مكالمة هاتفية مسربة تفضح مليشيات السراج والإخوان

اليمن العربي

كشفت مكالمة هاتفية مسربة بين الإخواني الليبي خالد المشري، وصحفي روسي حول روسيين اثنين محتجزين في سجون حكومة فايز السراج بطرابلس، المدعومة بمليشيات إرهابية ومرتزقة أتراك وأموال قطرية، منطلقات تلك الحكومة، وفقا للعين.

 

المحادثة أظهرت جانبا من الوجه الحقيقي لتنظيم الإخوان الارهابي الذي يحاول السطو على ليبيا بالتضليل والابتزاز، عبر "حكومة عصابات" مرهونة لمليشيات إرهابية تقف امام الجيش الوطني، عبر أحد أذرعها الإرهابية، خالد المشري، رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة".

 

والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا هو مؤسسة تنفيذية وهيئة استشارية أسست عقب توقيع اتفاق الصخيرات في 17 ديسمبر 2015، وجاءت بحكومة الوفاق غير الدستورية بموجبه قبل تنصلها منذ ذلك الحين من الالتزام بالاتفاق ما دفع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر لإعلان إسقاطه الأسبوع الماضي.

 

ويعرف عن المشري أنه من أكبر عملاء قطر وتركيا وأحد مشرعني الغزو التركي للبلاد، من خلال علاقاته الوطيدة بالمليشيات والمخابرات القطرية والتركية على السواء، كما أنه مقرب من مليشيات الزاوية التابعة لتنظيم القاعدة التي يتزعمها الإرهابي شعبان هدية، المكنى بـ""أبوعبيدة الزاوي".

 

 لجمعة، نشر الصحفي الروسي ألكسندر مالكيفيتش مقطع فيديو لمحادثة هاتفية بينه وبين الإرهابي الإخواني خالد المشري، طلب فيه المشري من الصحفي الروسي تحديد مقابلة لفايز السراج مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

وخلال المكالمة عرض المشري صفقة الابتزاز، بطلب اعتراف روسيا بحكومة السراج مقابل الإفراج عن عالمي اجتماع روسيين محتجزين في سجون إحدى ميليشيات السراج الإرهابية في طرابلس.

 

وفي مايو/أيار 2019 ألقت ميليشيا "الردع" الإرهابية بقيادة عبد الرؤوف كاره القبض على ماكسيم شوغالي وسامر سويفان، عالمي الاجتماع الروسيين بتهمة التجسس.

 

وكان شوغالي وسويفان يقومان حينها باستطلاع للرأي العام في طرابلس، قبيل القمة الروسية الأفريقية، وبعلم وموافقة فايز السراج نفسه، إلا أن الأخير وجدها فرصة لابتزاز الموقف السياسي الروسي وتوجيهه ناحية الاعتراف بحكومته غير الشرعية، وميليشياتها وتنظيماتها الارهابية.

 

وقال الصحفي الروسي مالكيفيتش، الذي نشر المكالمة أنه وبطريقة لا تليق بشخصية سياسية، عرض المشري، الذي يمكن اعتباره الممثل الرسمي لسلطات طرابلس، أن يتدخل في الإفراج عن الروسيين وأن يؤثر بشكل إيجابي على مصير شوغالي وسويفان.

ويضيف الصحفي الروسي أن الحوار تحول إلى ابتزاز واضح من جانب المشري، الذي اشترط تغييرًا في الموقف الرسمي الروسي بشأن الصراع في ليبيا مطالبا بتدبير لقاء للسراج بالرئيس الروسي وأن يدعم ويعترف بشكل لا لبس فيه حكومة الوفاق.

 

كما أشار المشري، خلال المكالمة، بطريقة غير مباشرة، إلى أنه يستطيع أن ينقل القضية إلى المحكمة، مما سيصعب ويعقّد من وضعية شوغالي وسويفان، رغم أن حكومة طرابلس لم توجه لهم أية اتهامات.

 

ليست هذه محاولة الابتزاز الإخواني لروسيا، ففي 4 أكتوبر/تشرين أول 2013 هاجم إرهابيون السفارة الروسية في طرابلس، وأحرقوها بزعم أن ذلك رد فعل على مقتل مواطن ليبي على يد فتاة روسية، بينما كانت حقيقة الموقف، حسب مراقبين، هو ابتزاز للموقف الروسي الرافض لتوجهات المؤتمر العام (برلمان الغخوان بطرابلس حينها) والذي كانت تسيطر عليه الجماعات الارهابية.

 

سوابق الابتزاز الإخواني

ضد مصر

 لعل أبرز هذه وقائع الابتزاز الإخواني ما قامت به التنظيمات الارهابية من محاولة ابتزاز للموقف المصري باختطاف أربعة من دبلوماسيين بينهم الملحق الثقافي من السفارة المصرية في طرابلس في 25 يناير 2014 .

 

عملية الاختطاف ظهر هدفها سريعا بسعي الإرهابيين للمقايضة على إطلاق سراح المختطفين عبر الإرهابي شعبان هدية "أبو عبيدة الزاوي"، في محاولة لابتزاز الموقف السياسي المصري الرافض للإرهاب والتنظيمات الإرهابية وبينها "غرفة ثوار ليبيا" صاحبة المصلحة في تلك الواقعة.

 

 

وفي 24 فبراير/شباط 2013 عثرت السلطات الأمنية الليبية على جثث سبعة مصريين أقباط ملقاة في ضواحي مدينة بنغازي شرق البلاد وعليها آثار الرصاص، في محاولة جديدة للضغط على مصر لتغيير موقفها السياسي.

 

وفي فبراير/شباط 2015 شهدت سواحل مدينة سرت الليبية (وسط) واحدة من أبشع الجرائم الإرهابية التي ارتكبها تنظيم "داعش الإرهابي" الذي يعد أحد أذرع جماعة الإخوان الإرهابية خلال فترة سيطرته على بعض المناطق في ليبيا، بإعدامه لـ21 من المصريين الأقباط، وكان الرد المصري حينها حاسما وقويا.

 

وفي 29 ديسمبر/كانون الأول 2012 تعرض مبنى خدمات تابع لكنيسة مصرية فى مدينة مصراتة للتفجير، مما أسفر عن مقتل مصريين اثنين، وإصابة اثنين آخرين بجروح.

 

وفي 29 مارس/آذار 2014: قتل مواطن مصري في ليبيا، إثر هجوم مسلحين ليبيين، على أحد محلات الخضراوات في مدينة بنغازي.

 

 وفي 24 ديسمبر/;كانون الأول 2014 قُتل طبيب مصري قبطي وزوجته في مدينة سرت الليبية على أيدي مسلحين مجهولين، ثم قاموا باختطاف ابنة القتيلين إلى مكان مجهول بعد تنفيذ الجريمة.

 

وفي 19 أغسطس/آب 2013 :مجلس شورى بنغازي يُعدم مصريا رميا بالرصاص بالملعب البلدي الواقع بالمدخل الغربي للمدينة

 

ضد فرنسا

في 23 أبريل/نيسان 2013 استهدف تفجير سيارة مفخخة السفارة الفرنسية في العاصمة الليبية طرابلس، ما أدّى إلى إصابة اثنين من الحراس بجروح، إضافة إلى الحاق أضرار مادية جسيمة بمبنى السفارة وذلك عقابا لباريس على موقفها من التعامل مع المؤتمر العام الارهابي وتواصلها مع التيارات السياسية المدنية وقتها حينها.

 

وفي 2 مارس/آذار 2014 قتل مواطن فرنسي في مدينة بنغازي الواقعة شرقي البلاد برصاصة في رأسه.

 

ضد كوريا الجنوبية

وفي 19 يناير 2014 اختطف مسلحون تابعون للتنظيم الارهابي في طرابلس رئيس البعثة التجارية الكورية الجنوبية في العاصمة الليبية وأفرجت عنه بعد حصولها على فدية مالية كبيرة

 

وفي 12 أبريل 2015 قتل شخصان، هما حارسان للسفارة الكورية، وأصيب ثالث، في طرابلس، نتيجة هجوم مسلح على السفارة الكورية الجنوبية لدى ليبيا

 

وفي 6 يوليو 2018 جماعة مسلحة مجهولة اقتحمت محطة لتنقية المياه في جبل الحساونة غربي ليبيا واختطفت مواطنا كوريا جنوبيا و3 فلبينيين

 

ضد المملكة الأردنية

في 15 أبريل/نيسان 2014: اختطف إرهابيون تابعين للإرهابي المقتول وسام بن حميد السفير الأردني في طرابلس فواز العيطان، وذلك لابتزاز الموقف الأردني للإفراج عن إرهابي ليبيمحكوم عليه من سجون الأردن.

 

وفي3 يوليو/تموز 2016 أعلنت شرطة مدينة سبها الليبية، مقتل مواطن أردني بعد اختطافه من قبل مجهولين قبلها بشهر.

 

ونفس العام أعلنت شرطة سبها أن أردنيين اثنين اختطفا من جماعة مسلحة، وأوضحت أن أحد الأردنيين الاثنين تم قتله لعدم تجاوبه ودفعه المبلغ المالي المطلوب، فيما أطلق سراح الآخر وهو دكتور جامعي دفع أهله فدية للإفراج عنه.

 

ضد تونس

رغم العلاقة الوطيدة بين حزب النهضة التونسي الإخواني وإرهابيي ليبيا إلا أن تونس الرسمية والشعبية لم تسلم من ابتزاز التنظيم الإرهابي الليبي والتي فسر معظمها على أنه تم لصالح حركة النهضة.

 

ففي 17 أبريل/نيسان 2014 اختطف دبلوماسي تونسي في العاصمة الليبية طرابلس، في إطار صفقة لم تكشف حتى الآن.

 

وفي 8 يناير/كانون الثاني 2015:أعلن الفرع الليبي لتنظيم داعش أنه أعدم صحفيين تونسيين اثنين كانا مفقودين في ليبيا منذ 8 سبتمبر/أيلول 2014.

 

ضد أوكرانيا

في 25 سبتمبر/ايلول 2014: اختطف طبيب أوكراني وزوجته في مدينة بنغازي، شرق ليبيا في إطار صفقة لم تكشف خيوطها إلى الآن.

 

ضد الجزائر

في 17 يناير/كانون الثاني 2015 جرح 3 أشخاص بينهم شرطي عندما ألقى مجهولون حقيبة متفجرات على سفارة الجزائر في طرابلس، وألحقت أضرارا مادية بالمبنى والسيارات القريبة.

 

ضد المغرب

في 13 أبريل/نيسان 2015 استهدف عناصر تنظيم داعش الإرهابي سفارة المغرب في العاصمة طرابلس.

 

ضد إيطاليا

في 1 سبتمبر/أيلول 2015: تبنى تنظيم داعش، تفجير سيارة مفخخة وسط العاصمة الليبية، قرب مكاتب شركة "مليتة" التي تملك مجموعة "إيني" الإيطالية حصة فيها، وأصيب شخص واحد على الأقل بجروح في التفجير .

 

ضد العراق

في 10 مارس/آذار 2016 اختطف الأكاديمي العراقي بليبيا الدكتور خلف حميد حيدر الأستاذ في المعهد العالي للمهن الشاملة في مدينة درنة عقب إعدام "ارهابي" ليبي بالعراق.

 

ضد النمسا

في 20 سبتمبر/أيلول 2017 قالت دولة النمسا إن لديها بعض الأدلة على أن تسعة عاملين في مجال النفط اختطفهم عناصر غرهابية في ليبيا عام 2015 قتلوا في العام ذاته.

 

وكان المخطوفون هم أربعة فلبينيين وبنغاليين ونمساوي وتشيكي وغاني يعملون في حقل نفطي لصالح شركة المعدات فاوس المتخصصة في ليبيا والتي لها مكاتب في النمسا.مالطا.