هجوم ريدينغ يفتح ملف الإرهابيين الليبيين في بريطانيا

عرب وعالم

اليمن العربي

فتح هجوم ريدينغ من جديد ملف الإرهابيين الليبيين في بريطانيا، بعد هجوم 22 مايو (آيار) 2017، الذي ارتكبه الليبي سلمان العبيدي الذي فجر نفسه وسط الحشود في حفل بمدينة مانشستر، وقتل 22 شخصاً، بينهم 7 أطفال، فيما أصيب نحو 100 بجروح.

 

والعبيدي مولود في مانشستر في 1994 لأبوين ليبيين، هرب والده رمضان العبيدي عنصر الأمن السابق الذي انشق على نظام القذافي وانضم إلى الجماعة الليبية المقاتلة بزعامة عبد الحكيم بالحاج، ليحصل على اللجوء في بريطانيا

.

ووفقاً لتقارير صحافية، عرف عبيدي بتأثره بفتاوى مفتي طرابلس المعزول، والإخواني الهارب في تركيا، الصادق الغرياني الذي تجمعه علاقته وطيدة بابنه الحاصل بدوره على الجنسية البريطانية سهيل الغرياني، وصاحب قناة "التناصح" التي تمولها قطر للبث من تركيا، وهي إحدى القنوات المدرجة على القائمة السوداء للدول الأربع المناهضة للإرهاب، السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين، وكذلك من قبل البرلمان الليبي الشرعي في طبرق.

 

وكشف موقع "ميدل إيست أي" اعتراف حكومة المملكة المتحدة بوجود اتصالات مع جماعة مسلحة ليبية مرتبطة بمنفذ هجوم مانشستر سلمان عبيدي وعائلته خلال انتفاضة 2011 في البلاد ضد معمر القذافي.

 

وقال الموقع إن أجهزة الأمن البريطانية كانت تعتمد سياسة "الباب المفتوح" التي سمحت للمقيمين الليبيين والبريطانيين من أصل ليبي بالقتال في ليبيا في 2011 رغم أن بعضهم كان يخضع في السابق للمراقبة في إطار مكافحة الإرهاب.

 

 

ومن الأسماء البارزة التي مرت عبر بريطانيا، الإرهابي الإخواني البارز محمد عماري، عضو المجلس الرئاسي في طرابلس، وداعم لتنظيمي مجلس شورى ثوار بنغازي ومجاهدي درنة الإرهابيين.

 

وسبق لليبي العائد من بريطانيا، أن تولى في 2019 منصب وزير التعليم في حكومة الوفاق، في تأكيد من حكومة السراج على صلتها المتينة بالوجوه الإرهابية الدولية.

 

وتواجه بريطانيا منذ عقود اتهامات باحتضان الإرهابيين الليبيين، مثل أبو أنس الليبي، القيادي البارز في تنظيم القاعدة، والذي وضعه إف بي أي على قائمة أكثر المطلوبين لديه منذ 1998، لتورطه في تفجيرات القاعدة لسفارات أمريكية في كينيا وتنزانيا، ونجحت المخابرات الأمريكية في اعتقاله في طرابلس لكن مات قبل محاكمته في 2015، متأثراً بالسرطان.

 

أما أشهر الإرهابيين الليبيين فهو مؤسس وزعيم الجماعة الليبية المقاتلة ورفيق أسامة بن لادن في أفغانستان، عبد الحكيم بلحاج.

 

وفي 2008، اعتذرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، رسمياً للإرهابي عبد الحكيم بلحاج، على دور مخابرات بلادها في اعتقاله بتايلاند في 2004، ونقله إلى ليبيا.

 

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي فى الرسالة الموجهة إلى الإرهابي عبد الحكيم بلحاج وزوجته فاطمة "نيابة عن حكومة صاحبة الجلالة، أعتذر لكما بلا تحفظ".

 

 

ويرى المحللون أن بريطانيا التي تحتضن عناصر إرهابية داخل أراضيها، وتعتبر نفسها عراب جماعات الإسلام السياسي في بلدانها، وارتبطت بعهود ومواثيق مع الإخوان والقاعدة، على أن لا يتعرضوا لها بالأذى، ولكن لندن اليوم تدفع من حين الى آخر، ضريبة احتضان الإرهاب.

 

 

وكان الجيش الوطني في ليبيا، اتهم بريطانيا في 2019 بدعم الميليشيات المسلحة، بعد دعوتها لاجتماع مجلس الأمن، حول ليبيا ووقف الهجوم على جماعة الإخوان الإرهابية، ونشر المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي أحمد المسماري يومها أن عشرات الإرهابيين من أصل ليبي يقيمون في دول أوروبية مختلفة، في طليعتها بريطانيا بنحو 190 إرهابياً.