المعارضة التركية تفضح أردوغان وتكشف أهدافه من تحويله "آيا صوفيا" لمسجد

عرب وعالم

اليمن العربي

اعتبر قيادي بحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، ومرشح رئاسي سابق، أن هجوم الرئيس، رجب طيب أردوغان، على مؤسس الجمهورية الحديثة، مصطفى كمال أتاتور، "هجومًا على تاريخ الكفاح الوطني واستقلال تركيا".

 

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها المرشح الرئاسي السابق، محرم إينجه،على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

 

التغريدات جاءت ردًا على هجوم أردوغان، الجمعة، على أتاتورك، في خطابه الذي ألقاه بمناسبة تحويل وضعية "آيا صوفيا" من متحف إلى مسجد، وفتحه للعبادة؛ بموجب قرار صادر عن المحكمة الإدارية العليا.

 

قرار المحكمة ألغى في ذات الوقت قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934، والذي قضى بتحويل "آيا صوفيا" من مسجد إلى متحف.

 

ومن ضمن ما قاله أردوغان في خطابه ضد أتاتورك: "في الواقع لم يكن هذا القرار الذي تم اتخاذه خلال فترة الحزب الواحد (حزب الشعب الجمهوري الحاكم آنذاك) عام 1934 خيانة للتاريخ فحسب، بل أيضا ضد القانون. لأن آيا صوفيا ليست ملكا للدولة ولا أي مؤسسة فهي ملك لوقف السلطان محمد الفاتح".

 

 

وردًا على تصريحات أردوغان قال محرم إينجه: "هذا الذي يتهم أتاتورك بالخيانة عليه النظر إلى ماضيه، وبسبب قراره تحويل المتحف لكنيسة بدأت الدول الأخرى تبدي مواقف تتعدى بها على سيادتنا وهذا غير مقبول".

 

وأضاف قائلا "وهجوم أردوغان على مؤسس الجمهورية التركية، واتهامه له بالخيانة، ما هو إلا اعتداء غير مقبول، وهجوم على تاريخ تركيا في الكفاج الوطني حتى نالت استقلالها"، في إشارة لحرب الاستقلال(1919-1923) التي قادها أتاتورك وانتهت باستقلال تركيا.

 

بدوره قال زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، إن نظام الرئيس، أردوغان، جعل من قضية "آيا صوفيا" حلبة للصراع السياسي.

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، خلال مشاركته في بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة.

 

وشدد في تصريحاته على أنه "كان من الخطأ تحويل آيا صوفيا إلى حلبة صراع سياسي، إذ حاول النظام استعراض حقوق السيادة، والأمر كان في غاية البساطة إذا أرادوا أن يحولوا المتحف إلى المسجد فليحولوه، وإذا أرادوا أن يبقى مسجدًا فليبق".

 

وأضاف "بغض النظر عن موضوع السيادة، فالمبنى على أراض تركية، فبالطبع ستكون تركيا هي الدولة صاحبة السيادة». وأردف أنه من الخطأ تحويل المتحف إلى ساحة وحلبة صراع سياسي".

 

وبيّن أن "المحكمة التي أصدرت القرار أمس، تخضع لسيطرة أردوغان شأنها في ذلك شأن القضاء التركي بأكمله".

 

من جانبه قال تمل قره ملا أوغلو، زعيم حزب "السعادة" الإسلامي، إن "سعي النظام الحاكم لتحويل قرار آيا صوفيا إلى استعراض سياسي، أمر غير مقبول".

 

بدوره قال علي باباجان، رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" المعارض، نائب رئيس الوزراء الأسبق، معلقًا على القرار إن "النظام لما عجز عن إيجاد الحلول للمشاكل، اتجه لتأمين دعم سياسي له من خلال إثارة الحساسيات الدينية وإبرازها".

 

وأضاف في بيان صادر عنه أن "المسار الاقتصادي في تركيا بغاية السوء، والبلاد دخلت نفقًا مظلمًا لا نهاية له"، مشيرًا إلى أن "الأمور لا تسير بمثل هذه المساعي التي تعتمد على استغلال الدين، فالناس يريدون الرفاهية، والحرية، وبدونهما يكف عن دعم من يحجبهما مهما قدم من إنجازات".

 

وأشار إلى أن "الأوضاع السيئة التي يعاني منها النظام الحاكم، وقلة الدعم له، وانهيار شعبيته يدفعاه لمثل هذه القرارات، وتسييسها كي يحقق من ورائها مكاسب سياسية قدر الإمكان، لكن الأوضاع ستسوء في الحزب بشكل أكبر، وهذا ما دفعنا لتأسيس حزب جديد".