أرقام مفزعة وضخمة.. سياسات أردوغان وكورونا يغرقان قطاع السيارات

اقتصاد

اليمن العربي

بدأت صناعة السيارات في تركيا رحلة انهيار حادة منذ مطلع العام الجاري، وفق ما تظهره بيانات تركية رسمية، في مؤشرين على تحول تركية لقبلة إنتاج منفرة، والتبعات السلبية التي يخلفها فيروس كورونا على البلاد.

 

وأظهر وفقا "العين الإخبارية" على بيانات شهرية صادرة عن اتحاد صناعة السيارات التركي، أن تراجعا طرأ على إنتاج السيارات خلال النصف الأول من العام الجاري، بنسبة 29.4% مقارنة مع الفترة المقابلة من 2019.

 

 

 

وتؤكد الأرقام أن قطاع السيارات في تركيا يمر بأزمة كبيرة حتى قبل كورونا، مبعثها تهاوي الثقة في الاقتصاد التركي ونظام الرئيس رجب أردوغان، فضلا عن تآكل القدرة الشرائية للأتراك.

 

وجاء في بيانات اتحاد صناعة السيارات التركي، أن إجمالي إنتاج المركبات من جانب مصانع السيارات المقامة في تركيا، بلغ 518.727 ألف سيارة في النصف الأول 2020، مقارنة مع 735.058 ألف سيارة في الفترة المقابلة من 2019.

وتراجع الطلب العالمي على مبيعات المركبات، ما دفع علامات تجارية إلى غلق جزئي في مصانعها داخل السوق التركية، بينما يرى مراقبون أن تركيا تحولت إلى قبلة منفرة للاستثمار، بسبب انهيار العملة المحلية وارتفاع أجور الأيدي العاملة.

 

ومطلع الشهر الجاري، نشرت صحيفة "أوتومبيل فوخه" المتخصصة في صناعة السيارات، نقلا عن مصادر لم تسمها، قالت فيه إن "فولكسفاجن" قررت عدم بناء مصنع جديد في تركيا.

 

 

 

وفي أكتوبر الماضي، علقت فولكسفاجن قرارا خاصا بالمصنع وسط انتقادات للعمليات العسكرية التركية في سوريا، التي أدت إلى مقتل أبرياء وتهجير آخرين، وهي خطوة لاقت رفضا عالميا واسعا حينها.

 

 

 

وعلى أساس شهري، تراجع إنتاج السيارات في تركيا بنسبة 5.4% خلال يونيو الماضي، إلى 103.273 ألف سيارة جديدة، مقارنة مع 109.116 ألف سيارة في الفترة المقابلة من العام الماضي 2019، بحسب البيانات.

 

بينما بلغت نسبة التراجع 13.7% في الفترة من يوليو 2019 حتى يونيو الماضي إلى 1.245 مليون سيارة، مقارنة مع 1.442 مليون سيارة جديدة منتجة في المصانع التركية في الفترة بين يوليو  2018 حتى يونيو 2019.

 

وكانت شركة صناعة السيارات "فورد أوتوموتيف" الفرع التركي لمجموعة صناعة السيارات الأمريكية "فورد موتور كورب" قد أوقفت الإنتاج في مصانعها الثلاثة بتركيا في مارس الماضي على خلفية أزمة انتشار فيروس كورونا.

 

كما أعلنت شركة تويوتا اليابانية للسيارات في ذات الشهر وقف أنشطتها في تركيا لنفس السبب.

 

ولم يتوقف التراجع على الإنتاج، بل انسحب بشكل حاد كذلك على الصادرات، إذ هبطت صادرات تركيا من السيارات بنسبة 36.6% خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 402.179 ألف سيارة، مقارنة مع 634.773 ألف سيارة على أساس سنوي.

 

بينما في يونيو الماضي، تراجعت صادرات السيارات بنسبة 26.9% إلى 70.813 ألف سيارة، مقارنة مع 96.881 ألف سيارة على أساس سنوي.

 

 

 

وتسبب ضعف العملة في تركيا منذ أغسطس 2018، إلى ارتفاع حاد في تكاليف الأيدي العاملة، وعليه ارتفعت أسعار السلع المصنعة في السوق المحلية، ما يعني تراجع تنافسية الصناعات التركية في الأسواق الخارجية.

 

ودخلت تركيا في سلسلة من الاضطرابات الاقتصادية جراء تداعيات فيروس كورونا المستجد التي نالت بشدة من الاقتصاد "غير المستعد"، وتعالت صرخات قطاعات مختلفة من الشعب جراء قسوة الظروف الحالية.

 

وأكد تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية أن إصرار أردوغان على مضاعفة أخطائه السابقة سوف يجلب مزيداً من الدمار الاقتصادي لتركيا، مع عواقب مالية وجيوسياسية تستمر إلى ما بعد انتهاء وباء انتشار فيروس كورونا.