ماذا بعد إعلان جاهزية القبائل الليبية قتال الأتراك؟

عرب وعالم

اليمن العربي

 أثارت التحركات و المواقف اللافتة للقبائل الليبية، خلال الآونة الأخيرة، تكهنات متزايدة بلعبها دورًا سياسيًا مهمًا في المرحلة المقبلة، لاسيما في ضوء تصاعد التدخل التركي وفشل الخيارات العسكرية في ليبيا، و تعقّد الأزمة السياسية داخل البلاد .. وفق “إرم نيوز.

 

وبحسب نائب رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا السنوسي الحليق، فإنّ القبائل الليبية انخرطت هذه الأيام مع بعض المكونات المدنية والبرلمان في جلسات ومباحثات لاختيار المجلس الرئاسي الجديد من رئيس ونائبيه من أجل إنهاء حالة الاقتتال الدائرة والبدء بالخطوات الأخرى التي تضمنتها المبادرة المصرية التي قال إنّها ”تدفع نحو الحوار والاستقرار.

 

و أكد المتحدث باسم المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا عبد الكريم العرفي، خلال تصريحات صحفية، مساء أمس الجمعة، أن القبائل بدأت بالتوازي مع ذلك بإعداد قوائم من الشباب المتطوعين للقتال ضد الغزاة الأتراك وميليشياتهم المرتزقة، مشددًا على أن القبائل“لن تسمح للإخوان بنهب ثروات ليبيا“، وفق تعبيره.

 

وقال العرفي إنه يُجرى التنسيق مع الجيش الليبي لوضع الخطط اللازمة، وإن جميع القبائل أعلنت استعدادها للقتال والتدريب والتسلح لقتال الأتراك، وفق تأكيده.

 

وبالتزامن مع ذلك، يُنتظر أن تعقد القبائل الليبية خلال الأيام المقبلة اجتماعًا مهمًا يتوقع أن يتم خلاله دعوة مصر لدعم الشعب الليبي في مواجهة التدخل التركي، وفق ما ذكرته تقارير إخبارية، مساء يوم الجمعة .

 

و بحسب التقارير، فإن المئات من قادة ووجهاء وأعيان القبائل الليبية في المنطقة الشرقية وكذلك غرب وجنوب البلاد، قرروا عقد اجتماع حاشد في مدينة سيدي براني المصرية لدعم موقف مصر، ومساندة رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي للأزمة في بلادهم، خاصة فيما يتعلق بالتصدي للتدخل التركي، وإعلان سرت والجفرة خطًا أحمر، والدعوة الى حل الميليشيات، والعودة إلى طاولة الحوار السياسي.

 

و يقول متابعون للشأن الليبي إن موقف القبائل الليبية المؤيد للمبادرة المصرية الأخيرة للحل، وموقفها الرافض لأي تدخل أجنبي مباشر في الصراع الدائر في البلد يعيدان إليها الدوريْن السياسي والاجتماعي اللذين تقوم بهما في الحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي، والاستقرار السياسي داخل البلاد.

 

و توقع المحلل السياسي المختص في الشأن الليبي مختار اليزيدي، أن تلعب القبائل الليبية دورًا حاسمًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة من خلال الانخراط في الإعداد لرؤية سياسية لما بعد حكومة فايز السراج التي بات واضحًا أنها رهنت نفسها وسلمت سلطتها المهتزة لتركيا، مشددًا على أن القبائل لن تقبل بهذا الأمر، و لن تساوم في مواقفها خاصة فيما يتعلق بالتدخل التركي، وفق قوله.

 

وأضاف اليزيدي:“الحل العسكري في ليبيا لم يعد ممكنًا في ضوء انقلاب الموازين، وتغير المعطيات على الأرض بتأثير مباشر وقوي من تركيا التي خرقت المعاهدات الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، بشأن حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا، الأمر الذي تقوم به أنقرة في السر والعلن، وأدى إلى تدهور الوضع الميداني، وتفاقم السخط الشعبي الليبي على تركيا، ودورها التخريبي في البلاد“، بحسب تعبيره.

 

ورأى اليزيدي أنه تبعًا لذلك يمكن أن تقوم القبائل الليبية بدور فاعل ووازن في صناعة المشهد السياسي للمرحلة المقبلة، مشيرًا إلى الانطلاق في هذا التوجه وفقًا لما عبرت عنه القبائل الليبية في بياناتها الأخيرة.

 

من جانبه قال المحلل السياسي محمد العلاني، إنّ ”دور القبائل في ليبيا كان تاريخيًا دورًا مؤثرًا في خلق التوازن الضروري، والاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، الأمر الذي لم تعرفه البلاد على امتداد السنوات العشر الأخيرة، ما يقتضي إعادة مكانة القبائل وإشراكها في الخروج بحل سياسي للأزمة المتفاقمة التي تعيشها البلاد“، وفق تعبيره.

 

وأضاف العلاني أن“ما يُحسب للقبائل الليبية قدرتها على التأثير و التجميع، ومن ثمَّ قدرتها على التعبئة لحل سياسي سلمي بعيدًا عن منطق الاقتتال الذي تعيشه البلاد منذ سنوات دون نتائج تذكر، محذرًا من أن تركيا ستقاوم هذه المساعي لأنها ترغب بتأبيد حالة الفوضى في ليبيا، واستمرار حالة التبعية لها حفاظًا على مصالحها في المنطقة“، بحسب تأكيده.