الصادق الغرياني.. "سفاح" الإفتاء في ليبيا و أحد أبرز المدرجين على قائمة الإرهابيين

عرب وعالم

اليمن العربي

لم يدعُ إلى سبيل ربه بـ"الحكمة" ولم ينتهج طريق "الموعظة الحسنة"، بل انتقل الصادق الغرياني إلى أرذل العمر وفتاواه ملطخة بدماء الأبرياء الليبيين.

 

فمنذ عزله بقرار من مجلس النواب الليبي، وجد الغرياني ضالته في الإقامة بتركيا، وكلما امتد زحف الجيش الوطني نحو طرابلس رفع من نبرته العدائية باسم الدين للمشير خليفة حفتر والقوات المسلحة الليبية.

 

وقبل أيام، خرج المفتي المعزول عبر إحدى القنوات الإخوانية ليبيح العمليات الإرهابية وتفجير الشباب أنفسهم ضد قوات الجيش الليبي.

 

لم يراعِ الغرياني (78 عاماً) حرمة الدم الليبي فسارع كعادته إلى التحريض على سفك الدماء "غير الإخوانية"، فلم يكن غريباً أن يصف القرى التي انتفضت لدعم الجيش الوطني الليبي بأن أهلها "كفرة وصهاينة وأعداء للإسلام".

 

وبات مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني أحد أبرز المدرجين على قائمة الإرهابيين التي أعلنتها الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في 8 يونيو/حزيران 2017.  

 

خرج الغرياني من "سلطة الإفتاء" في ليبيا لكنه لا يزال غطاءً لحكومة الوفاق الإخوانية غير الشرعية برئاسة فايز السراج.

 

لمع نجم الغرياني حين صار أبرز داعمي مشروع (ليبيا الغد) لسيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الراحل، لكنه مع بداية أحداث 2011 سارع إلى الدعوة للخروج على الرجل وقتاله.

 

بفتاواه أشعل الغرياني النيران في النسيج الاجتماعي لأبناء ليبيا، لكن أبرز شرارته كانت في تحريضه عام 2012 على قتل أبناء مدينة بني وليد معقل قبيلة ورفلة، عقابا على وقوفهم بجانب الجيش الوطني.

 

ظلت قناعات الصادق الغرياني قائمة على أن "فتاواه" تمنحه حصانة مطلقة ضد المحاسبة، إذ رفض 11 ملاحظة وجهها ديوان المحاسبة الليبي لدار الإفتاء في مايو/أيار 2018 كان أبرزها مرتبطاً بالنفقات الباهظة.

 

  وبحسب تقارير ليبية، فإن الغرياني يمتلك ثروة طائلة تتجاوز 100 مليون دولار موزعة بين مصارف قطر وتركيا وبريطانيا.  

 

ويمتلك الغرياني جواز سفر قطريا وإقامة دائمة في كل من تركيا وبريطانيا، ونجح في الحصول على تعيينه مفتياً عاماً لليبيا في فبراير/شباط 2012.

 

التقارير الليبية التي استندت لشهادات مقربين منه، أكدت أن الغرياني جمع ثروته من الدعم القطري وأموال الزكاة التي يحصل عليها من رجال أعمال من تنظيم الإخوان الإرهابي في أكثر من دولة.

 

ويتصدى سهيل الغرياني، نجل المفتي المعزول، لعملية الإشراف على ملايين الدولارات التي يستثمر جزءا كبيرا منها في "بيزنس العقارات" بتركيا وبريطانيا.

 

وحين وجد الصادق الغرياني الفرصة سانحة أمامه لاعتلاء "هرم الإفتاء" في ليبيا لم يتركها فأخذ يقدم الغالي والنفيس على مدار 2011 حتى أتته الفرصة في العام التالي، ومنذ هذا الوقت لم يتوقف عن إصدار الفتاوى المحرضة على القتل وسفك الدماء.

 

وعبر قناة التناصح الإخوانية التي تبث برامجها من تركيا بتمويل قطري، لا يزال الغرياني يقدم نفسه كمفتٍ لليبيا رغم قرار مجلس النواب الليبي بعزله في 2014.  

 

هنا تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة التناصح للدعوة والثقافة والإعلام تصنفها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ضمن الكيانات الإرهابية، باعتبارها جناحاً شرعياً لتحالف الإخوان والجماعة المقاتلة في ليبيا.

 

ولا يتوقف الغرياني كذلك عن التفاخر بعضويته لما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، إحدى الأذرع الإخوانية التي تمولها قطر، ويتزعمه الإرهابي يوسف القرضاوي.

 

وما بين جمع المال وعشقه للسلطة، لم يخلُ تاريخه من الفتاوى المثيرة للجدل، كان أبرزها اعتبار التفجيرات التي شهدها مجمع المحاكم في مصراتة أكتوبر/تشرين الأول 2017 أنه "غضب من الله لتراكم القضايا".  

 

وقبل ذلك بأشهر، وتحديداً في مارس/آذار 2017، بارك الغرياني الهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة الهلال النفطي، داعياً أهالي أجدابيا وبنغازي ودرنة للانضمام للإرهابيين في مواجهة الجيش الليبي.

 

وتوج الصادق الغرياني سلسلة فتاواه الإرهابية بمطالبته باقتحام المدن والمناطق غير الخاضعة لحكم الإخوان واعتبار الممتلكات العامة والخاصة فيها غنائم حرب لمن يصفهم بـ"الثوار".