الاستخبارات الأمريكية تحذر من خلايا حزب الله وإيران في الغرب

عرب وعالم

اليمن العربي

أطلق خبيران أمريكيان متخصصان في الاستخبارات وشؤون مكافحة الإرهاب تحذيرات من وجود خلايا نائمة تابعة للنظام الإيراني، وتنظيم "حزب الله" الإرهابي في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.

 

جاء ذلك في تقرير استخباراتي كتبه الباحثان بشؤون الاستخبارات آيوان بوب، وميتشل سيبلر بعنوان "أسلوب عمل إيران وحزب الله قبل العمليات في الغرب" ونشرته مجلة "تيلور آند فرانسيس أونلاين" (Taylor & Francis) المتخصصة بشؤون النزاعات والإرهاب.

 

وذكر الباحثان أن التوترات تصاعدت بين الولايات المتحدة وإيران و"حزب الله" منذ عام 2018 إثر انسحاب الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووي لعام 2015، وإعادة فرض عقوبات شاملة على طهران، لكنها تفاقمت في يناير/كانون الثاني 2020 بعد مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة لطائرة أمريكية مسيرة ببغداد.

 

ووفقا للباحثين تشير أدلة متزايدة إلى سعي إيران وحزب الله خلال السنوات الأخيرة إلى إنشاء شبكة نائمة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، التي يمكن تفعيلها لشن هجمات كجزء من هجوم انتقامي.

 

وتقيم هذه الدراسة طريقة عمل إيران وحزب الله السابقة للعمل في الغرب بناء على وثائق قضائية وتقارير مفتوحة المصادر بشأن عمليات الاعتقال الأخير لعملاء "حزب الله" وإيران في الولايات المتحدة وخارجها، كما تسلط الأضواء على تجنيد وتدريب ونشر هؤلاء العملاء وتعقيدات عملياتهم السابقة.

 

وعلى الرغم من أنه من المستحيل التكهن متى أو أين أو كيف تشن إيران و"حزب الله" عمليات انتقامية ردا على مقتل سليماني، تقول الدراسة إن هناك "مؤشرات وعلامات تحذيرية متزايدة على وقوع هجوم محتمل في الولايات المتحدة أو ضد المصالح الأمريكية في الخارج".

 

وتابع الباحثان أن ثمة أدلة متزايدة على مساعي إيران و"حزب الله" في السنوات الأخيرة إلى إنشاء شبكة نائمة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، التي يمكن تفعيلها لشن هجمات كجزء من هجوم انتقامي.

 

ولفت الباحثان إلى أنه خلال فترة عملهما في قسم الاستخبارات في شرطة نيويورك بين عامي 2005 و2015، كان تهديد إيران و"حزب الله" للمدينة قريبًا دائمًا وأحيانًا في ذروته بناءً على مدى انتشارهما الله على الصعيد العالمي بالإضافة إلى السمات الخاصة التي جعلت المدينة هدفًا جذابًا بشكل فريد.

 

واستند الباحثان في نظريتهما إلى 7 مبادئ تدعم التخطيط السابق لإيران وحزب الله قبل شن هجوم إرهابي محتمل، تتراوح من المراقبة والتخطيط اللوجستي والعمليات الوهمية لتمويه تسلل العملاء والتجنيد واختيار الهدف.

 

وأضاف الباحثان أنه بالنظر إلى مقتل سليماني، فإن "الغرب معرض لخطر متزايد من انتقام إيران أو حزب الله. لذلك، من المهم تحليل وتقييم أسلوب عمل إيران وحزب الله قبل ارتكاب هجمات إرهابية في الغرب".

 

وبناءً على التاريخ الحديث، يقدر الباحثان أنه من المحتمل أن يؤدي مقتل سليماني إلى رد فعل انتقامي أو ردود من إيراني و"حزب الله" على غرار رد الفعل على اغتيال قادة سابقين مثل عباس الموسوي عام 1992، وعماد مغنية عام 2008.

 

ورجحا أن تكون عمليات الانتقام محسوبة، بما يكفي لإرسال رسالة، ولكنها ليس قوية للغاية بحيث تهدد بقاء النظام الإيراني، ولفتا إلى أن انتشار فيروس كوفيد-19 في إيران قد يؤخر الخطط الإيرانية للانتقام.

 

واستذكر الباحثان حادثة تفجير السفارة الإسرائيلية عام 1992 في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، الذي نفذه مسؤولون أرجنتينيون مدعومون من إيران رداً على اغتيال إسرائيل لأمين عام "حزب الله" آنذاك عباس الموسوي.

 

ونوها بأنه بعد اغتيال رئيس عمليات "حزب الله"، عماد مغنية في فبراير/شباط 2008، دبر "حزب الله" عدة هجمات للانتقام في أذربيجان، وبلغاريا، قبرص والهند والكويت وتركيا، أحبطت جميعها باستثناء هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل سياحًا إسرائيليين في بورجاس ببلغاريا عام 2012، ما أسفر عن مقتل 6 وإصابة 42 منهم.

 

وارتأى الباحثان أن "المؤامرة الفاشلة التي قادتها إيران عام 2011 لاستهداف السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير توضح أن الهجوم داخل الولايات المتحدة ليس أمراً لا يمكن تصوره".

 

واستشهدا بما قاله عضو "حزب الله" علي محمد كوراني لمكتب التحقيقات الفيدرالي خلال المقابلات التي أجريت معه في عامي 2016-2017، إنه "في حال خوض الولايات المتحدة وإيران الحرب، فإنه يتوقع استدعاء الخلية الأمريكية النائمة للعمل".

 

وفي عام 2012 حذر مدير الاستخبارات الوطنية آنذاك، جيمس كلابر، من أن المسؤولين الإيرانيين "أصبحوا الآن أكثر استعدادًا لشن هجوم في الولايات المتحدة ردًا على الإجراءات الأمريكية الحقيقية أو المتصورة التي تهدد النظام".

 

واختتما بالقول إنه على الرغم من أن صناع القرار في طهران سيظلون يفكرون بعناية شديدة قبل أن يضربوا الولايات المتحدة للانتقام لمقتل سليماني، من المهم بالنسبة لمحللي السياسات أن يفهموا جهود إيران وحزب الله لإنشاء بنية تحتية للهجمات المحتملة في الغرب