خبير ألماني يوجه رسالة "محيرة" لـ100 ألف موظف

عرب وعالم

اليمن العربي

على ما يبدو أن آثار الجائحة ستدوم بعض الوقت، هذا هو لسان حال قطاع السيارات في ألمانيا الذي تأثر بشدة من تفشي فيروس كورونا.

 

ويتخوف الخبراء في ألمانيا من أن تراجع الطلب العالمي على السيارات قد يؤدي في النهاية إلى أزمة تتعلق بالعمالة في العديد من شركات القطاع.

 

لكن تظل دائما بارقة أمل تلوح في الأفق مع تخفيف إجراءات العزل تدريجيا، والعودة للعمل مع اتخاذ كل التدابير الوقائية.

 

ورغم التفاؤل بالعودة التدريجية للحياة، إلا أن الخبير الألماني في قطاع السيارات، فرديناند دودنهوفر، وجه رسالة تتعلق بمستقبل 100 ألف موظف يعملون بقطاع السيارات الألماني، اعتبرها البعض رسالة محيرة، كونها لا تتناسب مع حالة التفاؤل السائدة.

 

وحذر الخبير الألماني، من أن القطاع في ألمانيا مهدد بالانزلاق من "العمالة بدوام جزئي إلى موجة تسريح عاملين".

 

وقال دودنهوفر، السبت، في ميونخ إنه لم يتم إنتاج سوى 1.2 مليون سيارة في المصانع المحلية خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مايو/أيار الماضي، بتراجع قدره 44% مقارنة بنفس الفترة الزمنية عام 2019.

 

ويتوقع دودنهوفر أن يتراجع إنتاج السيارات في ألمانيا بنسبة 26% إلى 3.1 مليون سيارة بسبب ضعف الطلب في أوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، مشيرا إلى أن هذه ستكون أدنى نسبة إنتاج تسجلها ألمانيا في قطاع السيارات منذ عام 1974.

 

وقال دودنهوفر: "وفقا لتقديراتنا، ستتسبب الأزمة في فقدان 100 ألف فرصة عمل في قطاع السيارات وقطع الغيار"، مشيرا إلى أن حزمة التحفيز الاقتصادي التي وضعتها الحكومة الألمانية لم تقدم حوافز للقطاع، لأنها لا تدعم سوى سوق السيارات الكهربائية المتخصصة.

 

وذكر دودنهوفر أن رفض الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، تقديم حوافز شراء للسيارات الحديثة التي تعمل بالمحروقات يسبب إعاقة كبيرة لشركات السيارات الألمانية وقطع الغيار، مشيرا إلى أن هذه الحوافز من الممكن أن تدعم إنتاج وبيع 300 ألف سيارة إضافية في ألمانيا.

 

ومطلع الشهر الجاري أعلنت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات النتائج الأولية للربع الأول من العام الجاري، حيث تراجعت الأرباح قبل حساب الضرائب والفوائد ومعدلات الإهلاك إلى 617 مليون يورو بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

 

 

 

وبلغت الأرباح قبل حساب الضرائب والفوائد وبعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب 719 مليون يورو مقابل 2.31 مليار يورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

 

وبلغت أرباح قطاع شركة "مرسيدس بنز كارز أند فانز" خلال الربع الأول من العام الجاري 510 ملايين يورو، في حين بلغت أرباح قطاع "دايملر تراكس أند باصز" 247 مليون يورو وبلغت أرباح "دايملر موبيلتي" 58 مليون يورو.

 

وتتوقع المجموعة أن تكون أرباح التشغيل خلال العام الحالي ككل أقل من أرباح العام الماضي، في حين تتوقع استقرار العائد على حقوق الملكية في "دايملر موبيلتي" عند نفس مستواه في العام الماضي.

 

وأشارت المجموعة إلى أن تراجع نتائج الربع الأول من 2020 سيؤدي إلى تراجع التدفقات النقدية الصناعية للعام الجاري.

 

ونهاية شهر أبريل/نيسان الماضي، قالت شركة "إل إم سي" للاستشارات المتخصصة في قطاع السيارات، إن الإنتاج العالمي من السيارات من المتوقع أن يهبط بأكثر من 20% إلى نحو 71 مليون وحدة في 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد وما تبعها من ركود.

 

 

وأضافت الشركة أن هذا الانخفاض الحاد، وهو أكبر بكثير مما كان متوقعا في وقت سابق هذا العام، من المرجح أن يكلف مصنعي السيارات العالميين 19 مليون وحدة في إنتاج مفقود في 2020.

 

وحذرت "إل إم سي" من أن تلك التوقعات قد تشهد مزيدا من التراجع تبعا لمدى سرعة تعافي المناطق الرئيسية.

 

وقالت إنها تتوقع أن يصل الهبوط في مبيعات السيارات، وأن التعافي بعد الجائحة "من غير المرجح أن يكون سريعا" في الأشهر المقبلة.

 

وخلال شهر مارس/آذار الماضي، تراجعت مبيعات السيارات الجديدة في الاتحاد الأوروبي بنسبة قياسية وصلت إلى 55.1% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، في ظل تفشي وباء كورونا المستجد، وهي أكبر نسبة تراجع سنوية في مبيعات السيارات الأوروبية يتم تسجيلها على الإطلاق.

 

وذكرت رابطة شركات صناعة السيارات الأوروبية (إيه.سي.إي.إيه) في نشرتها الشهرية، أنه تم تسجيل قرابة 567 ألف سيارة جديدة الشهر الماضي، وأن هذا العدد يقل عن نصف عدد السيارات المسجلة في مارس/آذار 2019.

 

ووصفت الرابطة العدد بأنه "انخفاض كبير ناجم عن تفشي وباء كوفيد- 19"، وأشارت إلى أن معارض السيارات في معظم أنحاء أوروبا كانت مغلقة بسبب "العدوى أو إجراءات الغلق الاحترازية".

 

وأوضحت البيانات على موقع الرابطة أن هذه الأرقام تمثل أسوأ حجم مبيعات يتم تسجيله خلال شهر مارس/آذار منذ عام 1990.

 

فيما تراجعت السيارات الجديدة في بريطانيا بنحو 40% في مارس/آذار، مع تضرر الاقتصاد من فيروس كورونا الذي اضطر العديد من المشترين المحتملين للبقاء في منازلهم.

 

وحذر تقرير لبنك الاستثمار الأمريكي مورجان ستانلي من تراجع مبيعات السيارات في الولايات المتحدة خلال العام الجاري بنسبة 9% بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، في حين كان المحللون يتوقعون قبل تفشي الفيروس تراجع المبيعات بما يتراوح بين 1 و2% فقط.

 

 

وتوقع تقرير آخر لشركة إل.إم.سي أوتوموتيف لدراسات السوق تراجع المبيعات العالمية للسيارات خلال العام الجاري بنسبة 4% إلى 86.4 مليون سيارة بسبب فيروس كورونا، مقابل 90.3 مليون سيارة في 2019.

 

وكانت الشركة تتوقع قبل تفشي الفيروس تراجع المبيعات إلى 90.1 مليون سيارة فقط.