شابة قطرية تكشف عن اضطهاد للنساء في الدوحة

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت شابة قطرية هاربة من عائلتها الثرية بالدوحة وتعيش في بريطانيا، عن حقيقة اضطهاد للنساء في الإمارة الصغيرة، لافتة إلى أنها خططت للهروب من قطر طيلة سنوات لنيل حريتها وعيش حياة طبيعية.

 

وقالت عائشة القحطاني في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة استراليا"، المذاع على شبكة "ناين نتورك" الأسترالية إنها خططت للهروب من قطر طيلة سنوات، لكن القوانين المحلية تنص على أن المرأة دون سن 25 عاما تحتاج إلى إذن وليها من الرجال للسفر، وفقا للعين.

 

وأشارت القناة إلى أن عائشة القحطاني تمثل صوتا قويا من أجل التغيير، بعد أن نجت مما تصفه بحياة قمعية ومسيئة في دولة قطر، التي تروج لنفسها كدولة تقدمية على الصعيد العالمي، ولكن في الواقع كما تقول عائشة إن وطنها يقمع بشكل كبير حقوق المرأة.

 

ولفتت إلى أن سعيها للحرية جاء خلال عطلة عائلية في الكويت، حيث تسللت إلى المطار للسفر من هناك إلى لندن.

 

وقالت عائشة لمقدم برنامج "60 دقيقة" توم ستينفورت: "كان الأمر كما لو كنت بحاجة إلى شخص ما ليقرصني، لأنني لم أصدق أنني فعلت هذا بالفعل".

 

 

وأضافت متسائلة: "ولكن لماذا يجب أن أخوض في خطة الهروب تلك، وقصة مثل سلسلة بريزون بريك (الهروب من السجن)، لمجرد أن أرحل فقط من أجل حريتي في الحركة".

 

وتابعت: "إما أن أهرب لأحصل على حياة جديدة أو أبقى وأموت عاطفيًا وذهنيا بشكل أساسي، وإذا نجحت هذه الخطة سيتسنى لي الحصول على حياة رائعة.. إذن الأمر كان يستحق. ولذلك حاولت".

 

وأردفت: "نعم... الأمر فقط صعب، عندما أفكر في ذلك مرة أخرى وخطة الهروب بأسرها... والأمور التي تضطر المرأة لخوضها لمجرد أن تحظى بحياة طبيعية".

 

وفي أول مقابلة لها منذ وصولها إلى بريطانيا، قالت عائشة لصحيفة "صنداي تايمز"، في مارس/آذار الماضي، إنها كانت تحلم بالهروب كلما ضربتها أسرتها، أو وبختها لقراءة الروايات الغربية، أو لطخت أعمالها الفنية.

 

وأشارت الفتاة إلى أنها كانت تعيش محاصرة في قطر داخل غرفة نوم نوافذها مغلقة بقضبان معدنية، يتم تتبعها عبر تطبيق مشاركة الموقع على هاتفها المحمول، وتجهز للزواج من رجل دين متشدد.

 

وفي 21 ديسمبر/كانون الأول، هربت الفتاة البالغة من العمر 22 عاما، وهي الابنة الصغرى لمسؤول عسكري رفيع المستوى.

 

وعلى الرغم من القوانين التي تمنع غير المتزوجات تحت سن 25 من مغادرة البلاد دون موافقة ولي الأمر، تمكنت من الفرار في منتصف الليل خلال رحلة عائلية إلى الكويت.

 

لكن عائشة التي درست الأدب الإنجليزي والفلسفة، تعتقد أن حياتها لا تزال في خطر وتعيش في مكان سري في المملكة المتحدة حيث طلبت اللجوء.

 

وبعد أقل من 24 ساعة من وصولها إلى لندن، اتصلت بها الشرطة لتبلغها بأن أحد أقربائها أوقف في مطار هيثرو، بينما كانت على الجانب الآخر من العاصمة في منزل بإلفورد، شرقي لندن.

 

وبعد 3 أسابيع، من قيام وزارة الداخلية بوضعها في منزل آمن في كارديف، تعقبها 2 من أفراد أسرتها إلى العاصمة الويلزية، وظهرا في فندق قامت بزيارته، يبعد أقل من ميل من مكان إقامتها.

 

وادعى أحدهما فيما بعد أنه قام برشوة متعاقد مع وزارة الداخلية للحصول على معلومات حول مكانها، وقال لها: "قادني أفراد حماية اللجوء إليك. كل شيء في لندن يُنجز بالمال".

 

غير أن عائشة تشك في أن مكان وجودها ربما يكون سربه طالب لجوء زميل، ورغم أنها تخلت عن شريحة هاتفها، وتستخدم شبكة خاصة للتواصل عبر الإنترنت، وقطعت العلاقات مع كل شخص تعرفه في قطر، فإنها تعاني من أجل الشعور بالأمان.

 

ونوهت بأنها حلمت بالهروب من سن 11 عاما بعد قراءة رواية باولو كويلو "الخيميائي"، قائلة: "لقد علمتني ما يعنيه أن يكون لدي حلم، وما يعنيه أن تكون لي رحلة".

 

وأشارت إلى أنها عندما كانت مراهقة، كانت ترسم، وتحدق من خلال القضبان على نافذة غرفة نومها في الجدار المنحدر الذي يحيط بحديقتها الخلفية، وكانت تستمع إلى باخ و"البيتلز" و"تسأل عن كل شيء".

 

لكن تمردها المتصور عرضها للضرب، حيث قالت: "ذات ليلة كسر أحد الأقارب إناء على ظهري لقص شعري"، فأبلغت الشرطة عن وقوع اعتداء، لكن قيل لها إنها مسألة عائلية.

 

وينص القانون القطري على أنه من غير القانوني للنساء غير المتزوجات تحت سن 25 عاما السفر إلى الخارج دون موافقة ولي الأمر، ويجب على الزوجات "طاعة" أزواجهن، ولا تجوز لهن مغادرة منزل الزوجية "دون سبب مشروع"، والعنف المنزلي غير مُجرّم.

 

وأردفت عائشة: "شعرت أنني فقدت إنسانيتي وقلت لنفسي، سأستعيدها. لكن لا توجد طريقة يمكنني أن أفعل بها ذلك في قطر. كيف يمكنك أن تكون إنسانا عندما لا يمكنك حتى حماية نفسك من التعرض للإساءة؟".

 

وجاءت فرصتها في ديسمبر/كانون الأول، عندما رافقها شقيقها في رحلة إلى دولة الكويت المجاورة، وقالت: "كنت أعرف أنني يجب أن أفعل ذلك حينها".

 

كانت في غرفة في فندق مجاورة لشقيقها، وفي الليلة الأخيرة في الساعة 1.30 صباحا، تسللت إلى الممر واستقلت سيارة أجرة إلى المطار.

 

وقالت: "عندما خرجت من ذلك الفندق، كانت المرة الأولى في حياتي التي فتحت فيها بابا دون إذن".

 

ومن مطار الكويت، استقلت رحلة الخطوط الجوية الملكية الهولندية "كي إل إم" إلى لندن عبر أمستردام باستخدام أموال ورثتها من والدها، الذي توفي قبل ولادتها، وغردت على "تويتر" لدى وصولها إلى بريطانيا: "صباح الحرية".

 

لكن الفتاة لا تلوم عائلتها على وضعها، مؤكدة أنه "خطأ السلطات. لا ينص القانون على حقوق الإنسان الأساسية للمرأة. لقد سمحوا بهذا السلوك الهمجي المجنون".