كاتب: الإمارات تعانق الحياة بثبات وعزة وكبرياء

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الكاتب عبدالله السويجي، "الحياة لم تعد للإمارات إنما الإمارات تعانق الحياة بثبات وعزة وكبرياء؛ لأن الإمارات والحياة توأمان فيهما يتجلى التميز والأصالة والمستقبل".

 

 

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "الخليج" ها هي الحياة تدب في الإمارات من جديد، عبارة قد تصف الشكل الخارجي والمشهد العام عن بُعد في الإمارات، إلا أن حقيقة الأمر تقول إن الحياة لم تتوقف ولم تختف حتى تعود من جديد. فالعودة تكون لمن غاب، وإعادة الحياة تكون لمن مات، لكن هذا التوصيف لا ينطبق على من لم يغب ومن لم يمت، والذي بقي حاضراً وحياً يرتدي المقام الذي يناسب المقال، وهذه القدرة على الارتداء تعكس قدرة على التكيف وإدارة الأزمات، والتعامل باحتراف مع الظروف الطارئة أو المستجدة، وهي إمكانيات لا تتوفر إلا لمن هيأ نفسه ليحيا في المستقبل، بعد أن ثبت عبر الماضي، وعزز استراتيجيات الحاضر، ليُطل على المستقبل بروح مشرقة وعقلية منفتحة.

 

وفيما يلي ننشر بقية المقال:

 

إن النجاح في إدارة الأزمات في أوقات الكوارث الطبيعية وانتشار الأوبئة، خطوة أولى نحو ديمومة الاستثمار في الموارد البشرية والطبيعية؛ أي أن النجاح ديمومة، والاستثمار في المستقبل في ظل المعطيات الراهنة للإمارات هو حسن الاستثمار في الموارد البشرية، فهي المورد الطبيعي الذي لا ينضب إلى أن تقوم الساعة.

 

الحياة لم تتوقف في الإمارات؛ بل تواصلت بلغة أخرى، ومنهج آخر، فالبنية التحتية المتطورة والأحدث إقليمياً وقومياً تتضمن تلك اللغة التي أطلقوا عليها لغة العصر؛ أي التقنية الحديثة والتكنولوجيا المتطورة بما تشمله من إمكانيات هائلة، بحيث تحول حركة الحياة إلى مشهد يمكن وصفه عند الاستراتيجيين السياسيين والعسكريين، ب«الحياة تحت الأرض»؛ أي الحياة غير الظاهرة للعيان، ولا يعرفها سوى المنخرط في النظام التقني، والمطلع على التجهيزات.

 

حسناً، انتشر فيروس «كوفيد 19»، وتطلب الأمر التباعد الاجتماعي والانفصال الجسدي، لننتقل إذن للخطة «ب»، ولنشغل تطبيقاتنا وبرامجنا، ويبقى كل موظف في بيته ويفتح حاسوبه المحمول ويواصل عمله، وبإمكانه الاستمرار في التواصل مع زملائه ومديريه واختصاصيي تقنية المعلومات وشؤون الموظفين والموردين، والعملاء وجميع من كان يستقبلهم أو يذهب إليهم، كل ما في الأمر أن الأجساد ستتباعد وتواصل الأرواح والعقول في التقارب.

 

الوزارات والدوائر والهيئات والمؤسسات والشركات في الإمارات، فعلت هذا، وانتقلت من الخطة «أ» إلى الخطة «ب» بسلاسة، بينما واصل الجنود المجهولون الذين باتوا معلومين واستحقوا ويستحقون لقب «الأبطال» عملهم في المستشفيات والعيادات والمختبرات، لم يخف أحد منذ اليوم الأول لانتشار الوباء، ولم يستسلم أحد، ولم يرتبك أحد؛ لأن الخطة «ب» جاهزة في المكاتب والمدارس والمستشفيات والجامعات وحتى البيوت، وبرز صوت دافئ صاحَب هذا الانتقال منذ بدايته، فقال للناس بهدوء: «لا تشيلون هم، ستُفرج بإذن الله»، فاطمأن الناس واستمرت الحياة، وها هي تستمر بعد مواجهة كورونا أكثر إصراراً وعزيمة وتفاؤلاً.

 

أصحاب النظارات السوداء انهمكوا في الفترة الأخيرة في الحديث عن سيناريوهات ما بعد كورونا، فقالوا إن عدداً من دول الخليج في طريقها إلى الإفلاس، معتمدين على عملية حسابية تقول إن عدد السكان سيتراجع إلى ما بين 10 و15%، وذكروا الإمارات العربية المتحدة من بين هذه الدول، ولا أدري إن كان هؤلاء يعبرون عن أمنيات ورغبات أم عن علم ودراية، إن كانت أمنياتهم كذلك فسيخيبهم الله.

 

أما إن كانت عن علم فقد أخطؤوا في الحساب، ولا يعرفون طبيعة الاقتصاد الحر في الإمارات ودول الخليج؛ لأنهم كانوا يقصدون العمالة وليس المواطنين، وربما لا يعرفون أن العمالة مستقرة وتتمتع بكامل حقوقها، وأن الإمارات احتلت مكاناً مرموقاً كوجهة آمنة للعمل والعيش والاستثمار بين دول العالم، ولو استمعوا للمقيمين وهم ينشدون النشيد الوطني الإماراتي ليلاً ونهاراً من شرفات منازلهم، معبرين عن تمسكهم بالحياة في الإمارات تحت أي ظرف كان، لأعادوا حساباتهم من جديد، وعليهم أن يقرؤوا المشهد من الداخل بصفاء نية وموضوعية وحب، أكثر من تعبيرهم عن أمنياتهم ورغباتهم.

 

وتكفي الإشارة وقد ذكرناها في مقال سابق إلى أن الإمارات متمثلة في الهلال الأحمر الإماراتي، استعدت لكفالة عائلات المتوفين بفيروس كورونا من المواطنين والمقيمين.

 

الإمارات العربية المتحدة دولة مؤسسات وقانون، وخرجت من أزمات سابقة وهي أكثر نضجاً وتألقاً، كما تفعل الآن مع أزمة كورونا، لهذا يمكننا القول إن الحياة لم تعد للإمارات وإنما الإمارات تعانق الحياة بثبات وعزة وكبرياء؛ لأن الإمارات والحياة توأمان، فيهما يتجلى التميز والأصالة والمستقبل. حمى الله الإمارات وشعبها وقيادتها