خبراء : موقف مصر مثل حائط صد أمام أطماع تركيا في ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

قال خبراء ليبيون أن الوقفة التاريخية المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بجانب الشعب الليبي خلقت زخما عربيا ودوليا في التعاطي مع الأزمة الليبية، ومثلت حائط صد أمام الأطماع الاستعمارية التركية في شمال أفريقيا.

 

ولفت الخبراء في تصريحات وفقا العين الإخبارية، إلى أن الشعب الليبي يرحب بجميع الحلول التي تسعى مصر لإيجادها، لأن التاريخ يذكر أن مصر كانت دائمًا إلى جانب ليبيا حتى في فترة "الجهاد الليبي" ضد الاستعمار الإيطالي.

 

وحمل خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت الماضي، بين طياته عدة رسائل للداخل والخارج، تنوعت بين طمأنة الشعبين المصري والليبي، وردع للمعتدي التركي ولكل الطامعين في ليبيا على المستوى العالمي أو الإقليمي.

 

كذلك جاء بيان جامعة الدول العربية، الثلاثاء، مرتكزا على مساعي القاهرة وجهودها في الدفاع عن الأمن القومي العربي الذي تهدده الأطماع التركية في ليبيا وشمال أفريقيا.

 

ويرى الخبير والمحلل السياسي الليبي عبدالسلام المكيور أن كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قطعت الطريق على جماعة الإخوان المسلمين الساعين لتقويض السلم و الأمن في ليبيا، حيث يسعى التنظيم الدولي لنشر أيديولوجيته الإرهابية في أفريقيا عبر بوابة ليبيا.

 

وقال المكيور في تصريحات وفقا لـ"العين الاخبارية" إن الموقف المصري ينطلق من مبدأ وطني وهو الدفاع عن النفس، فالكل يعلم أن المرتزقة والإرهابيين الذين أدخلهم أردوغان إلى ليبيا لطالما توعدت بأنها ستجتاح مصر حال انتهائها من تدمير ليبيا.

 

وأشار الخبير الليبي إلى أن مصر وليبيا تحملان تاريخا مشتركا خصوصًا في مسائل الدفاع المشترك، مذكرا باتفاقية دفاع مشترك تم توقيعها بين البلدين عام 1970.

 

وأردف أنه في عام 1973 قاتل الجيش الوطني الليبي إلى جانب دولة مصر في حرب أكتوبر لاستعادة سيناء، و"اليوم مصر على لسان السيسي تؤكد للعالم أجمع من قاعدة سيدي براني العسكرية (غرب مصر) أنها لن تسكت وستدافع عن السيادة الليبية في وجه كل الطامعين".

 

واعتبر  المكيور  أن هذه التصريحات تؤكد على عمق العلاقات الاخوية التي تجمع البلدين خصوصًا في المعارك المصيرية.

 

أما الخبير الليبي علي العياط، فارجع عمق العلاقات الليبية المصرية عبر العقود الماضية بعدة أسباب أولها "النسب بين البلدين وأخوة الدم"، وهذا الأمر الذي دفع الرئيس المصري لإعلان استعداد بلاده لمساعدة الليبين ضد الغزو التركي.

 

وأضاف العياط وفقا لـ"العين الاخبارية" أن مصر نائية بنفسها عن التدخل في الشئون الداخلية للبلدان وتركت الليبيين يقررون مصيرهم وخيارهم طول التسع سنوات الماضية حتى جاءت كلمة الرئيس السيسي السبت الماضي لتؤكد أن لصبر مصر حدود وأنها لن تسمح بتهديد استقلال ليبيا، وحماية أمنها القومي.

 

وطالب العياط الجامعة العربية بضرورة التحرك لسحب الاعتراف من حكومة فايز السراج في طرابلس التي مكنت الأتراك و الجماعات التكفيرية من أجزاء من ليبيا، الأمر الذي عرض الأمن القومي للدول العربية لخطر حقيقي.

 

و اختتم العياط بالقول إن الضغوط العربية ستحدث الفارق أولا: من الناحية المعنوية ستكون دفعة لليبيين في مواجهة الغزاة الأتراك، و ثانيها: ستوجه رسائل للرئيس التركي بأنه تجاوز كل الخطوط الحمراء، و بالتالي سيعود حتمًا لطاولة المفاوضات و سيتخلى عن مشروعه الاستعماري.

 

بدوره الخبير السياسي الليبي، صالح بلعيد، فيرى أن انه لو نجحت الجامعة العربية والدول الداعمة لوحدة ليبيا وسيادتها في الضغط لرفع حظر التسليح عن الجيش الليبي، فإنها بهذا ستكون حققت تقدما كبيرا في طريق ردع "مؤامرة أردوغان" على الشمال الأفريقي.

 

و أضاف بلعيد وفقا لـ "العين الاخبارية"  المبادرة المصرية تضمن عملية سياسية ناجحة لو اخدت بعين الاعتبار بعيدًا عن الجشع التركي و الراغبين في اطالة امد الصراع و على رأسهم تميم الداعم الفعلي للتنظيمات الارهابية في المنطقة العربية.

 

كان الرئيس المصري، أكد أن أي تدخل من الجانب المصري في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، خاصة مع مواصلة دول خارجية تسليح مليشيات متطرفة، مشيرا إلى أن "سرت والجفرة خط أحمر"، وأن جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمرا ضروريا.

 

وأضاف: "كنا ولا نزال حريصون على دعم كافة جهود التوصل لتسوية شاملة للأزمة، وطالبنا بوضع حد للتدخلات الخارجية غير الشرعية، ونعمل على دعم جهود الأمم المتحدة المبذولة لتسوية الأزمة".

 

وقال السيسي إن سيطرة القوى الخارجية على قرار أحد أطراف النزاع في ليبيا لم يسمح بتنفيذ وقف إطلاق النار، ويجب سحب كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا وحل "الميليشيات المسلحة".

 

وفي أول رد من مسؤول ليبي على تصريحات السيسي، أكد العميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجية المعنوي بالجيش الليبي، أن موقف مصر من الأزمة الليبية وتدخلات تركيا الاستعمارية، حقيقي وعربي بامتياز.

 

وشدد مدير إدارة التوجية المعنوي بالجيش الليبي، على أن "موقف الرئيس السيسي واضح، ومصر هي الشريك الحقيقي في الأمن الليبي حيث الحدود والمصير المشترك