نواجه الاحتلال وكورونا.. هكذا يعيش سكان القدس أجواء رمضان

اليمن العربي

تخلل أجواء رمضان في القدس، بيع العصائر المقدسية مثل الخروب والتمر هندي والسوس واللوز، حيث تستمع إلى صوت البائع وهو ينادي: "خروب عسااال.. رطب ريقك يا صايم"، بينما لا تترك أذنك اصوات التوحيد والصلاة على النبي بين البسطات، وبالأسواق جميعها ينساب صوت الأغاني الدينية الرائعة التي تشعرك بالأجواء الرمضانية، بحسب عفاف الدجاني.

 

مائدة رمضان

تصف مسئولة لجنة المرأة في هيئة المرابطين من أجل القدس، عفاف الدجاني، الأكلات على مائدة إفطار سكان القدس، وتبدأ بالمقلوبة وهي عبارة عن أرز مع الخضار المقلي مضاف إليه لحم الضأن أو الدجاج، وارتبط اسمها بدخل صلاح الدين القدس حين احتفل أهل القدس بفتحه للمدينة وقدموا له تلك الوجبة وعندما سأل عن اسمها قالوا له إنها "المقلوبة" أي التي تقلب في أطباق التقديم، وهي تعتبر الأكلة الأشهر في "عزايم" المقدسيين.

 

وتلي المقلوبة وجبات أخرى لها مكانتها بالمطبخ الفلسطيني، مثل المناسف "عبارة عن ثريد لحم الضأن بلبنها مع الخبز بالبرغل أو الأرز" ومفتول دجاج محشي وهو أكلة شعبية فلسطينية من حبيبات أو كرات المفتول التي تعد في المنزل يدويًا أو تشترى جاهزة وتضاف لها الدجاج، بينما في السهرات عند الاهل والجيران تتميز الضيافة بأكلات مثل القطايف بالجبن والجوز والقشطة، والكلاج والكنافة، والجيران يرسلون لبعضهم البعض أكل، حيث ترى الطاولة الفطور أكثر من طبخه مكرره عند جميع الجيران، ولا تزال هذه العادة موجودة بالبلدة القديمة.

قائمة ممنوعات الاحتلال

 

عددت الدجاني ممنوعات الاحتلال في رمضان، والتي تبدأ بإغلاق الاقصى، والتجول ممنوع بعد الساعة السادسة مساءً، والتجمعات ممنوعة، والزينات للحارات وأمام المنازل ممنوعة، والعزائم ممنوعة، ومن يصنع عزومة وينزل على الفيس صورها ويراها الاحتلال يغرمه 25 ألف شيكل مخالفة.

 

ولم يكتف الاحتلال بذلك، وإنما يحرر مخالفات لكل شخص في القدس بدون كمامة وكفوف، يدفع 500 شيكل ومن يزيد عن مرة يدفع 5000 شيكل و8 نقاط، والمداهمات عند آذان المغرب والاعتقالات والاعتداء على الشباب المارة.

 

المسحراتي وترنيمة القدس

"صلوا علي النبي صلى لولا النبي ما لنبني جامع ولا صلوا" هكذا صدع صوت المسحراتي ولكن تلكم المرة في حي باب حطة المقدسي، حيث بدأ بهاء نجيب "30 عام" مهمة تسحير سكانه منذ 10 سنوات، مبينًا أن الحي قبل ذلك كان يفتقد لوجود مسحراتي منذ فترة طويلة فقرر هو وصديقه حسام جوش أن يقوما بمهمة المسحراتي ويطوفون في حارات الحي حاملين الطبل لإيقاظ سكانه، ولكن بعد سنتين من العمل صديقة ترك المهمة وترك فلسطين كلها مهاجرًا إلى الخارج، بينما تثبت هو برسالته في الحفاظ على هذا التراث المقدسي وطور نفسه.

 

أناشيد جديدة

وأكد نجيب في تصريحات إلى "اليمن العربي"، أن سكان باب حطة كل عام ينتظرون منه الجديد، وهو بالفعل يعد كلمات وأناشيد جديدة ليلقيها على مسامعهم سنويًا، وأبرز شيء هو بدء الشهر "يا نايم وحد الدايم يا ينايم العمر مو دايم" والأناشيد في وسطه وتوحيش الشهر في نهايته، ويطوف بتلك الكلمات في حارات الحي حيث يتبعه الأطفال مرددين لما يقول، غير الزي المميز له وهو عبارة عن سروال مع خطة وطاقية، للحفاظ على هذا الرمز الإسلامي المعبر عن رمضان في القدس

 

يتمثل الهدف الأسمى لمسحراتي باب حطة أن يكون أهالي الحي سعداء وراضين عما يقدمه، مشيرُا إلى أنهم يدعموه بشكل مستمر سواء بإعطائه حلويات أو تمر وحتى عزومته على السحور والفطور، فالنسبة لهم أصبح المسحراتي شيء أساسي وهام في الشهر الكريم، مما يعطيه تعزيز لأن يخرج للتسحير مهما كانت ظروفه.

 

لزمت انتهاكات الإسرائيليين مهمة نجيب كمسحراتي، فتحت بند "إزعاج المستوطنين" يقوم جنود الاحتلال باعتقاله مرة أو مرتين في كل رمضان، غير عمليات المنع بمناطق وحارات معينة في حي باب حطة حيث يتواجد المستوطنين، ولكنه ظل يسحر وواجه تلك التحديات من الاحتلال.