الصحة العالمية تحذِّر: متلازمة خطيرة تصيب الأطفال ومرتبطة بكورونا

عرب وعالم

اليمن العربي

 

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، اليوم الجمعة، إن العلماء والباحثين يعملون حاليا لدراسة إمكانية وجود رابط بين فيروس كورونا ومتلازمة كاواساكي التي تؤدي إلى أمراض التهابية لدى الأطفال المتعافين من الفيروس.

 

وأضاف غيبرييسوس، في مؤتمر صحافي في جنيف، "تشير فرضيات أولية إلى أنّ هذه المتلازمة قد تكون مرتبطة بكوفيد-19 (...)"، داعيا "كل أخصائيي التحليل السريري في العالم إلى العمل مع السلطات الوطنية ومنظمة الصحة العالمية لنكون في حالة استعداد ونفهم أكثر هذه المتلازمة لدى الأطفال".

 

ويعتبر داء كاواساكي، أو متلازمة العقدة اللمفية المخاطية الجلدية، هو التهاب شامل يصيب الأوعية الدموية صغيرة ومتوسطة الحجم، ويؤثر على جدرانها مما قد يسبب التوسعات الشريانية خاصة الشرايين التاجية، التي تغذي القلب، ويؤثر كذلك على العديد من الأعضاء، مثل الجلد والعقد الليمفاوية والأغشية المخاطية.

 

ويقول الأطباء المعالجون إن اختبارات الأجسام المضادة هي الطريقة الوحيدة لتحديد وجود عدوى فيروس كورونا بدقة عند الأطفال، الذين يعانون من حالة الالتهاب المفرط، والتي يمكن أن تكون قاتلة.

 

ولا يزال من غير المعروف سبب تطور المتلازمة بعد أسابيع من الإصابة، لكن يرجح العلماء أنها ربما تكون ناتجة عن رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعي للجسم، والذي يمكن أن يتسبب في تلف خلايا الجسم نفسها.

 

وتم رصد ظاهرة مماثلة لدى بعض البالغين الذين بلغوا مراحل حرجة من مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا، ويعتقد الأطباء أنها ربما تكون مميتة.

 

ورصد الاطباء المتلازمة عند الأطفال في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وإيطاليا وأماكن أخرى في أوروبا.. وفقاً لراسيل فين، رئيس الكلية الملكية لطب وصحة الأطفال.

 

وأكدت الكلية أنه تم تحديد ما بين 75 و100 طفل في المملكة المتحدة على أنهم مصابون بهذه الحالة.. وتوفي طفل واحد على الأقل - صبي يبلغ من العمر 14 عاماً أصيب بسكتة دماغية بسبب مضاعفات علاج المتلازمة.

 

وفي بيرغامو بإيطاليا تم إدخال 10 أطفال إلى المستشفى الشهر الماضي لإصابتهم بمرض يشبه كاواساكي.

 

وأكد حاكم نيويورك أندرو كومو زيادة في عدد الحوادث، حيث يشتبه في 73 حالة، ومات ثلاثة أطفال من المرض هناك.

 

وحدد تقرير 20 حالة تقريباً تم إدخالها إلى مستشفى لندن للأطفال، أن جميع الأطفال لديهم أعراض مشابهة.

 

وتشمل الأعراض الحمى، والطفح الجلدي المتغير، والتهاب الملتحمة، والتورم، والألم، وأعراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال والقيء.

 

ويجب على الآباء أيضاً أن يكونوا على دراية بأعراض متلازمة الصدمة السامة - وهي تشمل الأعراض المذكورة أعلاه والأعراض الشبيهة بالإنفلونزا والدوخة.

 

وصدر تحذير للأطباء العاملين في هيئة الرعاية الصحية في بريطانيا يدعوهم للانتباه لرد فعل نادر، ولكنه خطير، لدى الأطفال، قد يكون مرتبطا بالإصابة بفيروس كورونا.

 

وجاء في التحذير العاجل، الذي أُرسل للأطباء العامين، إن وحدات العناية الفائقة في لندن وغيرها من المناطق في بريطانيا تقوم بمعالجة أطفال حالاتهم خطيرة جدا ويعانون من أعراض غريبة.

 

وتشمل هذه الأعراض "التهابات في أعضاء مختلفة"، وأخرى تشبه أعراض الإنفلونزا.

 

وأوضح التحذير، الصادر عن فرع إنجلترا بهيئة التأمين الصحي، أن ثمة "قلق متزايد" من احتمال ظهور متلازمة تسبب الالتهابات ولها علاقة بفيروس كورونا عند الأطفال في بريطانيا، أو ظهور عدوى أخرى غير معروفة السبب إلى الآن لها علاقة بالإصابة بالفيروس.

 

وحالة هؤلاء الأطفال، وهم من أعمار مختلفة، سيئة جدا، فهم يعانون من أعراض تشبه أعراض الصدمة السميّة من ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض ضغط الدم وصعوبة التنفس والطفح الجلدي.

 

ويعاني بعض منهم أيضا من أعراض في الجهاز الهضمي، كألم في البطن والقيء والإسهال، بالإضافة إلى التهاب القلب ونتائج غير طبيعية في تحاليل الدم.

 

ويقول خبراء إن هذه علامات محاولة الجسم التصدي لالتهابات خطيرة جدا.

 

إلى ذلك أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أن العلماء والباحثين يعملون بسرعة "مذهلة" لإيجاد حلول لمرض كوفيد-19، لكن لا يمكن التغلب على الوباء إلا بالتوزيع العادل للأدوية واللقاحات.

 

وقال "نماذج الأسواق التقليدية لن تقدم (الأدوية) بالقدر اللازم لتغطية احتياجات العالم بأكمله".

 

وكان وزير الصحة الأميركي، أعرب في وقت سابق الجمعة، عن أمله في الوصول إلى لقاح ضد فيروس كورونا نهاية العام الجاري 2020، بينما رجح الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أن يتم الحصول على لقاح ضد فيروس كورونا في موعد أقصاه نهاية 2020