كيف أصبح الأخصائيون والصحافيون ينافسون فيروس كورونا في نشر الذعر لدى الناس؟

عرب وعالم

اليمن العربي

مع انتشار جائحة فيروس كورونا، باتت وسائل الإعلام تعج بالأطباء والباحثين والخبراء أو أشباه الخبراء للتحليل وتقديم النصح والتوعية. لكن المشكل أنه مع ارتفاع نسبة التنافس الحاصل بين الباحثين من أجل إيجاد علاج أو لقاح، بات السباق مع الوقت يلعب ضدهم ويضع مصداقيتهم العلمية على المحك. وبالتالي بتنا نسمع الشيء ونقيضه مما يزيد من حالة الذعر لدى الناس الخائفين أصلاً من تداعيات المرض والذين يتلقفون كل معلومة جديدة علها تبدد شكوكهم.

 

وسائل الاعلام تتحمل بدورها جزءًا من المسؤولية حين تروج لنظريات وفرضيات غير مثبتة علمياً وحين تمنح أشخاصا غير مختصين او متطفلين منصة يتناولون عبرها مواضيع حساسة قبل التأكد من صحتها.

 

ومن بين ما تناولته وسائل الإعلام ومعها وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار غير دقيقة أو مضللة أن الفيروس يصيب القطط، أو أنه يتفاقم مع ارتفاع التلوث، بل وأنه يستثني مرضى السكري والضغط والمدخنين، وغيرها من الأخبار الزائفة التي لا تحصى.

 

أضف الى ذلك السجال الحاصل في الجسم الطبي حول عقار الهيدرو كلوروكين الذي باشرت باستخدامه شريحة واسعة ممن الأطباء قبل إجراء التجارب المخبرية اللازمة ودون احترام البروتوكولات الطبية المعتمدة والتي بطبيعة الحال تحتاج إلى الوقت قبل التعميم. ناهيك أن البروفيسور الفرنسي ديدييه راؤولت ولت الذي أطلق التجربة بنى شهرته على مقالات نشرها قبل تقييمها علمياً أو تحكيمها من قبل ذوي الاختصاص.

 

العديد من المراجع الطبية تحذر اليوم من هذه الطفرة التي يساهم الإعلام في تفعيلها والتي لا تكتسي الجدية البحثية والبعد العلمي الكافيين فتأتي بنظريات سابقة لأوانها سرعان ما يتم نقدها. وهنا يكمن السؤال حول أخلاقيات البحث العلمي التي تزعزعها الرغبة بالشهرة والظهور والطمع بحصد الجوائز مما يخلق حالة من الهستيريا العلمية.