ناشطة سياسية إيرانية تهاجم ازدواجية مسؤولي بلادها فيما يتعلق بواقعة مقتل جورج فلويد

هاجمت الناشطة السياسية والبرلمانية الإيرانية السابقة فائزة هاشمي رفسنجاني، ازدواجية مسؤولي بلادها فيما يتعلق بواقعة مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصل أفريقي اختناقا أثناء اعتقالة بواسطة شرطي .

وألقت نجلة أكبر هاشمي رفسنجاني الرئيس الإيراني الراحل (1989 - 1997) في تسجيل صوتي، الضوء على تناول وسائل الإعلام الرسمية للاحتجاجات في أمريكا اعتراضا على مقتل فلويد، مقارنة بتشويه ضحايا المظاهرات الشعبية في الآونة الأخيرة بالداخل.

وعلق المسؤولون الإيرانيون، بمن فيهم المرشد علي خامنئي كأعلى هرم السلطة، على التطورات الأخيرة في الولايات المتحدة التي دخلت يومها التاسع على التوالي وشهدت أعمال شغب.

وبثت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عبر نسختها الفارسية، المقطع الصوتي لرفسنجاني، حيث قالت "إن قتل رجل من أصل أفريقي على يد الشرطة الأمريكية أمر مروع ويجب إدانته، لكن من غير المعقول والمضحك أن يدين هؤلاء في إيران أنفسهم لقيامهم بعمل أسوأ من هذا عبر قتل مئات المحتجين وجرح آلاف آخرين".

وأشارت فائزة رفسنجاني أيضاً إلى تعامل الحكومة الإيرانية بعنف ردا على المتظاهرين السلميين خلال احتجاجات شعبية اندلعت في ديسمبر/ كانون الأول 2017، ونوفمبر / تشرين الثاني 2019، فضلا عن اعتقالهم ومعاقبتهم بالسجن.

وطالبت الناشطة الإيرانية مسؤولي بلادها بإدانة الأحداث الأكثر سوءا في إيران أولا، إذا كانوا صادقين في إدانتهم تجاه واقعة مقتل جورج فلويد على أيدي الشرطة الأمريكية، مشيرة إلى أنهم يهدفون للتغطية على أفعالهم.

وأعلن مجتبي ذو النوري رئيس لجنة الأمن القومي في الدورة العاشرة للبرلمان الإيراني للمرة الأولى قبل 3 أيام، إحصائيات حول الأضرار الناجمة عن احتجاجات ضد غلاء أسعار البنزين بنحو 300 % أواخر العام الماضي، مشيرا إلى أن عدد القتلى بلغ 230 شخصا وأصيب أكثر من ألفي متظاهر.

في الوقت الذي تحدثت وسائل إعلام ومنظمات حقوقية دولية عن مقتل 1500 شخصا واعتقال نحو 8 آلاف آخرين في الاحتجاجات التي انتقدت رؤوس النظام الإيراني، منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وعلقت رفسنجاني على تصريحات ذوالنوري، قائلة: "يا للسخرية.. إذا كان قتل السود في الولايات المتحدة مهمًا جدًا بالنسبة لكم، كيف قتل 230 شخصًا وجرح أكثر من 2000 بالإحصاءات التي قدمتها؟ هذا فقط من دون مراعاة عدد الاعتقالات والإدانات اللاحقة في المحاكم".

واختتمت نجلة الرئيس الإيراني الراحل "بشكل عام، إذا كنت طبيبًا فسوف تعالج نفسك لقد تم انتهاك حرية وحقوق الشعب والأقليات والمنتقدين والناشطين الاجتماعيين على نطاق واسع في إيران".

وأتاحت الاحتجاجات الدائرة في أنحاء متفرقة داخل الولايات المتحدة والمواجهات بين الشرطة والمتظاهرين فرصة لمسؤولي النظام الإيراني للتستر على الواقع الحالي للقمع في البلاد.

واعتبرت إذاعة زمانة الناطقة بالفارسية من هولندا في تقرير لها، أن المسؤولين الإيرانيين يحاولون غسل أيديهم من دماء الأبرياء عبر استغلال الاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصل أفريقي الذي قضى اختناقا أثناء قيام شرطي أبيض باعتقاله.

ومر أكثر من أسبوع على اندلاع أعمال الشغب في مدن أمريكية مختلفة احتجاجاً على مقتل جورج فلويد، وهو مواطن أمريكي من أصل أفريقي.

وأدت الاحتجاجات حتى الآن إلى إغلاق مرافق الخدمة مثل محطات الوقود، والمحلات التجارية في بعض المدن، كما أفادت تقارير إخبارية بنهب بعض مراكز التسوق بواسطة متظاهرين.