الخطر الأكبر.. أموال قطر وتركيا تتدفق على إخوان أوروبا

عرب وعالم

اليمن العربي

لعبت قطر وتركيا دوراً كبيراً في دعم المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان الذي يوسع انتشاره في المجتمع الأوروبي سعياً لنشر أفكاره المتطرفة مستفيداً من التمويل السخي.

 

يوم الخميس أكد البرلمان الهولندي في تقرير له، أن هناك مخاوف كبيرة من تعاظم الدعم التركي والقطري للمراكز الدينية والمساجد في هولندا، موضحاً أن الدوحة وأنقرة تهدفان لتحقيق نفوذ قوي في المجتمع الهولندي، وفق ما ذكرته صحيفة "ذي ناشونال" الإماراتية في تقرير لها أمس الجمعة.

 

تزايد القلق في هولندا من نمو مجتمع الإخوان وامتداد تأثيره على مراكز دينية كبيرة، بعد كشف تقارير حكومية عن دعم لا محدود لتلك المؤسسات من قبل قطر وتركيا، ووصل في بعض الأحيان إلى عشرات ملايين الدولارات، واستهدف الدعم تحديداً "المسجد الأزرق" في أمستردام، و"مركز الإسلام الثقافي في روتردام"، ومركز "ميدنويج".

عكف البرلمان الهولندي شهوراً عدة يدرس تأثير التمويل القطري والتركي للمراكز الدينية على البلاد، وأكد عضو البرلمان ميشيل روج، أن "نتائج البحث في أهداف التمويل تعطينا بالتأكيد سبباً للقلق".

ونشرت "لجنة التحقيق البرلمانية بشأن التأثير غير المرغوب فيه من الدول غير الحرة"، يوم الخميس، تقريرها الذي اعتبر تركيا "دولة غير حرة".

وكتبت اللجنة أن السياسة الرسمية التركية "تهدف إلى إدامة رؤيتها للإسلام في هولندا" من خلال المساجد التي موّلتها "ديانت"، الذراع الدينية للدولة التركية.

وتدير رئاسة الشؤون الدينية التركية منظمة فرعية في هولندا تسمى المؤسسة الإسلامية الهولندية. وتربط هذه المؤسسة 148 مسجداً (حوالي ثلث إجمالي المساجد في البلاد) بـ"ديانت".

وقالت اللجنة إن الهولنديين من ذوي الأصول التركية الذين ينتمون إلى أقلية في تركيا مثل الأكراد والعلاهيين (يتبع العلاهيون التعاليم الصوفية الباطنية) وحتى المتعاطفين مع غولن يواجهون التخويف والترهيب والتهديدات. وذكر شهود أن رئاسة الشؤون الدينية التركية والمؤسسة الإسلامية الهولندية تلعبان دوراً في هذه الممارسات، وفقاً لما ذكره موقع "أحوال تركية" أمس الجمعة.

وانتقد التقرير دور ديانت في حملة شُنت ضد أعضاء حركة غولن التي تتخذ من هولنداً مقراً لها، والتي تتهمها أنقرة بتنظيم الانقلاب الفاشل في يوليو (تموز) 2016.

من جهته يؤكد خبير الإرهاب الدولي رونالد ساندي، أن "هناك دوافع استراتيجية خلف ذلك التمويل فقطر وتركيا تسعيان لممارسة تأثير سياسي في هولندا من خلال فرض سيطرة إخوانية مطلقة على المجتمعات الإسلامية لتحقيق أجنداتهما".

من جهة أخرى، يؤكد الخبير السياسي ومدير برنامج مكافحة التطرف في جامعة جورج لورينزو فيدينو، أن "المانحين القطريين والأتراك يركزون دعمهم لجهات معينة معروفة لديهم، فالدولتين خصصتا شبكة اتصالات غير رسمية وأنظمة تكنولوجية لفحص خلفيات متلقي الدعم". وأضاف لورينزو، أن الأموال القطرية والتركية "تسمح لكيانات الإخوان بشراء ممتلكات كبيرة وتنظيم أنشطة واسعة النطاق تجتذب مساحات كبيرة من الجالية المسلمة في هولندا".

وتسعى الدولتان إلى توسيع سيطرتهما على مؤسسات أخرى غير المذكورة في تقرير البرلمان الهولندي، مستفيدين من ضعف ميزانيتها، ويؤكد تقرير البرلمان الهولندي، أنه "يجب النظر إلى المؤسسة الإسلامية في هولندا على أنها فرع من (ديانت)"، موضحاً أن المؤسسة الإسلامية أصبح لها تأثير سياسي قوي على المجتمع الديني التركي في هولندا. كما أن عملية تعيين الخطباء في المساجد الهولندية تتم بقرار من قبل الحكومة التركية.

 

يقول الخبير في الحركات الإسلامية إريك جان زورشر، إن "تركيا توظف القنوات الإعلامية والأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تحظى بمشاهدة كبيرة من قبل المجتمع الإسلامي في هولندا، لتدجين الناس وتطويعهم لقبول الثقافة الإخوانية".

يضيف الخبير إريك، "على الرغم من وجود الكثير من التنوع في المجتمع التركي الهولندي، إلا أن أنقرة لديها مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يشعرون بأنهم على صلة قوية جداً بالدولة التركية ويحملون نفس أفكارها".

وأضاف التقرير، أن تأثير الحكومة التركية على المجتمع الديني يقيد الحريات، ويؤدي إلى الضغط الاجتماعي ونشر الخوف في هولندا.

 

هولندا ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي أصبحت هدفاً لنشر الفكر الإخواني، وفي 23 يونيو (حزيران) سلط تقرير ألماني الضوء على أنشطة مشبوهة لخلايا سرية قال "إنها لإسلاميين تعمل على تخريب الديمقراطية وتفكيك النسيج الاجتماعي"، مشيراً إلى أن تلك العناصر تنتمي لتنظيم الإخوان الإرهابي وتتلقى تمويلات تركية وقطرية.

وكشف تلفزيون "ولاية بافاريا الألمانية" في تقريره عن أنشطة وتحركات يقوم بها الإخوان من خلال "خلايا تعمل على تدمير الديمقراطية"، تعمل سراً، محذراً من أن هذا التنظيم قد يكون يشكل خطراً على أمن البلاد ونسيجها المجتمعي أكثر من ذلك الذي يمثله تنظيم داعش.

وبحسب المصدر ذاته لا توجد انتماءات معلنة لتنظيم الإخوان في ألمانيا، إلا أن خبراء في الدستور حذّروا من أنشطة غير معلنة لهذا التنظيم، مشيرين إلى استقطابه المزيد من الأتباع وتشكيل خلايا سرية.

واستفاد الإخوان وجماعات متشددة تتبنى الفكر التكفيري في دول أوروبية مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا من القوانين التي تقوم على حماية الحريات بما في ذلك حرّية المعتقد، لبناء شبكة واسعة ومعقدة بعضها متورط في تجنيد وتسفير متشددين للقتال في بؤر التوتر مثل سوريا والعراق.