قطر.. تاريخ حافل بالخراب ودعم الإرهاب ونشر التطرف

عرب وعالم

اليمن العربي

في وقت تواصل فيه قطر دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها "الإخوان" و"داعش" والجماعات المرتبطة بحركة طالبان، مثل شبكة "حقاني" و"القاعدة"، فإنها تنشط في الوقت ذاته ببناء المساجد وتمويل المراكز الإسلامية في الغرب.

 

هذا التوجه أثار- وما زال- مخاوف متنامية من سعي قطر لتوظيف المساجد التي تبنيها والمراكز التي تمولها لنشر أفكار تلك الجماعة المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم الإخوان.

 

 

عزز من تلك المخاوف، التقارير المتتالية، التي تدين قطر بدعم الإرهاب والترويج للعنف، وكان أحدثها تقرير الخارجية الأمريكية، الصادر قبل أيام، والذي اتهم قطر بتأجيج العنف والطائفية عبر إعلامها المرئي والمسموع.

 

أيضا عزز تلك المخاوف وقائع على أرض الواقع ، تكشف سعي قطر على الهيمنة على إدارات تلك المساجد والمراكز وقراراتها وتوجهاتها، وعدم الاكتفاء بالدعم.

 

وارتفعت خلال الفترة الماضية تحذيرات متنامية من دول أوروبية عدة من استغلال قطر تمويلها المساجد لنشر الإسلام السياسي والتطرف.

 

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة Berlinske الدنماركية، قبل أيام، أن قطر وضعت يدها على"مركز حمد بن خليفة الحضاري" الذي يضم المسجد الكبير ومركز ثقافي في العاصمة كوبنهاجن، بعد أن رفعت تمثيلها في مجلس إدارة صندوق كوبنهاجن، الذي يدير المركز.

 

ووفق الصحيفة، فإن هناك غضبا وانتقادات في الأوساط الدنماركية بعد سيطرة قطر على المركز، ومخاوف من استغلاله في الترويج لأجندة متطرفة، وفكر الإخوان الإرهابي.

 

تأتي المخاوف الدنماركية، بالتزامن مع صدور تقرير برلماني هولندي حذر من التمويل المستمر من منظمات قطرية وتركية للمراكز الدينية والمساجد، لافتا إلى أن الهدف تعزيز نفوذ الدوحة وأنقرة وجماعة الإخوان على تلك المراكز.

 

التحذير الهولندي جاء بعد أسبوعين من قيام منظمة على صلة بتنظيم الإخوان الإرهابي بالبدء في أعمال بناء مركز إسلامي كبير في منطقة أرجاو السويسرية على الحدود مع ألمانيا، بعد تلقي تمويلات من قطر وتركيا.

 

كما جاء بعد 4 شهور، من اتهام نخب فرنسية دولة قطر بتمويل مراكز ومؤسسات مشبوهة، تخدم الإسلام السياسي في البلاد، فيما طالب مشرعون فرنسيون الحكومة، بحظر تنظيم "الإخوان" والتدقيق أكثر في مسار الأموال الأجنبية.

 

ووفقا"العين الإخبارية" خلال الشهور القليلة الماضية من العام الجاري، تكشف سعي قطر الحثيث للسيطرة على المساجد والمراكز الإسلامية في أوروبا لتنفيذ أجندة خاصة، الدين منها براء.

 

أحدث تلك الوقائع، تشهده الدنمارك هذه الأيام، وكشفت تفاصيله صحيفة Berlinske الدنماركية، التي كشفت أن قطر وضعت يدها على"مركز حمد بن خليفة الحضاري"، بعد أن رفعت تمثيلها في مجلس إدارة صندوق كوبنهاجن، الذي يدير المركز، من 3 إلى 5 أعضاء، وباتت تملك الأغلبية في المجلس (5 من إجمالي 9 أعضاء).

 

 

الصحيفة أوضحت أن قطر سيطرت على المركز بعد صراع على السلطة في أروقة مجلس إدارة الصندوق الذي يديره، حيث كان 3 من أعضاء المجلس يرفضون النفوذ القطري المتزايد، وتمت الاطاحة بهم.

 

ووفق الصحيفة، فإن هناك غضبا وانتقادات في الأوساط الدنماركية بعد سيطرة قطر على المركز، ومخاوف من استغلاله في الترويج لأجندة متطرفة، وفكر الإخوان الإرهابي.

 

وخلال الأشهر الماضية، لاحق المركز الذي يتلقى تبرعات تبلغ 34 مليون دولار أمريكي من قطر سنويا منذ افتتاحه عام 2014، اتهامات بالتطرف.

 

وبعد أن تفجرت قضية التبرعات القطرية الكبيرة للمركز لأول مرة في فبراير/ شباط الماضي، نشب جدلا سياسيا كبيرا في الدنمارك حول هذه الأموال وأهدافها.

 

ما يحدث في الدنمارك يتكرر هذه الأيام في سويسرا، حيث بدأت منظمة على صلة بتنظيم الإخوان الإرهابي، مطلع الشهر الجاري، أعمال بناء مركز إسلامي كبير في منطقة أرجاو السويسرية على الحدود مع ألمانيا، بعد تلقي تمويلات من قطر وتركيا.

 

 

وذلك بحسب صحيفة "أرجاو تسايتونغ" السويسرية المحلية، التي كشفت إن منظمة المجتمع الإسلامي الألباني هي التي تقف وراء بناء المركز.

 

ونقلت الصحيفة عن سعيد كيلر مساهلي، الخبيرة السويسرية الأشهر في ملف الإسلام السياسي، إن بناء المركز الإسلامي يتكلف ٥ ملايين فرنك سويسري، حوالي ( 5.2 ملايين دولار).

 

ومن الدنمارك وسويسرا إلى هولندا، حيث حذر تقرير برلماني هولندي من التمويل المستمر من منظمات قطرية وتركية للمراكز الدينية والمساجد لافتا إلى أن الهدف تعزيز نفوذ الدوحة وأنقرة وجماعة الإخوان على تلك المراكز.

 

 

وذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الصادرة باللغة الإنجليزية أن لجنة من نواب البرلمان في هولندا اختتمت شهورًا من الجلسات برئاسة النائب ميشيل روج، الذي طلب من البرلمان التصديق على تقريرهم، بالقول إن النتائج التي توصلوا إليها تمنحهم سببًا للقلق، "وبصفة عاجلة تقدم اللجنة هذا التقرير."

 

وأشار تقرير "ذا ناشيونال" إلى أن مبالغ مالية بقيمة عشرات ملايين اليوروهات كانت تنتشر في شتى أنحاء البلاد، لكن تركزت أموال مانحين بعينهم على مجموعة من المؤسسات، من بينها: المسجد الأزرق في أمستردام، ومركز السلام الثقافي الإسلامي في روتردام، ومركز ميدنويج.

 

وأشار الخبير في شؤون الإرهاب رونالد ساندي في شهادته أمام البرلمان إلى الهدف من وراء تقديم الأموال، قائلًا إن هناك دوافع استراتيجية خلفها.

 

وأوضح أنه بالنسبة لدول مثل قطر وتركيا هناك أيضًا سبب سياسي وراء ممارسة نفوذهما، وهو نوع من أنواع القوة الناعمة عن طريق المجتمعات المسلمة التي يحاولان السيطرة عليها، مضيفًا: "بفعل ذلك، يحاولان أيضًا شتى أنواع الأمور الأخرى."

 

وأضاف لورينزو فيدينو، مدير برنامج الأبحاث حول التطرف بجامعة جورج واشنطن، والمقيم بالولايات المتحدة، أن التمويل القطري عزز رواية جماعة الإخوان المثيرة للشقاق والتي تروج لعقلية "نحن وهم" بين من يتلقون خطابهم.

 

وقال أمام اللجنة البرلمانية إن المانحين الذين يدعمون جماعة الإخوان مثل قطر الخيرية يعرفون جيدًا المتلقين المحتملين لتمويلاتهم في كل دولة أوروبية، إذ أنهم جزء من شبكة اتصالات غير رسمية.

 

وبين أن تلك الأموال الوفيرة تتيح للكيانات التابعة لجماعة الإخوان شراء ممتلكات كبيرة، وتنظيم أنشطة واسعة النطاق تجتذب امتدادات واسعة من المجتمعات المسلمة بما يتجاوز النطاق الإيديولوجي.

 

ما حذر منه مدير برنامج الأبحاث حول التطرف بجامعة جورج واشنطن أمام اللجنة البرلمانية الهولندية، سبق أن حذرت منه نخب فرنسية.

 

 

واتهمت نخب فرنسية في فبراير/ شباط الماضي دولة قطر بتمويل مراكز ومؤسسات مشبوهة، تخدم الإسلام السياسي في البلاد، فيما طالب مشرعون فرنسيون الحكومة، بحظر تنظيم "الإخوان" والتدقيق أكثر في مسار الأموال الأجنبية.

 

وأشارت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، ناتالي غوليه، إلى أن مركز دراسات وأبحاث يعرف بتمويله من الدوحة، نظم مؤخرا عددا من الاجتماعات، التي أثارت جدلا.

 

وطرحت غوليه سؤالا، أمام مجلس الشيوخ، بشأن الأموال القطرية السخية المشبوهة، التي باتت حسب قولها "تشكل صداعا في رأس الفرنسيين".

 

وحذرت نخب فرنسية مرارا وتكرارا، من عواقب غض الطرف عن أموال قطر، التي تتدفق إلى الشارع السياسي الفرنسي، لاختراق دوائر صنع القرار.

 

وقطر بذلك، وفق المتوجسين، توفر الملاذ الآمن في أوروبا، لتيار تطلق عليه فرنسا "الانفصالية الإسلاموية".

 

وفي أبريل/نيسان 2019، كشف كتاب يحمل اسم "أوراق قطر"، عن التمويل القطري للإرهاب في أوروبا، عبر مؤسسة "قطر الخيرية"، التي تبث سمومها تحت ستار المساعدات الإنسانية وتمول بناء مساجد ومراكز ومؤسسات تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي.

 

ووصف الصحفيان الاستقصائيان، كريستيان شينو، وجورج مالبرنو، في كتابهما "قطر الخيرية" بـ"المؤسسة الأقوى في تلك الإمارة الصغيرة"، مؤكدين أنها تمكنت من "التوغل في 6 دول أوروبية أبرزها فرنسا، وإيطاليا، وسويسرا"، كما حذرا من خطورة هذا التمويل.

 

ورسم كتاب "أوراق قطر" المؤلف من 295 صفحة خرائط توضيحية لمحاولة الدوحة بث التطرف في أوروبا، كما كشف للمرة الأولى، تفاصيل أكثر من 140 مشروعاً لتمويل المساجد والمدارس والمراكز، لصالح الجمعيات المرتبطة بتنظيم الإخوان الإرهابي.

 

كتاب «أوراق قطر»، أظهرأيضا أن إيطاليا هي الدولة التي استثمرت فيها الدوحة أكثر من غيرها.

 

 

وبحسب الكتاب، أقامت الدوحة أكثر من 56 مشروعا في إيطاليا بقيمة 22 مليون يورو، وتمركزت استثماراتها بشكل أساسي في جزيرة صقلية، وبمدن سارونو في بياتشينزا وبريشيا والساندريا.

 

كما دعمت اتحاد الهيئات الإسلامية بمبالغ خيالية لتلويث المساجد بالفكر الظلامي، واستقطاب الشباب المهاجر وغسل أدمغته تمهيدا لاستقطابه وتجنيده ضمن المجموعات الإرهابية التي تشكلها الدوحة وتستخدمها معاول خراب في أوروبا.

 

سمير عز الدين، الخبير المغربي في شؤون المجموعات المتطرفة تحدث في تصريحات سابقة "للعين الإخبارية" إلى ما كشفت عنه "أوراق قطر"، بشأن قاعدة البيانات المسربة التي فضحت بالأدلة، تورط الدوحة في تمويل الإرهاب في أوروبا وإيطاليا تحديدا.

 

وتابع: «الدوحة استعملت مؤسسة قطر الخيرية التي تمول أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، لتمويل بناء العديد من المساجد بإيطاليا، ووزعت في 2014 وحدها 22 مليون يورو في إيطاليا، جزء كبير منها موجه لبناء أماكن العبادة».

 

وكشف أن "معظم تلك الأموال لا تذهب بالفعل لبناء المساجد، وإنما ما يحدث فعلا هو تشييد بعض دور العبادة لاستخدامها مكانا لاستقطاب وتجنيد العملاء وزرع التطرف في عقول الأجيال الثانية والثالثة للمهاجرين بشكل خاص، فيما يتوزع الجزء المهم على رجال الدوحة لتمويل أنشطة مريبة أخرى".

 

وإزاء تلك الأنشطة المريبة، حذر الكاتب الإيطالي جيوفاني جياكالون، المتخصص في شؤون التنظيمات المتطرفة ، في مقال نشره موقع "إنسايد أوفر": 29 مايو / أيار الماضي، بلاده من التعاون مع قطر، مؤكدا أنه يفتح الباب أمام تسلل أيديولوجية جماعة الإخوان الإرهابية للبلاد.

 

وقال جيوفاني جياكالون، إن "التعاون بين قطر وإيطاليا، والذي كان آخر مظاهره اتفاق تعاون في مجال التعليم، يفتح الباب أمام تسلل أيدلوجية جماعة الإخوان الإرهابية لكل المجالات".

 

ولفت جياكالون إلى تقرير صادر عن مشروع نيويورك للحماية القانونية مؤخرا، يفضح تسلل قطر إلى الأوساط الأكاديمية الأمريكية بهدف تعزيز أيدلوجية متطرفة.

 

وبحسب الكاتب، فقد أشار التقرير الأمريكي إلى أن "قطر ساهمت بأكثر من 1.5 مليار دولار في 28 جامعة أمريكية، لنشر رؤيتها للإسلام وأيدلوجية الإخوان".

 

وإضافة إلى التقرير الأمريكي الذي أشار إليه الكاتب الإيطالي، فقد صدر تحذير أمريكي جديد هذه الأيام بشأن قطر.

 

 

واتهمت الخارجية الأمريكية قطر بتأجيج العنف والطائفية عبر إعلامها المرئي والمسموع، مؤكدةً أن الدوحة تقاعست عن القيام بواجبها للحد من الخطاب العنيف والعدائي.

 

وقالت الخارجية الأمريكية، في تقرير لها حول الإرهاب، نشر 24 يونيو/ حزيران الجاري، إنه تم رصد محتوى إعلامي قطري يحض على التفرقة والطائفية والعنف والعدوانية.

 

وأكد التقرير أن الدوحة لم تبذل الجهد الكافي للقضاء على العنف والتفرقة الطائفية؛ سواء في وسائل الإعلام القطرية أو الممولة من تنظيم الحمدين.

 

التحذير الأمريكي من دعم قطر للتطرف والتقارير الأوروبية المتتالية التي تكشف النقاب عن تمويلات قطرية لقوى التطرف والإرهاب في أوروبا، ودور منظماتها الخيرية المشبوه في دعم الإرهابيين، تدق ناقوس الخطر حول المد القطري في القارة الأوروبية عبر تمويل تنظيمات ومؤسسات متطرفة وتمويل جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها تنظيم الإخوان المصنف كجماعة إرهابية في عدة دول بالعالم، بعيداً عن مفهوم الإسلام الحقيقي.