"الخليج": لعل الرئيس التركي يفهم الرسالة المصرية ويتخلى عن أحلامه وأوهامه

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة خليجية،  إنه عندما يصل الخطر إلى عقر الدار، وتكاد الفأس تصل إلى الرأس، وتصير لغة الحكمة بلا معنى، وتفقد الدبلوماسية جدواها، فلا بد من الخيار الأخير الذي يحمي الأرض والعرض والسيادة والوطن والشعب.

وقالت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الاثنين تابعها "اليمن العربي" إن مصر حاولت طوال الفترة الماضية، من خلال جهود سياسية ودبلوماسية مضنية، أن تجد حلاً سياسياً للأزمة الليبية بدلاً من الخيار العسكري، من أجل إنقاذ هذا البلد العربي من صراعات تجري على أرضه طمعاً في ثروته النفطية، لن يكون ثمنها إلا الدم الليبي الذي تحوّل إلى بضاعة للمساومة في سوق المصالح الذي تشارك فيه حفنة من لصوص الداخل الذين يقودهم «يهوذا» السراج، الذي باع بلاده بثلاثين من الفضة إلى «السلطان» التركي رجب طيب أردوغان.

وأكدت أن مصر بذلت كل جهد لإنقاذ ليبيا، من منطلق مسؤوليتها الوطنية والقومية، وحرصاً على ليبيا وشعبها الشقيق، وحماية لأمنها، وأمن كل دول المغرب العربي من الخطر التركي الذي صار واقعاً، من خلال الزحف العسكري التركي إلى غرب ليبيا، وتصدير آلاف الإرهابيين لدعم ما يسمى «حكومة الوفاق» التي تحولت إلى لعبة بيد أنقرة، والجماعات الإرهابية المسلحة.

وذكرت الصحيفة أنه لم يعد التدخل التركي يتمثل في التدخل العسكري المباشر فقط؛ بل صار خطراً وجودياً، بعدما قررت أنقرة الوجود العسكري الدائم من خلال قواعد جوية وبحرية، بما يعنيه ذلك من خطر مباشر على الأمن القومي المصري والعربي، من قبل دولة تبعث بقواتها ومرتزقتها على بُعد آلاف الكيلومترات إلى بلد آخر، تحقيقاً لطموحات ومطامع إمبراطورية عفا عليها الزمن، متجاوزة كل القوانين والشرائع.

ولفتت إلى أنه كان لا بد من قرار بعدما بلغ السيل الزبى، ولم يعد بالإمكان الانتظار، أو التعويل على حسن النوايا والحكمة ..وكانت وقفة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الأول السبت، أمام جنود المنطقة العسكرية الغربية وقفةَ المتأهب للدفاع عن مصر وأمنها وشعبها في مواجهة الخطر التركي، وليعلن من هناك أن «أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات يحظى بشرعية دولية»، مؤكداً «أن الجيش المصري يحمي ولا يهدّد، وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدود الوطن»، في إشارة منه إلى إمكانية أن يقوم الجيش المصري بعمل عسكري في عمق الأرض الليبية، في إطار حق مصر في الدفاع الوقائي الاستباقي، طالما أن الخطر التركي لم يعد متخيلاً؛ بل صار واقعاً.

واشارت إلى أنه لذلك لن تكون مصر وحدها في الدفاع عن أمنها الوطني والقومي، فالواجب يفرض وقفة عربية واحدة إلى جانب مصر لدعمها في الذود عن أمنها وأمن كل العرب ..ومن هذا المنطلق، بادرت الإمارات، ومعها السعودية، إلى إعلان تأييدهما الصريح لموقف مصر من أجل حماية أمنها، مثمّنة جهودها للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في ليبيا.

واختتمت الصحيفة بالقول "لعل الرئيس التركي يفهم الرسالة المصرية ويتخلى عن أحلامه وأوهامه، ويتراجع، لما فيه مصلحة الشعب التركي، وشعوب المنطقة