الإرهابي المهدي الحاراتي .. مهندس عمليات نقل مرتزقة تركيا إلى ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

يعتبر القيادي الإرهابي، المهدي الحاراتي، هو مهندس عمليات نقل مرتزقة تركيا من المسلحين السوريين إلى العاصمة الليبية طرابلس، وصاحب الدور المحوري في تجنيدهم والإشراف على عملية نقلهم وإستقبالهم وتحركاتهم في طرابلس .

 

ونهاية العام الماضي، كشفت كتيبة تابعة للجيش الليبي، أنّ الحاراتي قام بتجنيد عدد من الإرهابيين السوريين الذين كانوا تحت قيادته في مليشيا ما يعرف بـ "لواء الأمة"، لتعزيز صفوف المليشيات المسلّحة في مواجهة الجيش الليبي، وذلك بعدما عثرت على وثيقة، هي عبارة عن بطاقة تعريف لإرهابي سوري يدعى ياسين أبو عبيدة، خلال تمشيطها لأحد المواقع المحرّرة.

 

ورغم اختفائه عن الأنظار وعدم ظهوره منذ سنوات، بدأت بصمات الحاراتي تظهر في جبهات القتال مع استمرار وصول المزيد من المسلحين القادمين من سوريا إلى ليبيا، كما لو أنّه رجل الظل الذي يشرف على المخطّط العسكري التركي في ليبيا، والمرجع الأول في تنسيق وتأمين دخول المقاتلين الأجانب والأسلحة التركية إلى المليشيات المسلّحة والجماعات الإرهابية في العاصمة طرابلس.

 

والحاراتي هو أيرلندي من أصل ليبي، يشغل الآن منصب قائد "لواء طرابلس" في ليبيا، لديه تاريخ طويل في الإرهاب والتطرف، حيث قاتل سابقا في كوسوفو والعراق.

 

عاش في أيرلندا لمدة 20 عاما، وجاء إلى ليبيا مع بداية الاحتجاجات في 2011، حيث قاد كتيبة "ثوار طرابلس" في ليبيا ، التي قادت معركة ضد كتائب الزعيم الراحل معمر القذافي عام 2011 وانتهت بسقوط النظام و إعلان المجلس الوطني الانتقالي بالمدينة.

 

عام 2012، انتقل مهدي الحاراتي إلى سوريا وأسس وقاد ميليشيات "لواء الأمة" المتشددة، التي ضمت مقاتلين ليبيين وسوريين، واتخذ من ريف إدلب مقرا له ولمجموعته المسلحة، قبل أن يعود إلى ليبيا ويشرف على عمليات تجنيد وتدريب المتشددين للقتال في ليبيا ضمن تنظيم داعش أو إرسالهم عبر تركيا للقتال في سوريا.

 

بدأت علاقة الحاراتي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2010، عندما تعرضت سفينة مساعدات إنسانية تركية كانت متوجهة إلى غزة إلى هجوم إسرائيلي، وكان الحاراتي من بين المتطوعين الذين كانوا على متنها وتعرضوا للإصابة، ثم السجن داخل المعتقلات الإسرائيلية، قبل الإفراج عنهم ونقلهم إلى أحد المستشفيات التركية، وهنا إلتقى المهدي الحاراتي أردوغان، الذي قام بزيارة المصابين، وإلتقط الصورة الشهيرة التي يقبّل فيها رأسه.

 

عام 2011 بدأت علامات الثراء السريع تظهر على الحاراتي وعلى أسرته، الأمر الذي انكشف في يوليو 2011، عندما تعرض منزل الحاراتي في مقاطعة راثكيلي بأيرلندا للسرقة، وقامت زوجته بإبلاغ قوات الأمن بسرقة مجوهرات بقيمة 200 ألف يورو، المبلغ الضخم أجبر الأمن الأيرلندي على البحث في مصدر هذه الأموال التي لا يمكن تبريرها بدخل الحاراتي المتواضع، الأمر الذي دفعه للإعتراف أمام السلطات الأيرلندية، والزعم بأنه حصل على هذه الأموال من أجل الإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي.

 

وبعد الإطاحة بنظام القذافي، انتقل ولاء الحاراتي إلى تركيا، وأصبح نائبا لقائد المجلس العسكري بطرابلس، الذي كان يقوده الإرهابي عبد الحكيم بلحاج، ذراع أنقرة في ليبيا، ثم أنتخب سة 2014 رئيسا لبلدية طرابلس، وبدأ العمل تحت مظلة حكومة المؤتمر الوطني العام، التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان المسلمين، و وضع اسمه عام 2017 في قائمة الإرهاب المشتركة التي صدرت عن السعودية ومصر والإمارات والبحرين