"الخليج": لم تتضح بعد التداعيات الفعلية السلبية لجائحة «كورونا»

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "لم تتضح بعد التداعيات الفعلية السلبية، الاقتصادية والاجتماعية والصحية والإنسانية لجائحة «كورونا»؛ لأنها لم تنتهِ بعد، ولم تتضح الفترة الزمنية التي يمكن أن يتعافى منها الاقتصاد العالمي، لكن الأرقام التي تصدر عن الهيئات والمؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية تؤشر إلى نتائج سلبية على مستوى حياة البشر، قد تصل إلى حدود الكارثة الفعلية، التي يتوجب على صناع القرار السياسي، وحكومات العالم إلى المبادرة الفعلية لاتخاذ إجراءات تخفف من وطأة التداعيات على الفئات الضعيفة من المجتمع، والتي ستكون أكثر تضرراً. ذلك أن الأغنياء بمقدورهم الصمود في وجه تداعيات الجائحة، أكثر بكثير من الفقراء الذين سيزدادون فقراً، والأكثر عرضة للمخاطر الصحية من الفيروس، والأقل إمكانية للاستفادة من التعليم عن بعد. حيث أظهرت بيانات الأمم المتحدة أن نحو 500 مليون طفل حول العالم فقدوا فرصهم في التعليم".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الاثنين تابعها "اليمن العربي"، استشعاراً بما يمكن أن يؤول إليه الوضع مستقبلاً، دقت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي جرس الإنذار، مؤكدة أن جائحة «كورونا» من شأنها أن تهوي بأكثر من 100 مليون إنسان حول العالم إلى الفقر المدقع، وهؤلاء سوف يضافون إلى ملايين الفقراء ما قبل الجائحة.

 

وتابعت "إذا كانت منظمة العمل الدولية تقدر، أن نصف عمال العالم مهددون بخسارة وظائفهم، فإن ذلك يعني أن جائحة «كورونا» تهدد ملايين البشر بالبطالة، وهؤلاء سوف يفقدون أعمالهم ومصادر دخلهم، ويتحولون إلى فقراء بحاجة إلى دعم.

 

وتساءلت إذاً، ما الحل؟، وهل بالإمكان التخفيف من هذه الكارثة؟

 

وأضافت "جورجيفا تحدثت عن جهود العالم في مواجهة الجائحة، وأشارت إلى أن حكومات العالم وظفت حتى اليوم نحو عشرة مليارات دولار كمحفزات مالية. لكنها قالت إن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم نظراً لحدة الجائحة، وخصوصاً للفئات الأكثر حاجة، والأضعف في المجتمع لسد الفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء.

 

وقالت "إن عدم التعافي الشمولي للمجتمع، واقتصار ذلك على الفئات الأقل حاجة سوف يزيد الشرخ داخل المجتمع، وإلا فإن المخاطر سوف تزداد، خصوصاً أن الفقر والجوع يشكلان الأرض الخصبة للفوضى وانعدام الأمن والحروب والإرهاب.

 

ولفتت إلى أن عدم إيلاء الفقراء الاهتمام الكافي من الحكومات للتغلب على آثار جائحة «كورونا» سوف يفاقم من تداعياتها، باعتبار أن التخفيف من اتساع رقعة البطالة سوف يسرّع من وتيرة التشافي.

 

وأشارت إلى إن ضخ الدعم في الاقتصاد يجب ألّا يصرف النظر عن أهمية ضخ الدعم في خدمة الإنسان؛ لأن الاثنين هما دعامة الأوطان والبناء.

من الضروري إيلاء الخدمات الإنسانية والمجتمعية مثل الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي أهمية تماثل الاهتمام بالاقتصاد وأكثر، رغم أن المهمة لن تكون سهلة في ظل الظروف الحالية الصعبة التي تقبض على خناق العالم؛ إذ إن تعافي الاقتصاد العالمي قد يحتاج إلى فترة زمنية ربما تصل إلى سنتين.

الحوافز الحالية لا تكفي، والمطلوب عدالة ومساواة بين البشر