إيران تشهد صراعا داخليا بين روحاني والحرس الثوري على خلفية تدابير احتواء كورونا

عرب وعالم

اليمن العربي

تشهد إيران صراعا داخليا بين حكومة الرئيس حسن روحاني والحرس الثوري على خلفية تدابير احتواء فيروس كورونا المستجد، التي يسعى المتشددون لتخفيفها لتجنب تفاقم الأزمة الاقتصادية.

 

وكانت إيران ثاني دولة بعد الصين تعاني حالة تفشي كبيرة لفيروس كورونا، الذي عصف بأبرز المسؤولين وموظفي الرعاية الصحية في مدينة قم قبل الانتشار إلى باقي أجزاء البلاد، بحسب "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.

 

لكن بالرغم من منشورات الشبكات الاجتماعية التي تتحدث عن حالات وفاة واسعة النطاق وانهيار النظام الصحي، أفادت التقارير الرسمية بأن إجمالي حالات العدوى في إيران 114 ألف و533 مصابًا و6854 وفاة حتى 14 مايو/آيار.

 

وقالت مصادر لـ"بيزنس إنسايدر" إن تلك الأرقام تقلل بشكل كبير من حجم تفشي فيروس كورونا المستجد في إيران.

 

 

وقال مسؤول استخبارات إقليمي بالشرق الأوسط، ليس مخول له الحديث للإعلام، إن "المرشد الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري كانوا يقللون من حجم مشكلة فيروس كورونا منذ ضرب التفشي الأولي رجالهم بشدة في قم خلال بداية الأزمة."

 

وأوضح المسؤول أن حكومة روحاني حاولت السيطرة على الموقف، باستخدام شبكات وزارة الصحة واسعة النطاق التي تسيطر عليها لتقليص التفشي، "لكن معلوماتنا الاستخباراتية أشارت إلى صراع بين المسؤولين الحكوميين والأجهزة التي يسيطر عليها خامنئي."

 

وقبل أزمة فيروس كورونا المستجد، كانت إيران تعيش بالفعل حالة ضغط اقتصادي نتيجة العقوبات الأمريكية التي تستهدف كبح تطوير الأسلحة النووية، وجاء الإغلاق الجزئي لمنع انتشار الفيروس ليفاقم الوضع أكثر.

 

وأوضح المصدر لـ"بيزنس إنسايدر" أن مسؤولي الأمن القومي على صلة بخامنئي أجبروا الحكومة لتخفيف القيود، الأمر الذي أسفر عن زيادة حالات العدوى بالبلاد في أبريل/نيسان، لكن تعرضت تلك الأنباء للقمع في التقارير الدولية.

 

 

وقال مصدر للموقع الأمريكي أن "أي أرقام يعلن عنها الإيرانيون منذ نهاية أبريل/نيسان تعتبر مشتبه فيها جدًا."

 

وأوضح المصدر لـ"بيزنس إنسايدر" أن مسؤولي الأمن القومي على صلة بخامنئي أجبروا الحكومة على تخفيف القيود، الأمر الذي أسفر عن زيادة حالات العدوى بالبلاد في أبريل/نيسان.

 

وقال مصدر للموقع الأمريكي أن "أي أرقام يعلن عنها الإيرانيون منذ نهاية أبريل/نيسان تعتبر غير موثوقة لحد بعيد".

 

وأوضح أن بلاده لديها مؤشرات على أن الحرس الثوري يتكتم بشأن عدد الحالات التي تصله من الهياكل الأساسية الصحية والعسكرية، كما يعمل على ملاحقة من يصدر بيانات أخرى".

 

وتابع: "القيادة (في إيران) قررت أن هذه مسألة أمن قومي، ووجود العديد من الحالات سيجعل إيران تبدو فاقدة للكفاءة وضعيفة في وجه الضغط الأمريكي."

 

ورأى موقع "بيزنس إنسايدر" أن كارثتين عسكريتين هذا العام فاقمتا من الصراع بين الحكومة والحرس الثوري، تتمثلان في حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية في يناير/كانون الثاني، الذي أسفر عن مقتل 176، والاختبار الصاروخي الفاشل الذي تسبب عن طريق الخطأ في مقتل 19 على الأقل من البحارة الإيرانيين وفقدان آخرين.

 

وقالت عدة مصادر إن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية في يناير/كانون الثاني، بالإضافة إلى الاختبار الصاروخي الفاشل للأسبوع الماضي الذي استهدف سفينة إيرانية بالخطأ أعطى روحاني نفوذًا للضغط على استجابة الحكومة في التعامل مع "كوفيد-19".