"الخليج" تتحدث عن موقف الاتحاد الأوروبي بشأن إرسال تركيا آلاف المرتزقة ل«الوفاق»

عرب وعالم

اليمن العربي

كتبت صحيفة إماراتية،  كأن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يفعل شيئاً حيال التطورات المؤسفة في ليبيا العربية، حين يكتفي بكيل الاتهامات لتركيا بإرسال آلاف المرتزقة لدعم حكومة «الوفاق» في طرابلس، وتصعيد التوتر، وتهديد الأمن الإقليمي، وهي حقيقة معلومة للجميع، ولكن الغريب أن مواقف أوروبا لم تغادر مربع التحذير، وما زالت مصالح دولها متضاربة إلى حد بعيد، وتتقاطع مع مصالح قوى أخرى ما زالت تراوغ لحل الأزمة.

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الثلاثاء تابعها "اليمن العربي"، نتائج الاتصالات الثنائية، والجماعية، التي يجريها المسؤولون الأوروبيون فيما بينهم لم تثمر شيئاً، وقوات «إيريني» التي نشروها في البحر الأبيض المتوسط لمراقبة حظر التسليح، لم تحرك ساكناً أمام عبور سفن أنقرة وطائراتها المحمّلة بالسلاح، والمرتزقة، بل إن بعض الزوارق التركية نفذت «عملاً عدوانياً» ضد سفينة فرنسية، وتوعدت باريس بأن «تضع النقاط على الحروف» في اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي الذي انعقد، الأربعاء الماضي، ومضى الاجتماع من دون أن يتخذ أي إجراء، على الرغم من أن السفن الحربية التركية تستخدم «رموز الناتو» لتعرّف عن نفسها خلال حمايتها لمواكب الذخيرة، والمرتزقة، وهذه وحدها تشكل فضيحة للحلف، إلا إذا كان هناك تواطؤ، ونفاق، ومتاجرة بالمواقف، والقرارات المتخذة في مجلس الأمن، وفي كل الاجتماعات المنعقدة تحت غطاء الأمم المتحدة.

 

ولفتت إلى أنه بالأمس، اعترف الاتحاد الأوروبي بأنه ليس الأكثر تأثيراً في ليبيا، وإنما أطراف أخرى لم يسمّها، ولكنها معلومة لدى الجميع، سواء تحركت فوق الأرض، أو تحتها، أو تدخلت بالوكالة، وعجز الاتحاد الأوروبي عن فعل أي شيء لحماية ما يسميه «أمنه الإقليمي» في المتوسط، لا يعني أن يبقى الوضع تهديداً بلا رادع، فليبيا بلد عربي، وليست تابعة لأي قوة كانت، وسيادتها وكرامة شعبها مسؤولية عربية، قبل كل شيء.

 

وقالت : " المتضررون من الأزمة هم الليبيون أولاً، وأشقاؤهم العرب في كل البلدان الممتدة من المحيط، إلى الخليج، ومع الاعتراف بأن النظام العربي الجماعي يمر بضعف غير معهود تقريباً، فإن قوى عدة سمحت لنفسها بالتطاول على هذه الأمة، وانتهاك سيادتها، واستباحة أراضيها، وشق صفها، وهذا بالضبط ما تفعله تركيا في ليبيا، كما فعلت، وتفعل الصنيع ذاته في سوريا، والعراق، وكذلك قوى أجنبية أخرى تتلبس أكثر من وجه، وينطبق عليها ذلك البيت الشعري العربي المأثور «يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً .. ويَروغُ منكَ كما يروغُ الثّعلبُ».

 

 

واختتمت " الخليج " افتتاحيتها بالقول " ليس للأوجاع العربية من دواء غير التصميم العربي على معالجتها ضمن أطر الجامعة العربية، والأخوّة، والمصير المشترك، والصبر على المكاره، أما الاستقواء بالأجنبي فلن يزيد إلا في فرقة هذه الأمة، وتشتيت شملها، وبعد الأزمات والنوائب المتلاحقة، يفترض أن يدرك الجميع خطورة الوضع، ومآلاته، ويفترض أيضاً أن تكون الأزمة الليبية فرصة حقيقية لتحقيق منعطف جديد في التعامل مع قضايانا بوعي، وحكمة، وشجاعة ظلت مفقودة زمنا طويلاً"