"الخليج": حكومة «الوفاق» وميليشياتها ارتهنت لسياسة أنقرة

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "عودة المعارك مجدداً في الغرب الليبي تتحمل مسؤوليتها التدخلات الأجنبية، وفي صدارتها الانتهاك التركي السافر لسيادة هذا البلد العربي المستباح، ليأخذ الوضع منحى تصعيدياً كبيراً، بعد أن ذهبت كل الدعوات العربية والدولية لوقف إطلاق النار أدراج الرياح، لأن هناك طرفاً ليبياً ممثلاً في حكومة «الوفاق»، وميليشياتها، قد ارتهن لسياسة أنقرة، وضرب بالمصالح الليبية والعربية عرض الحائط".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الثلاثاء تابعها "اليمن العربي"، مشكلة ليبيا أن أزمتها أصبحت تتقاذفها الأهواء الدولية، والتصريحات الغامضة، فالكل يطالب بضرورة الاحتكام إلى «الحل السياسي»، من دون تفصيل شروطه، ومقتضياته، بينما مقدرات الشعب الليبي يجري تدميرها يومياً، ويتم تلغيم أرضه بالمرتزقة، والإرهابيين. وفي كل يوم تنكشف حقائق صارخة عن عبث بلا حدود، فهذه تركيا تنتهك كل المحرمات في العلاقات الدولية، وتقوم بإرسال الآلاف من المرتزقة والإرهابيين بزعم «حماية الحكومة الشرعية»، ووراء ذلك تخطط لإقامة قواعد عسكرية، واحتلال مُقنّع، بدأ الشرفاء الليبيون يفضحونه، ويقاومونه بكل ما لديهم من سلاح، وشجاعة، وكرامة.

 

وتابعت "وإلى جانب الأتراك، هناك موقف أمريكي ملتبس، ومثير للدهشة في أغلب الأحيان، فمن جهة تزعم واشنطن أنها منخرطة في الحرب على الإرهاب، وتفرض العقوبات على كل من يتورط في ذلك تمويلاً، وتسليحاً، ومن جهة أخرى تتحدث عن حضور روسي، ونوايا للتوسع في ليبيا عن طريق الوقوف مع الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر. وعندما يشير وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إلى أن بلاده تخشى «سورنة» ليبيا، فذلك يعني أن الأزمة مفتوحة على الأسوأ، وقد يصبح الصراع لاحقاً مكشوفاً، وعلى الملأ، مثلما هو الحال في سوريا، بعد أن ظل سنوات يتعمد التمويه، والإخفاء.

 

وبينت أن "هذا الغموض الدولي المدمر هو الذي يجعل من الأزمة تتشعب وسط التجاذبات والسجالات غير المثمرة، بينما تستفحل فوضى الميليشيات، والإرهاب، لأن الدول المعنية بالأزمة لا ترى إلا مصالحها، ولا تنفذ إلا ما يتطابق مع أهدافها، أما مصلحة الشعب الليبي في الأمن، والسيادة، والسلام، فلا أحد يفكر فيها، ما يؤكد أن أغلب البيانات ومقررات الاجتماع الدولية العديدة لم تكن صادقة على الإطلاق، بل ساهمت بقوة في تدهور الحال إلى الحضيض.

 

وأشارت إلى أن الأمل الوحيد لإنقاذ الشعب الليبي من محنته لن يأتي من الخارج، بل بتوافق أبناء ذلك البلد على وضع حد للتدمير الممنهج، وتبديد السيادة الوطنية، ولن يتم ذلك إلا بالعمل على إنقاذ ما تبقى من مؤسسات، وتصفية بؤر الميليشيات، والإرهاب الموجّه. وكل ذلك لن يكون إلا بإرادة عربية صادقة، ومخلصة، تضع المصلحة القومية هي العليا، وتتصدى لكل التدخلات الأجنبية، من أي جهة كانت