الاحتجاجات على مقتل فلويد مستمرة ليومها السادس

عرب وعالم

اليمن العربي

تواصلت المظاهرات التي تخللتها أعمال عنف وشغب لليوم السادس على التوالي بالولايات المتحدة، في ظل الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد صاحب البشرة السمراء على يد شرطي بولاية مينيسوتا، في حادث تسبب في موجة غضب عارمة وفقا للعين.

 

ودارت مواجهات في أكثر من 20 مدينة بينها لوس أنجلوس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات إلى فرض حظر تجول ليلي، في حين استدعت ولايات عدة قوات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات الأهلية التي لم تشهد البلاد مثيلا لها منذ عدة سنوات.

 

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أنه تمت تعبئة حوالى خمسة آلاف عنصر من الحرس الوطني في 15 ولاية وكذلك في العاصمة واشنطن مع تجهيز ألفين آخرين احتياطيا.

 

ففي واشنطن، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود من المتظاهرين الذين تجمّعوا خارج البيت الأبيض وهم يهتفون ويشعلون النيران ويحملون لافتات احتجاجيّة.

 

وتجمع مئات الأشخاص في الساعات الأولى من اليوم الاثنين أمام البيت الأبيض الذي وُضع تحت حراسة مشدّدة، فيما ألقى بعض المتظاهرين زجاجات ماء باتّجاه الشرطة.

 

كما فُرض حظر للتجوّل الأحد في واشنطن، بعد خروج مظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلن رئيس بلديّة العاصمة موريل باوزر.

 

وكتب باوزر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنّ حظر التجوّل سيكون ساري المفعول بدءاً من الساعة "23,00 الأحد حتّى الساعة 06,00 الإثنين"، مضيفاً أنّه أمر بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة.

 

وفي مينيابوليس بمينيسوتا التي شهدت الحادثة، حاولت شاحنة صهريج شق طريقها بين آلاف المتظاهرين على جسر في وسط المدينة، وهو الأمر الذي استدعى تدخلا لعدد كبير من عناصر الشرطة.

 

وانطلقت المظاهرة التي شارك فيها نحو ألفي شخص من الكابيتول في سانت لويس حيث برلمان مينيسوتا، واتجهت في أجواء سلمية إلى وسط مينيابوليس.

 

وقالت الشرطة المحلية في بيان إنّه لم تُسجَّل على الأرجح إصابات في صفوف المتظاهرين، واصفة ما حدث بأنه واقعة "مزعجة جدا".

 

وأصيب سائق الشاحنة بجروح لكنّ حياته ليست في خطر، وقد اعتُقل ونُقل إلى المستشفى.

 

ومن سياتل إلى نيويورك، تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بتوجيه تهمة القتل العمد وتوقيف آخرين في قضية فلويد، الذي قضى اختناقا بعدما ثبّته الشرطي الأبيض ديريك شوفين على الأرض بساقه.

 

وفي لوس أنجلوس أطلق عناصر الأمن الأعيرة المطاطية واستُخدمت الهراوات لتفريق متظاهرين أحرقوا سيارة تابعة للشرطة.

 

وفي مدن عدة بينها نيويورك وشيكاغو وقعت مواجهات بين المحتجين والشرطة التي استخدمت رذاذ الفلفل ردا على رشقها بمقذوفات، في حين تم تكسير الواجهات الزجاجية لمحال عدة في فيلادلفيا.

 

وكانت وفاة جورج فلويد في ولاية مينيسوتا في 25 مايو سبباً لاحتجاجات عنيفة أجبرت قوّات الحرس الوطني على تسيير دوريّات في مدن أمريكية عدة.

 

وفي محاولة منه لتهدئة الشارع وكسب ود الناخبين في الوقت نفسه، زار المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن موقعاً يحتج فيه مناهضون للعنصرية في ولاية ديلاوير.

 

وقال بايدن إن "نحن أمة تتألم الآن، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا".

 

من جانبه، كتب الرئيس دونالد ترامب في تغريدة "تهاني للحرس الوطني على العمل الرائع الذي قاموا به عند وصولهم فورا إلى مينيابوليس"، مضيفا "يجب الاستعانة بهم في ولايات أخرى قبل أن يفون الأوان".

 

واتهم الرئيس الأمريكي اليسار المتطرّف بإثارة أعمال العنف التي شملت النهب وإشعال الحرائق.

 

وقال ترامب الذي أدان مرات عدة الموت "المفجع" لجورج فلويد، إن المتظاهرين يلحقون العار بذكرى الرجل.

 

واعتبر أنه "يجب علينا ألا نسمح لمجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين بتدمير مدننا". ونسب حالة الفلتان إلى "مجموعات من اليسار الراديكالي المتطرف" وخصوصا المعادين للفاشية.

 

 

 

"يوم القيامة"

واضطر الرئيس الأمريكي إلى الاختباء لفترة وجيزة في قبو البيت الأبيض المُحصن (مركز عمليات الطوارئ)، وذلك مع تجمع المتظاهرين أمام مقر إدارة الحكم في الولايات المتحدة.

 

وبحسب ما أفادت به مصادر أمريكية مسؤولة لشبكة سي إن إن الإخبارية فإن ترامب تم نقله إلى مخبأ تحت الأرض بالبيت الأبيض لفترة من الوقت، الجمعة الماضية.

 

ومركز عمليات الطوارئ تم إضافته تحت الجناح الشرقي للبيت الأبيض خلال إدارة الرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت في الحرب العالمية الثانية، ويعرف المركز أيضا بأنه مخبأ "يوم القيامة".

 

وأثارت مقتل فلويد، الذي ظهر في فيديو وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه بينما يجثو ضابط شرطة أبيض بركبته فوق عنقه، موجة احتجاجات عارمة بدأت من منيابوليس وامتدت عبر أنحاء الولايات المتحدة، وتخللها أعمال شغب وعنف.

 

وتسبب قضية وفاة فلويد بمظاهرات خارج الولايات المتحدة أيضا لا سيما كندا وبريطانيا.