الغموض يلف مصير خليفة سليماني في فيلق القدس بعد إستهدافه بسوريا

عرب وعالم

اليمن العربي

لازال الغموض يلف مصير قائد فيلق القدس الإيراني الجديد، إسماعيل قآني الذي رصدت الولايات المتحدة ملايين الدولارات مقابل أي معلومة عنه بعد أنباء إصابته إثر قصف إسرائيلي لسوريا.

ونقلت قناة "كان" العبرية، عن مصادر عربية قولها، إن قآني أصيب بجروح طفيفة أثناء زيارته إحدى قواعد إيران في سوريا، التي جاءت بالتزامن مع قصف إسرائيلي للقاعدة، مشيرة إلى أنه تعافى منها لاحقا.

دفع ذلك وفق القناة العبرية، القيادة الإيرانية إلى اعتماد تكتيكات إقليمية خاصة في سوريا بهدف منع التعرض لهجمات إسرائيلية، دون تغيير شامل لإستراتيجيتها، إذ رسمت إيران سياسة تختلف بشكل جذري عن سياسة سليماني.

وحسب القناة، كشف المصدر، أن قآني خول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله صلاحيات اتخاذ القرار بشأن ما يسمى بالمقاومة ضد إسرائيل في مختلف الجبهات منها المناطق الفلسطينية دون الحاجة إلى الرجوع إليه.

ويعمل قآني في الوقت الراهن، على تفويض القرارات في العراق إلى أحد قادة الفصائل الموالية لطهران في هذا البلد، لكن يواجه مشكلة الخلافات والانشقاقات التي تميز العراق حيث تحكم الأغلبية الشيعية، وفق القناة العبرية.

ويتزايد الحديث عن تغيير في السياسة الإيرانية الإقليمية، خاصة بعد الانسحاب الإيراني الذي وُصِف بأنه الأكبر من سوريا منذ 2011، وانقسام حلفاء طهران العراقيين بين أقلية معارضة لرئيس حكومة رئيس جهاز الاستخبارات مصطفى الكاظمي الذي يوصف بأنه مقرب من واشنطن، وأغلبية مؤيدة له، كان موقفها حاسما في تمرير حكومته بالبرلمان.

العرض الإيراني لواشنطن بتبادل السجناء وسحب الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية كانت استقدمتها إلى الخليج بعد تصفية الجنرال الإيراني المؤثر قاسم سليماني، عززا تكهنات حول تغيير في سياسة إيران، وصلت إلى ذروتها، بعد حديث المرشد الأعلى علي خامنئي عن فضائل الإمام الحسن بن علي في التفاوض.

وتعكس تلك السياسة الخلافات التي كانت قائمة بين الرجلين قبل اغتياله حول عدد كبير من الملفات الإيرانية والإقليمية، خاصة أن سياسة سليماني كانت مبنية على أن القوات التابعة والمتحالفة مع إيران تمثل جبهة واحدة، ممتدة من أفغانستان إلى فلسطين.

أما سياسة قآني الجديدة، وفق المصدر، فهي مبنية على المبادئ الكلاسيكية الخاصة بفيلق القدس، التي تنص على أن فصائل المقاومة يجب أن تكون مفصولة كليا، بعضها عن بعض على أساس وطني، وتتولى المهام في البلد الذي تنتمي إليه حصرا، دون أن يمنع ذلك أن تكون هناك قيادة موحدة مسؤولة عن توجيه هذه الفصائل، وفق المصدر.

ويقول المصدر: "قآني وتيار واسع من أنصاره في فيلق القدس يعتبرون أن سليماني تسرع جدا في إزالة الحدود الوطنية، وأن هذا الأمر خلق ثغرة استطاعت ضربه من خلالها إسرائيل وأمريكا، وبالتالي اتهام أي حزب موال لإيران بالتدخل في شؤون الدول الأخرى".

وحسب المصدر، فإن قآني وزع المسؤوليات ومنح تفويضات العمل، بحيث أصبحت جبهات لبنان وفلسطين وسوريا تحت إشراف حسن نصر الله بشكل مباشر، حيث أصبح بإمكان الأمين العام لحزب الله اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا دون الحاجة للرجوع إلى قآني.

ويشير إلى أن قيادات الحرس الثوري في أي من هذه الدول يجب أن تعمل تحت إشراف نصرالله، لافتا إلى أن قآني يعمل حاليا على تفويض القرارات في العراق إلى أحد قادة الفصائل الموالية لطهران في هذا البلد.

واستدرك المصدر: "لكن المشكلة تكمن في الخلافات والانشقاقات التي تميز العراق حيث تحكم الأغلبية الشيعية، وقد وجه قآني الفصائل العراقية الموالية لطهران إلى ضرورة عدم القيام بأي تحرك ضد حكومة الكاظمي والتركيز على مواصلة الضغط عليه لتنفيذ قرار إخراج القوات الأميركية من العراق".

وتسلم قآني مهام رئاسة فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني عقب اغتيال سلفه قاسم سليماني مطلع العام الجاري بغارة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي في العراق.