ينفذها الأتباع في قلب بريطانيا.. "الغرياني" صاحب فتاوي الدم في ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

سلط هجوم متنزه فوربوري غاردنز بمدينة ريدينغ البريطانية، الذي أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى السبت الماضي، الضوء من جديد على قضية تعامل بريطانيا مع الإرهابيين، وازدواجية موقفها اتجاههم، وعدم الاكتراث لخطرهم حتى تم استهدافها من الداخل.

 

 

لم يكن مستغرباً أن يحمل منفذ العملية خيري سعدالله البالغ من العمر 25 عاماً، الجنسية الليبية، وأن يكون قد حاول قبل عام السفر إلى سوريا عبر تركيا للقتال هناك ضمن الجماعات الإرهابية التي يسيطر عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

وتساءلت صحف بريطانية بينها "ذي تايمز" و"ذي صن" و"غارديان" و"تيليغراف" و"دايلي مايل" وغيرهم الكثير عن ماهية العلاقة التي تربط بين الجماعات الإسلامية المتشددة في ليبيا مثل تنظيم الإخوان مثلاً تحت إمرة مفتي الدم الصادق الغرياني، الذي اعتاد أن تكون لندن أرضاً خصبة لأنصاره، وبين الحكومة منذ عهد رئيس الوزراء السابق طوني بلير، والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

 

وما يؤكد ذلك، ظهور مفتي الإخوان الغرياني في مقاطع فيديو قبل مدة، وهو يعبر عن دعمه لميليشيات متحالفة مع القاعدة في ليبيا.

 

ربما تكمن المشكلة الرئيسية في تجنيد الإخوان والجماعات الإرهابية أعداداً هائلة من الشباب والمرتزقة لغسل أدمغتهم عن طريق استغفالهم واستغلال ضعفهم عن طريق الفتاوى الدينية التي يطلقها مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، الذي لا يزال منذ سنوات، يحرض على سفك الدماء واستباحة القتل في فتاوى مباشرة.

 

جاءت آخر تلك الفتاوى قبل أيام، حيث أصدر مفتي الدم فتوى بتكفير المنتمين إلى الجيش الليبي واستباحة دمائهم والدعوة إلى قلتهم، حتى لو سقطوا أسرى في يد ميليشيات الوفاق، في تذكير بما كان يُقدم عليه تنظيم داعش وأمثاله من المجموعات الإرهابية.

 

وطالب الغرياني في فتوى عبر قناته التي تبث من تركيا، بتكفير جنود الجيش، و"ذبحهم والإجهاز عليهم" لخروجهم على الشرع، حسب زعمه.

 

وذكر الغرياني في مقطع فيديو آخر، مكفراً أبناء الشعب الليبي من القوات المسلحة والأمن والقبائل والمدن والقرى الموالية للقيادة العامة للجيش الوطني، حيث وصفهم بالكفرة والصهاينة وأعداء الإسلام، داعياً الجماعات الإرهابية التي تأتمر بأوامره إلى قتلهم وتهجيرهم.

 

والعام الماضي، عاد الغرياني من جديد للتحريض على العنف وإذكاء نار المعارك والتفاخر بموت الشباب وحثهم على القتال عبر قناته التي من المفترض أنها منبر لدار إفتاء تنصح الناس وتدعوهم إلى حقن الدماء.

 

ويعتمد الغرياني في توجيه رسائله على قناة "التناصح" التي تبث برامجها من تركيا بتمويلات قطرية، وأخرى من رجال أعمال محسوبين على تيار الإسلام السياسي في ليبيا ودول المنطقة.

 

وتعتبر مؤسسة التناصح للدعوة والثقافة والاعلام، المصنفة كياناً إرهابياً من قبل الدول الأربع المناهضة للإرهاب -الإمارات، والسعودية، والبحرين، ومصر- الجناح الشرعي لتحالف الإخوان الإرهابية والجماعات الإسلامية المقاتلة في ليبيا مثل القاعدة وداعش وغيرهم.

 

يمتلك مفتي الفتنة الصادق الغرياني ثروة طائلة تصل إلى أكثر من 100 مليون دولار، موجودة في مصارف قطر وتركيا وبريطانيا، وهو يمتلك جواز سفر قطري وإقامة دائمة في تركيا - حيث يبث سمومه من إسطنبول- إلى ليبيا وسوريا وبريطانيا.

 

ويقول الكثير من المراقبين إن الثروة التي بحوزته تعود بفضل الدعم القطري السخي وأموال الزكاة التي يحصل عليها من رجال أعمال من جماعة الإخوان من دول عدة، وإلى ما يسمى بأموال الربا التي توهب لها من قبل مؤسسات كبرى على أنها مخصصة لتمويل منابر وقوى الجهاد في الداخل الليبي، مشيرة بحسب تقرير لموقع "بوابة أفريقيا"، إلى أنه يستمثر جزءاً من أمواله في العقارات بتركيا وبريطانيا، تحت إشراف نجله سهيل.

 

وفي تقرير سابق لشبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فيبدو أن الغرياني هو أحد أكبر الرؤوس الممولة للمساجد في بريطانيا، حيث ذكر التقرير أن مفتي الدم كان يقدم تبرعات تصل إلى ربع جنيه إسترليني لمساجد في إكستر وديفون وغيرها، في الوقت الذي كان يشيد به بتنظيم القاعدة وعملياته في ليبيا.

 

وقال التقرير إن الجالية المسلمة من سكان إكستر، تقدمت بعريضة على الإنترنت تطالب أئمة المساجد بالكشف عن منابع تمويلها، لافتة إلى أن تبرعات الغرياني وصلت إلى ما يقرب من 250،000 جنيه إسترليني.

 

 

من جانبها، لفتت صحيفة "غارديان" إلى أنه أثناء تواجد الغرياني في بريطانيا، بث فيديو يشيد بعمليات فجر ليبيا المتحالفة مع القاعدة والإخوان في طرابلس، ويطالب بالمزيد من عمليات القتل ضد قوات الجيش الليبي.

 

كان الغرياني، الذي أكمل درجة الدكتوراه في جامعة إكستر، يتمتع بعلاقات جيدة مع الدبلوماسيين البريطانيين، ما يثير أسئلة عديدة حول الطبيعة الازدواجية للحكومة البريطانية في تعاملها مع الجماعات المتطرفة.

 

تنتشر العديد من المؤسسات الدعوية والفكرية التابعة للإخوان بدعم قطري في بريطانيا، من بينها مؤسسة "قرطبة لحوار الثقافات في بريطانيا"، التي تدور أنشطتها حول الأعمال الثقافية والبحثية، و"الرابطة الإسلامية في بريطانيا"، المعروفة بـ"MAB"، التي تعمل أيضًا في إطار رغبة الإخوان التغلغل داخل الثقافات الأوروبية، حيث تقدم الأنشطة الدينية والثقافية إلى المسلمين في أوروبا، ومدارس "الإيمان الإسلامية"، والمنظمة الإسلامية للإغاثة والمعروفة بـ"Islamic Relief"، وغيرها الكثير.