اللجنة الوطنية السريرية لوباء «كوفيد 19»: «إن مشاركتنا في هذه التجارب تمكّننا من المساهمة في الجهود العالمية لمكافحة وباء «كوفيد 19»، ونحن في الإمارات فخورون حقاً بأن نساعد على تسهيل هذه الاختبارات التي قد يكون لها أثر كبير عالمياً، وقد تساعد الناس على الاستفادة من الأبحاث ومن تصنيع اللقاح، في حال نجاحه، للحد من انتشار هذا المرض».

 

 

وأوضحت خلال إحاطة إعلامية عقدت أمس:«أن مرحلة التجارب السريرية الثالثة تأتي عقب نجاح المرحلتين الأولى والثانية في الصين واللتان أثمرتا عن قيام 100% من المتطوعين بتوليد أجسام مضادة بعد أخذ جرعتين من اللقاح خلال 28 يوماً، وستكون المرحلة الثالثة مفتوحة للمتطوعين بين أعمار 18 و60 عاماً من كافة إمارات الدولة لتستمر لمدة 42 يوماً».

 

 

وحول آلية التطوع، بينت الكعبي أن: «آلية التطوع تعتمد على أن يكون عمر المتطوع أكبر من 18 عاماً، وأقل من 60 عاماً، ولم يصب سابقاً بمرض «كوفيد 19»، وأن يكون خالياً من الأمراض المستعصية كالسرطان أو نقص المناعة، وبالنسبة للنساء، يجب أن لا يكن حوامل أو يحملن خلال فترة التجربة.

 

 

وأضافت: «التطوع مفتوح لكل الجنسيات، والأعراض الجانبية المتوقعة للمتطوعين هي نفسها الأعراض الجانبية الخاصة بأي تطعيم، كما سيتم متابعة دقيقة لكل المتطوعين نظراً للعدد الكبير المشارك، وفي حال تم رصد أي أعراض جانبية شديدة سيتم تقديم الدعم الطبي اللازم للشخص، مشيرة إلى وجود جهة محايدة ومنفصلة لا تتبع أي جهة من المشاركين في تجارب اللقاح، تقوم بمراقبة النتائج والبيانات الصادرة، وتقييم وتدقيق المعلومات التي يتم التوصل إليها».

 

 

وأشارت إلى أنه تم اختيار الإمارات وجهة مفضلة للتعاون والشراكة بهدف إجراء تجارب المرحلة الثالثة على اللقاح غير النشط، خاصة وأن الدولة تحتضن ما يزيد على 200 جنسية مختلفة، الأمر الذي يتيح أبحاثاً قوية على أعراق متنوعة ويسهم في تعزيز جدوى التطبيق على مستوى العالم في حال نجاح التجارب.

 

 

وأوضحت الكعبي أن: «انطلاق التجارب السريرية يأتي إيذاناً ببدء سلسلة من المبادرات الوطنية التي تعزز صحة السكان وقدرات البحث والتطوير في المجال الطبي على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك تعزيز القدرات المحلية لتصنيع اللقاح». وحول الجرعات، أوضح الدكتور وليد زاهر رئيس قسم البحوث ورئيس مجموعة اللقاحات في مجموعة 42 الطبية، أنه: «سيكون هناك جرعتان من اللقاح وسيتم متابعة المتطوعين وإجراء فحوصات دورية لهم، مؤكداً أن التجارب ستجرى في دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً ولا توجد خطط حالية لإجراء التجارب السريرية خارج الدولة، مبيناً أنه سيتم الإعلان عن النتائج خلال الشهور المقبلة». وأشار الدكتور وليد إلى أن الاتفاقية تشمل المرحلة الثالثة وأيضاً تصنيع وإنتاج اللقاح، على أن يتم الإعلان عن ذلك لاحقاً، مبيناً أن المتطوعين لا يوجد ضرورة لبقائهم في المستشفيات، حيث بإمكانهم عيش حياتهم الطبيعية على أن يتم إجراء فحوصات دورية لهم.

 

 

ومن ناحيته قال أشيش كوشي، الرئيس التنفيذي لشركة «جي 42 للرعاية الصحية»: «من خلال استخدامنا لحلول الذكاء الاصطناعي، والحواسب العملاقة، وحلول التشخيص المتقدمة لـ«كوفيد 19»، فإن شركة «جي 42 للرعاية الصحية» تمتلك قدرات فريدة ومثالية لإجراء مثل هكذا تجارب. وستتولى الشركة مسؤولية إدارة العمليات السريرية لهذه التجارب، حيث سنستفيد من إمكانات مجموعتنا الفنية والتجارية من أجل حساب وربط وتقديم رؤى سريعة ومركّبة عبر نشر نماذج متعددة تقوم على الذكاء الاصطناعي بناءً على البيانات التي تم استقاؤها أثناء التجارب لتسريع النتائج المنتظرة. وستكون شركة «جي 42 للرعاية الصحية» مسؤولة أيضاً عن الإدارة اللوجستية للتجارب بالاعتماد على إمكاناتها في هذا المجال وكذلك في إنشاء المواقع السريرية وغيرها من أنشطة الإدارة المتكاملة».

 

 

وتعليقاً على قرارهم باختيار دولة الإمارات العربية المتحدة وأبوظبي شريكاً لهم وموقعاً لإجراء التجارب، قال جينغ جين زو رئيس المنتجات البيولوجية في شركة «سينوفارم سي إن بي جي»: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة متميزة وتحتضن جنسيات وأعراقاً مختلفة من كل أنحاء العالم، ما يمنحنا فرصة تجربة اللقاح على مجموعة واسعة من التركيبة السكانية والتأكد بأن اللقاح سيكون قابلاً للاستخدام في جميع الدول. كما أن شركاءنا في شركة «جي 42 للرعاية الصحية» يوفرون لنا التكنولوجيا المتطورة التي نحتاجها لتحقيق نتائج دقيقة وسريعة».

 

 

وبدأت الاختبارات بشكل رسمي بحضور ني جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية في الدولة، وكبار المسؤولين في دائرة الصحة، وممثلين عن الشركتين، حيث تلقت أول مجموعة من المتطوعين من مواطني الدولة ومقيميها، اللقاح في مدينة الشيخ خليفة الطبية.

 

 

وكانت الهيئات الصحية الإماراتية قد حصلت أخيراً على التراخيص اللازمة لإجراء اختبارات لما يصل إلى 15000 متطوع. حيث تهدف شركة «جي 42 للرعاية الصحية»، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) إلى إتمام ما لا يقل عن 5000 اختبار ضمن المرحلة الأولى.

 

 

وخلال الشهور القليلة الماضية، قامت شركة «جي 42 للرعاية الصحية» بتأسيس مختبر ضخم لتسريع وتيرة اكتشاف المرض بالإضافة إلى تصنيع أجهزة الحماية الشخصية الأساسية. كما ساهمت أيضاً في إجراء الأبحاث حول اللقاحات الجديدة والعلاجات باستخدام الأدوية، إلى جانب تحديد اتجاهات تفشي الوباء التي تتضمن طفرات الفيروس وكذلك المساعدة في مكافحة المرض.

 

 

وتجري التجارب السريرية تحت إشراف وتوجيه دائرة الصحة في أبوظبي وشركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة). ويتم تطبيق الاختبارات وفقاً لجميع التوجيهات الدولية التي نصّت عليها منظمة الصحة العالمية وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

 

 

وستقوم لجنة أخلاقيات البحث العلمي في أبوظبي بالموافقة على الدراسة واعتمادها في حال نجاحها.

 

 

وتشكل الحاجة الملحة إلى وجود لقاح على مستوى العالم من أهم عوامل تطوير لقاح «كوفيد 19»، وتعتبر القدرة الحاسوبية وتحليل البيانات وتشخيص الفحوصات ميزة تنافسية تملكها شركة «جي 42 للرعاية الصحية» التي ستدعم نجاح التجارب السريرية العالمية للمرحلة الثالثة من اللقاح غير النشط.

 

 

وعقب بدء مرحلة التجارب رسمياً، ستقوم الهيئات الصحية في الإمارات وشركة «جي 42 للرعاية الصحية» بإطلاق حملة توعية عامة لتشجيع السكان على المشاركة في برنامج التجارب السريرية، والتي سيكون لها أثر كبير على حياة البشر.

 

 

تعاون

 

 

تعد التجارب ثمرة تعاون بين شركة «جي 42 للرعاية الصحية» إحدى الشركات التابعة لمجموعة «جي 42» والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها وتحتل مكانة رائدة في جهود التصدي لجائحة «كوفيد 19»، وشركة «سينوفارم سي إن بي جي» سادس أكبر منتج للقاحات في العالم والشركة التي احتلت المركز 169 على قائمة فورتشن 500 العالمية لعام 2018.

 

أعرب الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة في أبوظبي عن فخره كونه من أوائل المتطوعين في التجارب السريرية للمرحلة الثالثة من لقاح محتمل لفيروس «كوفيد 19».

 

وكان الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، والدكتور جمال الكعبي وكيل دائرة الصحة بالإنابة انضما إلى قائمة المتطوعين ضمن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي تشهدها العاصمة أبوظبي حالياً للقاح محتمل ومدرج تحت مظلة منظمة الصحة العالمية من إنتاج شركة «سينوفارم سي إن بي جي» بهدف مكافحة وباء «كوفيد 19»، وتتم في عدد من منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة).

 

وقال الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد: «منذ بداية الجائحة، وجهتنا القيادة الرشيدة إلى تقديم الدعم الصحي لكل من يعيش على هذه الأرض الطبية على حد سواء، واليوم نؤمن أن الجميع يستحق أن نبذل الغالي والنفيس من أجله، ولو تطلب الأمر أن نكون جزءاً من التجارب السريرية ليرى اللقاح النور ونتمكن من توفيره لمن يحتاجه، فليس هناك ما هو أغلى من الوطن، ووطننا سيمضي بطموحاته للأمام وهو أكثر إصراراً وعزيمة، بهمة أبنائه الذين يقفون خلف رايته للتصدي لفيروس «كوفيد 19».

 

وأشاد رئيس دائرة الصحة بالجهود المبذولة التي تقدمها شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) في المشاركة بتقديم اللقاحات ضمن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في عدد من منشآتها الصحية، موجهاً الدعوة لكل من يسكن أرض الإمارات من مواطنين ومقيمين للتطوع والمشاركة من أجل الإنسانية في هذه التجارب السريرية التي سيكون لها بالغ الأثر في الوصول إلى النتائج المرجوة لإثبات سلامة وفعالية اللقاح، ليضاف إلى سجل تاريخ إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة ومساهماتها البارزة في المجال الصحي على مستوى العالم.

 

ومن جانبه قال الدكتور جمال محمد الكعبي، وكيل دائرة الصحة أبوظبي بالإنابة: «علمتنا القيادة الرشيدة أن تكون سباقة في الريادة وعمل الخير الذي يعد إحدى الركائز الأساسية لنهجها، حيث تواصل في ظل هذه الظروف الاستثنائية رفد الجهود العالمية لوضع صحة وسلامة المجتمع على رأس قائمة أولوياتها والتصدي لفيروس «كوفيد 19».