خبراء أوروبيون : تركيا لا تملك أي فرصة لحسم الصراع في ليبيا لصالحها

عرب وعالم

اليمن العربي

قال ثلاثة من أبرز الخبراء الأوروبيين في الشأن الليبي اليوم الأحد، إن تركيا لا تملك أي فرصة لحسم الصراع في ليبيا لصالحها، مضيفين أن فرنسا تقف في الجانب الصحيح، والاتحاد الأوروبي مطالب بدعم الجيش الوطني في البلد الغني بالنفط.

 

يأتي ذلك في وقت تحشد فيه تركيا المرتزقة والأسلحة في طرابلس لشن هجوم على مدينة سرت الاستراتيجية التي تعتبر خطا أحمر بالنسبة للجيش الليبي ومصر.

 

وقال الخبير فولفغانغ بوزتاي، رئيس الهيئة الاستشارية للمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية الليبية الذي يكتب في مجلة فورين بولسي الأمريكية ويظهر في العديد من وسائل الإعلام الألمانية إن "قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، أنهت استعدادتها لشن هجوم على سرت".

 

ورغم هذه الاستعدادات، لا تملك تركيا وحكومة الوفاق أي فرصة لحسم المعركة لصالحها في سرت، وفق أندريس ديتمان، الخبير الألماني في الشأن الليبي دائم الظهور في مجلة دير شبيجل والتلفزيون الألماني.

 

وأوضح ديتمان وفقا لـ"العين الإخبارية" أن تركيا "لا تستطيع السيطرة الأمور، أو كسب الصراع في ليبيا".

 

وتابع "يدعم الاتحاد الأوروبي الشركاء الخطأ في ليبيا"، موضحا "نعم، تدعم دول مثل تركيا وقطر الميلشيات المقربة من الإخوان المسلمين في ليبيا، لكن هؤلاء ليسوا حلفاء للغرب، والتعاون معهم لمجرد أنهم يسيطرون على المنطقة التي ينطلق منها المهاجرين غير الشرعيين باتجاه أوروبا، خطأ".

 

وتحافظ دول أوروبية في مقدمتها إيطاليا على علاقات جيدة مع حكومة الوفاق الليبية والميليشيات الداعمة لها، على أمل نجاح الأخيرة في وقف حركة الهجرة غير الشرعية انطلاقا من سواحل طرابلس، باتجاه إيطاليا.

 

ديتمان قال أيضا إن "الحلفاء الاستراتيجيين للاتحاد الأوروبي هم مصر والإمارات والسعودية، والقوى السياسية في شرق ليبيا"، مضيفا "لذلك تقف فرنسا في الجانب الصحيح" بدعمها الجيش الليبي، وأوروبا مطالبة بأن تحذو حذو باريس.

 

ولفت ديتمان إلى أن موقف الاتحاد الأوروبي في ليبيا "ضعيف للغاية" لأن التكتل "لا يتحدث بصوت واحد، وتدعم دوله أطرافا مختلفة".

 

أما غونتر ماير، مدير مركز دراسات العالم العربي في جامعة ماينز الألمانية، فقال لـ"العين الإخبارية": "نحن نتعامل مع حرب بالوكالة في ليبيا، حيث تعتمد الأطراف المختلفة على الدعم الذي تتلقاه من الدول الكبرى".

 

وتابع "يمكن أن يؤدي الوضع الراهن إلى جمود عسكري يحفظ خطوط الفصل الحالية بين الأطراف" وبالتالي لن تستطيع تركيا السيطرة على سرت.

 

وتعد سرت نقطة استراتيجية رئيسية في ليبيا، فهي بوابة الهلال النفطي، وهي منطقة إنتاج النفط، وممر أساسي لخطوط الأنابيب. كما أنها بوابة للسيطرة على العاصمة طرابلس.

 

ووفق فولفغانغ بوزتاي، هناك حديث الآن في الأوساط الدولية عن إنشاء منطقة عازلة بين الأطراف المختلفة، وفق الواقع الحالي على الأرض