بسبب سوريا.. صحيفة بريطانية تصف الرئيس التركي بالمستبد

عرب وعالم

اليمن العربي

وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"أحد الزعماء المستبدين الذين يتمتعون بالغطرسة".

 

وأوضح مقال أعده سيمون تسيدال نشرته الصحيفة، أن أردوغان المتغطرس يجر تركيا إلى أعتاب كارثة كبيرة في سوريا.

 

وأكد أن أردوغان يعاني من عزلة بعد أن شهدت العلاقات بينه وبين أهم اللاعبين الآخرين بسوريا، في إشارة إلى "روسيا" توترات كبيرة".

 

ولفت المقال إلى أن "تركيا بدأت الحرب ضد الرئيس السوري، بعدما قامت في فبراير/شباط الماضي بإرسال نحو 7 آلاف جندي، وأسلحة ومعدات عسكرية".

 

وبيّن المقال أنه "لما زاد ضغط الأسد على الجماعات الإرهابية التي تدعمها تركيا قامت أنقرة بدعم المتمردين والمعارضين بما في ذلك الجماعات الإرهابية".

 

وأكد كاتب المقال أن الأمور وصلت الآن إلى مواجهة مباشرة بين دولتين جارتين بسبب أفعال أردوغان.

 

وشدد على أن هذه الحرب قد تدفع إلى وقوع مواجهة مباشرة بين تركيا وروسيا حليفة الأسد.

 

وألمح الكاتب إلى أن الهجوم الذي أسقط أكثر من 33 جنديا تركيا في سوريا، بحسب الإحصائيات الرسمية، قد يكون هجوما روسيا.

 

وأردف أنه "من الصعب للغاية معرفة الأرقام الصحيحة لضحايا الهجوم، فالحقيقة تبدو بشكل مختلف، إذ ذكر الخبير العسكري متين غورجان أن العدد الحقيقي هو 55 قتيلًا من الجيش التركي".

 

وأفاد كاتب المقال بأن "الرئيس التركي يمتنع عن اتهام روسيا بشكل مباشر بمسؤوليتها عن ذلك الهجوم، غير أن تطورات الأحداث بعد الهجوم، والتي بدأت بغارات استهدفت الطائرات الروسية التي تحلق فوق جنوب إدلب تشير إلى أمر آخر".

 

وتابع أن "السؤال الذي يطرح نفسه بقوة حيال هذه التطورات هل بوتين أراد أن يلقن أردوغان درسًا قاسيًا؟ لو كان الأمر كذلك فيبدو أن هذا الأمر يحقق النتيجة المرجوة منه".

 

في السياق ذاته، أشار الكاتب إلى أنه "قد لا تكون لدى بوتين نية للتراجع إلى الوراء ولو لخطوة واحدة. فهو يريد إنهاء الحرب بسوريا التي تشارك بها القوات الروسية منذ ما يقرب من 5 سنوات. ومن ثم يسعى لتحقيق قوات الأسد انتصار في آخر منطقة (في إشارة لإدلب) يسيطر عليها المعارضون".

 

الكاتب ذكر كذلك أن "بوتين قد يجعل أردوغان يدفع ثمنًا غاليًا لإخراجه من الموقف الصعب الذي يمر به الآن".

 

وزاد: "قد يكون الثمن جعله يسحب قواته من إدلب بشكل كامل أو جزئي، ليس من هناك فحسب، بل قد يشمل هذا الانسحاب الأراضي بمنطقة غربي الفرات التي تسيطر عليها القوات التركية".

 

وأفاد تيسدال بأنه "من الواضح أن فكرة المنطقة الآمنة قد ماتت أو على وشك الموت والانتهاء تمامًا".

 

واستدل بطلب أنقرة الدعم من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) على خلفية هجوم الخميس، فجاءت لها تأكيدات بمساعدات محدودة في المراقبة وتبادل للمعلومات الاستخباراتية.

 

وتابع قائلا إن "أردوغان مجددًا يحصد ما زرعه، فهو دائمًا ما دأب على الاستهزاء المستمر بالناتو، وانتقاده، وكذلك مهاجمته بلغة سيئة لزعماء الولايات المتحدة وأوروبا، ورغم معارضة واشنطن قام بشراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية (إس-400)".

 

وأضاف الكاتب: "كما أنه بحربه التي أعلنها ضد الأكراد أضر بحرب الغرب ضد تنظيم داعش، وحاول استخدام أزمة اللاجئين السوريين كسلاح لابتزاز وتركيع الاتحاد الأوروبي. ومن ثم ليس من المستغرب أن تتعاظم المعارضة التركية بالداخل بسبب المستنقع السوري".

 

وفي سياق متصل، أوضح الكاتب أنه "عندما تصاعدت الأزمة بإدلب خلال الأشهر الأخيرة، زعم أردوغان أن هدفه الوحيد حماية اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 2018، والحيلولة دون قدوم موجة جديدة من المهاجرين لبلاده".