الخطرـ حضرموت .. في ظل مخاطر الانقسامات و تعدد التدخلات !؟.

اليمن العربي

على مدى رمضان المبارك .. انغمست في حوارات و مناوشات " تويترية " ، وفي تقديري ان مريدو " تويتر" افضل حالا من مريدي الفيس بك ، لاكتشف ان وسائل التواصل الاجتماعي ـ او "السوشل ميديا " قد اتاحت لمختلف الفئات و المستويات ـ العلمية و الفكرية التفاعل الاعلامي و السياسي .. غثهم و سمينهم ، عاقلهم و سفيههم .. واذا هناك من مفاضلة فهي في نوعية مستخدم الوسيلة .. لا الوسيلة .

 

    فمن خلال حوارات او مناوشات التويتر اكتشفت انقسامية حضرمية خطرة، وخطورتها في هشاشتها لا صلابتها .. بمعنى هذه الانقسامية غير واضحة المساحات و الحدود ، الامر الذي يسهل لمختلف القوى اليمانية المتواجدة على الارض ، المتدثرة بأغطية الشرعية ، الحزبية ـ الاسلاموية او القومجية ذات البعد العابر للحدود ، في تمويلها او تطلعاتها ، فضلا عن ذات البعد الوطني ـ اليمني ، و الميليشاوية ـ العسكرية ومنها النخب التي انشاءت باسم الحضرمية و الشبوانية ـ وغيرها على اقليم حضرموت ، في الوقت الذي تحولت المنطقة العسكرية الاولى الي قوة الدعم و الاسناد لجبهات شرق صنعاء.. وايضا للاقتتال في "ابين" مع كوكتيل الميليشيات ـ القبلوا ـ مناطقية ، التي حولت الي قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي .

 

  □ هذه الانقسامية الخطرة .. لا لجهة ارتباطاتها الخارجية فحسب ، بل لانتماءاتها الحزبية و المناطقية ، واستنادها الي موروث صراعي ـ مناطقي، منذ الانقلاب على اول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية : قحطان الشعبي 1969 ـ مرورا بكل الصراعات في جمهورية اليمن الديمقراطية ـ الشعبية قبل 1990و ما تلاها و حتى اتفاق الرياض  بين  الشرعية و الانتقالي في 5نوفمبر2019، والي هذه اللحظة التي تعمل فيها القيادة العربية السعودية على ايجاد تسوية لإيقاف الاقتتال ـ العبثي في " ابين "  للشروع في تنفيذ "اتفاق الرياض ".. لا اجد حضرموت في كل هذا الا خارج الفعل ـ السياسي  ، ومنقسمة على نفسها انقسامية هشة لا بين شرعية و انتقالي فقط ، بل وانقسامية مجتمعية ،سياسية ، وحتى ادارية .. واذا ما اضفنا تعدد القوى العسكرية ـ الرسمية و الميليشاوية ، سنجد ان جميع الممرات امام التدخلات الخارجية مفتوحة للزج بحضرموت في فوضى الحرب الاهلية ـ على الطريقة اللبنانية في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ؟!.

 

الانقسامات الهشة ..المتوارثة و الحديثة ، هي التي اوصلت اليمن الي راهن اكثر هشاشة ، الامر الذي مكن ايران من التدخل في شئونه ، بل  ومكنها من ادارة  وتوظيف تناقضاته ، السياسية و المجتمعية ـ طائفية و قبلية ، لفرض حضور في تقرير مسارات الاوضاع في الجزيرة العربية ، ساعدتها في ذلك انقسامية هشة ـ اخرى ، في المنظومة الاستراتيجية الاقليمية ـ مجلس التعاون الخليجي .. الامر الذي اضاف الي الاذرع الايرانية اذرع اخرى .. ستسهل لها انقسامية حضرموت ومن خلال تعدد التكوينات التي تم انشاءها و تمويلها وفق اسس ومعايير مجتمعية ـ تتنافى مع الوطنية و تسهم في تفتيت وحدة المجتمع الحضرمي .. فرص تحويل حضرموت الي منصة اخرى لتهديد الامن القومي لدول الجزيرة العربية ـ لا السعودية ـ فقط كما يظن البعض ، ومنهم من يصرح بذلك في وسائل الاعلام .. بجذل غبي !!.

 

ان تكرارنا لخطورة الانقسامية في حضرموت .. لا يشجع القوى الأيدولوجية ـ الحزبية في الشرعية و لا تلك الجهوية ـ القبلوا مناطقية في الشمال او الجنوب على ان تضع حضرموت هدفا لمنع  استقلالها  عن اليمن الاتحادي ، فقط ، بل والعمل على اخراس تصاعد رفضها لجنوبية جهوية تتصادم مع التاريخ و الجغرافيا .. ولكن لاستخدامها كورقة رابحة على طاولات التسويات .. وبدعم قوى اقليمية و دولية .

 

     □□□ لا نقول ذلك من فراغ .. ولا من خلال ما اوحت به حوارات " التويتر " ولكن وهذا هو المهم لماذا يمنع اقامة حكومة لإقليم حضرموت ـ ومن يقف خلفه ؟ ،ومن اجل ماذا تعدد النخب العسكر ـ ميليشاوية ايضا ؟ .. ان لم تكن من اهم  وسائل ابقى حضرموت كعكة تقاسم ـ وبكل تأكيد لن يكون تقاسم صلبا ـ بل هشا و مشجعا لمختلف الاطراف اليمانية .. و القوى الخارجية .

 

    لذا على الحضارم  ان يدركوا خطورة الاوضاع .. ويدرك التحالف العربي .. ولا اظنه يجهلها ـ ان لم يكن كله فبعض التحالف العربي ـ تهمه  هذه الانقسامية او يجب ان تهمه ، خصوصا وهو يدرك اهمية الجغرافيا الحضرمية ،  وبالتالي عليه المساهمة بحجه و مساحة تواجدهم ، في تفعيل الديمغرافيا الحضرمية ـ لتجاوز هشاشتها ، والاسهام في امن واستقرار المنطقة من خلال اتحاد يمني واضح البنى ـ الحكومية ـالمؤسسية و الاستراتيجية ، اومن خلال اشراكهم في حل يفضي الي ترسيخ الاستقرار وان من خلال اعادة  تقسيم اليمن الي دول وفقا للجغرافيا و الديمغرافيا ـ ومن ثم صياغة علاقاتها على اسس المصالح و الجوار ـ و الوجود و الامن ـ المشترك .. و في كل الاحوال البداية حضرموت .. لا يقاف الانقسامية ، ولتفعيل دورها  لقطع الطريق امام التدخلات الخارجية !!؟.