أبو أنس الليبي .. إرهابي مطلوب دولياً منحته بريطانيا حق اللجوء

عرب وعالم

اليمن العربي

يعتبر أبو أنس الليبي الذي توفي مطلع يناير 2015م في مدينة نيويورك الأمريكية، من أبرز العناصر الإرهابية المطلوبة دولياً التي قاتلت في صفوف الفصائل المسلحة التابعة لحكومة فايز السراج في طرابلس .

 

وقد أثارت حادثة وفاته ضجة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، فمن هو أبو أنس الليبي ؟!

 

أسمه الحقيقي هو نزيه عبد الحميد الرقيعي، ولد في العام 1964م، بمدينة طرابلس الليبية، يعمل الرجل مهندسًا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، هو أحد أعضاء الجماعة الليبية المقاتلة التي قاتلت نظام العقيد معمر القذافي في أوائل التسعينيات، وقد شارك بالفعل في عمليات ضد نظام القذافي ولكن مع التنكيل الذي لاقته الجماعة وأعضائها من نظام القذافي بتهمة العمل على قلب نظام الحكم؛ فر الليبي وعدد من مقاتلي الجماعة إلى دولة السودان التي كانت تأوي معارضي النظام الليبي، ل سيما الجهاديين عقب صعود الحركة الإسلامية إلى الحكم.

 

انضم الليبي إلى صفوف تنظيم القاعدة عام 1994 وعمل بخبرته في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وساعد التنظيم كثيرًا في هذا المجال حتى انتقل إلى أفغانستان مع زعيم التنظيم أسامة بن لادن الذي غادر السودان إلى هناك ثم انتقل الرجل إلى اليمن.

 

وأتهمته الولايات المتحدة بالتورط في تفجيرات العام 1998 التي إستهدفت سفاراتها في كينيا وتنزانيا، وظلت تطارده حتى طلب الرجل اللجوء السياسي إلى بريطانيا، حيث اُعتقل هناك على خلفية نفس الأحداث، لكن التحقيقات لم تثبت عليه التهم فأطلقت السلطات البريطانية سراحه.

 

 

عقب ذلك إختفى أبو أنس الليبي، وأعلنت الولايات المتحدة عن رصد مبلغ 5 ملايين دولارًا لمن يدلي بمعلومات تؤدي للوصول إليه، وتشير المعلومات إلى أن أبو أنس ظل يتنقل بين بريطانيا وأفغانستان كثيرًا حتى هربت عائلته بأكملها إلى دولة إيران عقب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر وقد تم وضعهم في السجن لمدة سبع سنوات.

 

ظهر الليبي مرةً أخرى عقب الثورة الليبية وقد قيل أنه شارك في المعارك ضد نظام العقيد القذافي وقد قُتل أحد أبنائه في معارك تحرير العاصمة طرابلس، وقد سبقته أسرته إلى ليبيا منذ 2010 بموجب مبادرة أطلقها سيف الإسلام القذافي.

 

أوكلت القاعدة في شرق أفريقيا مهامًا دقيقة لأبي أنس نظرًا لتفوقه في جميع معسكرات التدريب بل إنه أصبح مدربًا لعناصر أخرى لدى القاعدة، إذ أوكل إليه مهام استكشاف واستهداف المؤسسات الأمريكية من سفارات ومنظمات في بلدان شرق أفريقيا وهو أحد المدبرين للهجوم الذي تتهمه الولايات المتحدة بالضلوع فيه وقد عزمت محاكمته على خلفيته لكن لم يوجد أي دليل لدى السلطات الأمريكية على ذلك.

 

وبعد أن قُتل معمر القذافي استقر أبو أنس في طرابلس دون أن يعلم أحدٌ شيئًا عن طبيعة تواجده في البلاد لكن هذا الأمر كان يقلق الولايات المتحدة كثيرًا خاصةً بعد مقتل السفير الأمريكي هناك في هجوم السفارة، وقد تشككت الولايات المتحدة في أسباب تواجد الرجل حتى هذه اللحظة على الأراضي الليبية، ورجحت أنه موكل إليه إنشاء فرع لتنظيم القاعدة في ليبيا عقب توقف القتال ضد نظام القذافي؛ ما جعل السلطات الأمريكية تحاول اعتقاله أكثر من مرة لكن الأمر لم يكن سهلًا في ظل الانفلات الذي عقب سقوط نظام القذافي.

 

في أكتوبر 2013م قامت قوات أمريكية، باعتقال أبو أنس الليبي، في طرابلس بعد تمهيد استخباراتي شاق وقامت بنقله إلى الولايات المتحدة تمهيداً لتقديمه للمحاكمة، قبل أن يدخل المستشفى نظراً لإصابته بسرطان الكبد حيث فارق الحياة في أحد مستشفيات نيويورك .

 

بعد هجوم إرهابي دموي، شهدته مدينة رينيدغ جنوب بريطانيا، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن بريطانيا منحت حق اللجوء لعدد من المتشددين الليبيين من بينهم أبو أنس الليبي، بعد اتهام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بسحق المتمردين على سلطته في 2011، وحتى قبل ذلك التاريخ، عندما كان رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، يتفاوض مع القذافي.

 

وبعد وصول دايفيد كاميرون إلى رئاسة الوزراء في بريطانيا، دعم الأخير الجماعات الساعية إلى الإطاحة بالقذافي، فسمح لمئات المهاجرين الليبيين في بريطانيا بالعودة إلى بلادهم للمشاركة في الحرب الأهلية الدائرة في وطنهم الأم.

 

ومن بين الذين غادروا، أعضاء في الجماعة الإسلامية المقاتلة، كانوا مستقرين في مدينة مانشستر البريطانية بعد الهروب من نظام القذافي