الكشف عن مساعٍ تركية لتعقيد الأزمة الليبية

عرب وعالم

اليمن العربي

 

 في إطار المفاوضات الدولية لحل الأزمة الليبية، سربت تركيا أنها سحبت جزءًا من جنودها في إطار الانصياع للجهود الرامية لحل الأزمة بينما كشفت مصادر أن مغادرة المرتزقة السوريين تمت لانتهاء عقودهم وأن عددهم لا يتجاوز العشرات. 

 

وأوضحت المصادر الأمنية الليبية أن المرتزقة الموالين لأردوغان غادروا إلى تركيا عبر ميناء مصراتة سرا على متن إحدى السفن إثر انتهاء عقودهم في 25 يونيو/حزيران الجاري وفق لـ"العين الإخبارية".

 

وأشارت إلى أنه في المقابل وصلت أعداد أخرى من المرتزقة والأسلحة إلى موانئ ومطارات غرب ليبيا قادمة من تركيا وهو ما رصدته مواقع أوروبية ودولية متخصصة في رصد حركة الطيران والسفن.

 

وأكدت مصادر دبلوماسية أن تركيا ترواغ باللعب على التناقضات الدولية سواء بين روسيا وأمريكا أو إيطاليا وفرنسا وتأجيج الخلافات فيما بينها لإبعاد أي عوائق عن طريقها المتمثل في نهب ثروات الشعب الليبي.

 

وضخت تركيا أكثر من 14 ألف مرتزق وإرهابي إلى غرب ليبيا لمساندة ميليشيات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ضد الجيش الوطني الليبي، كما أغرقت غرب ليبيا وبالتحديد ميليشيات مصراتة بكميات هائلة من الأسلحة والذخائر.

 

وفي تطور لاحق هدد الرئيس التركي رجب أردوغان في خطاب علني بدخول مدينتي سرت والجفرة وهو الأمر الذى استدعى جهوزية الجيش الوطني الليبي لتأمينها، كما حذرت القيادة السياسية المصرية من المساس بأمنها القومي الذي قوبل بتضامن عربي واسع.

 

يأتي ذلك في ظل جهود دولية على أكثر من مستوى للعودة للحلول السياسية تمهيدا للحل الجذري للأزمة الليبية التي تشكل خطرا على أمن الإقليم والقارة الأفريقية، إضافة إلى أمن أوروبا .

 

وعقد التدخل التركي في ليبيا الأزمة حيث مثل عدم التزامه بالقرارات الدولية حجر عثرة أمام إتمام الحل بعد أن قطعت القوى الدولية شوطا كبيرا فيه.

 

وشهدت الأزمة الليبية في الأيام الماضية تقدما في مفاوضات ومشاورات دولية مع الأطراف الليبية حول الحل السياسي عبر عدة مسارات بعضها معلن بينما الجزء الأكبر منها بقي سريا

 

وعلى الرغم من إلتزام القيادة العامة للجيش الليبي بالخروج من غرب ليبيا والعودة الى حدود سرت وتنفيذ قرار وقف إطلاق النار إلا أن المرتزقة الأتراك والميليشيات الليبية الموالية لتركيا مازالت تناور غرب سرت وتعطل الجهود الدولية

 

الرقص على الحبال

 

مصادر دبلوماسية ليبية قالت إن أردوغان وتنظيم الإرهاب الإخواني يعملان على تعقيد الأمور بالتحالف مع كل القوى والرقص على جميع الحبال لاستمرار ليبيا في الفوضى.

 

وأضافت المصادر أن الإخوان وأردوغان يريدان ضمان استمرارهما في تحصيل المكاسب المالية والسياسية وإطالة عمر الصراع حيث إنه المناخ الحيوى الذي يقتات خلاله التنظيم الدولي للإخوان الإرهابيين.

 

وأوضحت أنه في الوقت الذي يقدم فيه أردوغان نفسه كخادم وشريك في الاتحاد الأوروبي والناتو يقدم نفسه في الوقت ذاته كحليف لروسيا للحد من النفوذ الأوروبي.

 

كما يستخدم الدخول الروسي على خط الأزمة الليبية كفزاعة للإدارة الأمريكية للانخراط في الأزمة الليبية التي ظلت لفترة طويلة تنأى بنفسها عن الدخول المباشر فيها وتكتفي ببعض البيانات.

 

وتأتي السلوكيات التركية مترافقة مع استغلال التناقضات الفرنسية الإيطالية وتأجيج صراع النفوذ التاريخي بينهما خاصة في ليبيا.

 

مساع دولية متواصلة

وتتواصل المساعي الدولية لإخراج ليبيا من أزمتها وتجنيب المنطقة ويلات الحروب استنادا إلى مخرجات مؤتمر برلين في يناير/كانون ثاني الماضي وإعلان القاهرة الأسبوع الماضي.

 

والإثنين الماضي، أكدت اللجنة الدولية لمتابعة مخرجات برلين على أهمية أن يتم، في إطار مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 ، تناول أحكام شاملة بخصوص إخراج كافة المرتزقة الأجانب، وانسحاب كافة القوات العسكرية الأجنبية، وتفكيك ونزع سلاح الجماعات المسلحة والميليشيات في جميع أنحاء البلاد.

 

واستنكرت اللجنة، في اجتماعها الثالث المشترك بين جامعة الدول العربية والبعثة الأممية عبر الفيديو كونفرانس، الانتهاكات المتعددة المستمرة لحظر السلاح المفروض من الأمم المتحدة.

 

وأعادت التأكيد على ضرورة امتثال كافة الفاعلين الخارجيين، بشكل صارم، لالتزاماتهم بالتوقف عن كافة أشكال التدخل العسكري في ليبيا، والامتناع عن القيام بأية أنشطة التي من شأنها تأجيج الصراع، وكذا الاحترام الكامل لأحكام قرار مجلس الأمن رقم 1970 وكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التالية له.

 

الموقف الأمريكي

والجمعة، أعلنت السفارة الأمريكية عن لقاء أجراه وفد حكومي أمريكي مع فتحي باشأغا وزير داخلية السراج عبر الفيديو كونفرانس أكدت فيه واشنطن على ضرورة تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها ورفض التدخل الأجنبي بشكل مطلق.

 

ولم يتطرق اللقاء لمسألة سحب المرتزقة الأجانب من ليبيا وهو البند المرتبط بخطوة تفكيك الميليشيات وسحب سلاحها في مقابل خروج الجيش الليبي من غرب ليبيا.

 

وفسرت مصادر دبلوماسية أن التغاضي الأمريكي عن الأعداد الكبيرة من مرتزقة أردوغان في ليبيا ربما تأتي في إطار المخاوف الأمريكية من تمدد النفوذ الروس