بالتفاصيل.. هكذا استغل الإخوان كورونا للسطو على ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

أظهرت جائحة كورونا الوجه الحقيقي لتنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، حيث تعامل مع الوباء بطريقة تجار الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية ومادية، في مقابل امتثال كامل للجيش الليبي مع المبادرات الدولية لوقف تفشي الفيروس.

 

التنظيم الإرهابي اعتبر أزمة كورونا فرصة لكسر إرادة مدن موالية للجيش بحصارها وقطع الخدمات والمواد الطبية عنها؛ للرضوخ إلى المليشيات وتسليم خيراتها إلى المرتزقة الموالين لتركيا.

 

وبدلا من أن تأتي الطائرات محملة بالمساعدات التي تساعد الليبيين على مواجهة الوباء كانت تهبط بالعتاد والمرتزقة مستغلة انشغال الدول الفاعلة في الملف الليبي بمواجهة تداعيات الوباء.

 

ورصد موقع "العين الإخبارية" الإماراتي بالوقائع والتفاصيل كيف استغل تنظيم الإرهاب الدولي بأفرعه في أنقرة وطرابلس وتونس الجائحة في السطو على ليبيا بما يثبت أنهم تنظيم إرهابي يقتات على آلام الشعوب.

 

 

شحن السلاح تحت غطاء المساعدات

 

تنظيم الإخوان الإرهابي استغل حالة الجمود السياسي وغياب الرقابة الدولية والانكفاء على الداخل في الاتحاد الاوروبي بسبب انتشار الجائحة خاصة في فرنسا وإيطاليا الأكثر اهتماما بالملف الليبي وغياب الرقابة البحرية خاصة بعد تأثر حاملة الطائرات الأمركيية "يو إس إس ثيودور روزفلت" بإصابة العديد من طاقمها بالفيروس في 25 مارس/آار الماضي.

 

إلى ذلك، خروج حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول المتواجدة في المتوسط بالكورونا عن الخدمة مؤقتا بعد إصابة العشرات من طاقمها مطلع أبريل/نيسان الماضي.

 

واستخدم التنظيم كورونا غطاءًً لرحلات الطائرات والبوارج العسكرية التركية إلى مطارات وموانئ غرب ليبيا بل وأفريقيا كلها بزعم نقل مساعدات طبية.

 

وخرجت المليشيات الإعلامية الإخوانية للترويج بأن تركيا أرسلت مساعدات طبية إلى 54 دولة من بينها أمريكا وإيطاليا وبريطانيا بينما الرحلات الباقية كانت لدول أفريقية قريبة أو متصلة بالأزمة الليبية.

 

نهاية أبريل/نيسان وبداية مايو/أيار الماضي، قالت صحيفة "ديلي مافريك" الجنوب أفريقية، في تقرير، إن الرئيس التركي رجب أردوغان وجد في جائحة كورونا فرصة لتحقيق مساعيه لنقل الأسلحة للإرهابيين في ليبيا تحت عناوين المساعدات الإنسانية.

 

وذكر التقرير بأن تركيا أرسلت 7 طائرات عملاقة إلى جنوب أفريقيا بحجة أنها مساعدات طبية للدول الأفريقية المجاورة، وتأكد بعد ذلك أن هناك طائرة واحدة فقط هي ما تحمل المساعدات الطبية، وباقي الطائرات كانت فارغة وتم شحن أسلحة تصنع في جنوب أفريقيا عليها.

 

الأسبوع الأول من مايو، هبطت طائرة عسكرية تركية في مطار جربة بتونس، وتضاربت التصريحات حولها وحول شحنتها.

 

وقوبلت باعتراضات من الوطنيين في تونس والبرلمان الليبي حول محتواها وإن كانت تحمل مساعدات طبية إلى ليبيا لماذا هبطت في جربة وهو الأمر الذي تلعثم في الرد عليه زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي مندوب التنظيم في تونس.

 

 

 

نشر الوباء في مصر

 

وإثر نشاط مصري في الملف الليبي ومحاولة التصدي للغزو التركي، عمل تنظيم الإخوان على عزل مصر عن التفاعل مع القضية الليبية باعتبار أن القاهرة تتعامل بثوابت تتعارض مع أحلام التنظيم الإرهابي.

 

وتقف مصر سياسيا مع الدولة الليبية ومؤسساتها الشرعية وعلى رأسها الجيش الوطني الليبي والبرلمان الشرعي المنتخب وعملت على كشف تحركات التنظيم الإرهابي غرب ليبيا بميليشياته ومرتزقته.

 

ومن أول مارس/آذار الماضي، شن التنظيم العديد من الحملات عبر ميليشياته الإعلامية ومنصاته الإلكترونية التي تنطلق من الدوحة وإسطنبول ومصراتة وطرابلس،  داعيا المواطنين للخروج في مسيرات للتكبير لإلى جانب الترويج لقرار غلق المساجد في مصر ومنع التجمعات على أنه تضييق على المسلمين وحرب على الإسلام.

 

وحاولت المليشيات الإعلامية الإخوانية نشر الوباء قدر المستطاع في مصر لإلهاء القاهرة، إضافة إلى محاولة تشويه الإدارة المصرية وهي العدو الأكبر لمشروع توسع تنظيم الإخوان الإرهابي في المنطقة والذي بدأ مع ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 باسقاط مندوب التنظيم في القاهرة محمد مرسي.

 

 

 

مبررات للتحركات بعد كورونا

 

ومع انحصار موجة كورونا، عادت التبريرات التركية لوجودها العسكري جوا وبحرا داخل ليبيا  إلى استخدام مبررات التدريب العسكري.

 

وهو ما حدث منذ أيام عندما اعترضت إحدى القطع البحرية اليونانية العاملة في إطار "عملية إيريني" (التابعة للاتحاد الأوروبي) سفينة شحن تركية على متنها أسلحة وذخائر دخلت إلى موانئ غرب ليبيا.

 

 

 

الإفراج عن العناصر الإرهابية

 

الإثنين 6 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت حكومة الوفاق الإخوانية في طرابلس إخلاء سبيل 1347 موقوفًا ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار وباء كورونا المستجد.

 

وأكدت مصادر ليبية أن 95 من المفرج عنهم إرهابيون تم ضمهم إلى الميليشيات.

 

وكشفت المصادر أن عراب صفقات تهريب الدواعش، محمد الكيب الشهير بـ(المحقق كونان) وهو القيادي الملشياوي المسؤول في سجن معيتيقة.

 

هذا الإفراج تحت غطاء جائحة كورونا كان تمهيدا لاقتحام المدن الساحلية صبراتة وصرمان التي كانت تحت سيطرة الجيش الليبي حيث ظهر عدد من هذه العناصر في مقدمة المقتحمين وهو ما تم رصده صوتا وصورة بعدها بأسبوع في 13 أبريل/نيسان.

 

 

 

ميزانيات "وهمية"

 

ولمواجهة فيروس كورونا، أعلنت حكومة الوفاق الإخوانية عن مخصصات مالية لمكافحة الجائحة إلا أن الواقع الفعلي كان يزداد سوءا جراء أرقام وهمية لم تنعكس على أوضاع الليبيين.

 

ووفق وثائق وتصريحات تنظيم الإرهاب الإخواني في ليبيا، فإن المخصصات تجاوزت مبلغ النصف مليار دولار رغم أن الحالات بليبيا لم تتجاوز المائة.

 

وجاءت المخصصات المالية من حكومة السراج على عدة دفعات على النحو التالي كالأتي (389,072,532- 063,000,000- 075,000,000) ليكون الإجمالي بالدينار الليبي (527,072,532) نحو 376,106,777.70 دولار أمريكي.

 

إلا أنه بشكل واقعي جرى تغطية الاحتياجات الأساسية لمكافحتها عبر التبرعات من الليبين أنفسهم.

 

ففي 8 أبريل/نيسان الماضي، تبرع ليبيون في مدينة مصراتة (غرب) بمنشآت خاصة للكوادر الطبية، لتحويلها إلى أماكن صالحة للحجر الصحي؛ لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.

 

وقال أطباء في مصراتة إن حكومة طرابلس لا توفر الأموال والموارد اللازمة من أجل الاستعداد لتفش محتمل لفيروس كورونا المستجد