تركيا تستغل إنشغال العالم بمجابهة كورونا لتزرع الموت في أفريقيا

عرب وعالم

اليمن العربي

يستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنشغار العالم بمجابهة جائحة كورونا، لترزع الموت في أفريقيا، من خلال طائراتها المحملة بالسلاح والعتاد الحربي التي تعبر سماء العالم نحو مناطق النزاع لأفريقيا لتزرع فيها الموت والخراب.

 

جرائم قديمة تتجدد في ظل انشغال دول العالم بمجابهة الوباء القاتل، ليشحن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الموت في طائرات عسكرية، تحت ستار مساعدات إنسانية كاذبة لبلدان أفريقية ظلت على مدار السنوات الأخيرة بوابة خلفية لأنقرة لدعم التنظيمات الإرهابية لنشر الفوضى والإرهاب بالمنطقة.

 

والخميس الماضي، حطت طائرة تركية عسكرية في جنح الظلام، بمطار جزيرة جربة جنوبي تونس.

 

وكان في استقبال الطائرة حسين العزي، مستشار وزير الصحة المكلف بالملف الاجتماعي، والذي قال في تصريحات إعلامية مباشرة من المطار، إن المساعدات موجهة لتونس وليبيا.

 

هذه كانت رواية مسؤول الوزارة التي يقودها الإخواني عبد اللطيف المكي، من حركة النهضة الإخوانية في تونس، والذي يبدو أنه كان يتلو نصا بأوامر من وزيره، قبل أن تصدر الرئاسة التونسية بيانا أكدت فيه أن المساعدات موجهة إلى ليبيا فقط.

 

وقالت الرئاسة التونسية، الجمعة، إنها سمحت لطائرة تركية محملة بمساعدات طبية بأن تهبط في مطار جربة ـ جرجيس جنوبي البلاد، لتوصيلها إلى ليبيا بواسطة السلطات التونسية.

 

وأوضحت أنها "اشترطت أن تتولى السلطات التونسية وحدها دون غيرها، استلام المساعدات والقيام بعملية إيصالها إلى معبر راس جدير الحدودي، ليتسلمها الجانب الليبي".

 

وبعد ساعات قليلة إثر ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أن أنقرة أرسلت شحنة مساعدات طبية إلى تونس، لدعم جهود مكافحة جائحة كورونا.

 

وقالت إنه جرى تجهيز شحنة المساعدات بتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان، وتم إرسالها إلى تونس، كما جرى تسليم المسؤولين المعنيين بالبلد الأخير، رسالة من الرئيس التركي بعثها إلى نظيره التونسي قيس سعيد.

 

وبحسب موقع العين الإخباري، فإنه وعلى إثر ذلك خرجت 3 روايات متضاربة ؛ فحركة النهضة الإخوانية تقول إنها مساعدات لتونس وليبيا، بينما الرئاسة التونسية تؤكد أنها لليبيا فقط، فيما تقول أنقرة إنها مساعدات لتونس فقط.

 

هذا التضارب في البيانات والتصريحات جعل من الطائرة التركية لغزا غير مفهوم، فإن كانت حقا محملة بالمساعدات الطبية، فلماذا كل هذا التناقض الذي يؤكد أمرا واحدا وهو وجود طرف كاذب أو أكثر؟

 

المؤكد بالنسبة لحركة النهضة الإخوانية، أن محاولة الترويج لأن المساعدات لتونس وليبيا، يرمي إلى امتصاص الغضب المنتظر حين يعلم التونسيون بنزول طائرة تركية على أراضي البلاد، خصوصا أن التصعيد الذي تشهده الأوضاع في ليبيا سيدفع حتما نحو الربط والتفكير في أن الطائرة تحمل سلاحا وليس مساعدات، أي أن الحركة الإرهابية راوغت لكنها وقعت في ما كانت تخشاه.

 

أما رواية الرئاسة التونسية، فهي صحيحة مع استدراك يكمن في أنها هي نفسها لا تعلم حقيقة ما في الطائرة، لكنها تعلم أن حمولة الطائرة أيا كانت موجهة إلى ليبيا.

 

فيما تنضاف رواية أنقرة إلى الحركة الإخوانية التونسية، حيث تفادت ذكر ليبيا لأنها تدرك أن لا أحد سيصدق أنها سترسل مساعدات طبية إلى بلد باتت طرفا في الصراع فيه، وفي وقت تحتدم فيه المعارك بين ميليشيات الوفاق التي تدعمها والجيش الوطني الليبي.

 

كما أن مقطع الفيديو الذي وثق وصول الطائرة التركية، أظهر وجود كمية متواضعة من المساعدات المفترضة، ما يجعل محللين يجزمون بأن تلك العلب المتكدسة بجانب الطائرة ليست سوى تمويه على شحنة العتاد والأسلحة الموجودة داخلها.

 

بعض الموالين العميان لإخوان تونس، زعموا محاولين إخماد الجدل حول حقيقة شحنة الطائرة التركية، إن أردوغان لو أراد نقل السلاح إلى ليبيا فسيفعل ذلك عبر مطار معيتيقة الدولي في طرابلس وليس تونس، في مواقف انفعالية مرتجلة تجهل تطورات الوضع الميداني في ليبيا، والقصف الذي يتعرض له المطار بالفترة الأخيرة، ما يجعله آخر ممر تفكر أنقرة باستخدامه حاليا لتزويد ميليشيات طرابلس بالسلاح.

 

طائرات تركية وصلت، مؤخرا، إلى جنوب أفريقيا، وعلى متنها شحنة مساعدات طبية متواضعة، قبل أن تغادر محملة بالمعدات العسكرية باتجاه ليبيا هذا البلد الذي تتدخل فيه أنقرة عسكريا.

 

إعلام تركي معارض، نقل عن صحيفة "ديلي مافريك" في جنوب أفريقيا، قولها إن 6 طائرات عسكرية تركية وصلت العاصمة كيب تاون، بينها طائرة واحدة فقط تحمل شحنة متواضعة من الإمدادات الطبية، فيما وصلت البقية فارغة.

 

ولكن، ولدى عودتها، عادت جميع الطائرات محملة بمعدات عسكرية تزودت بها من الشركة المنتجة للذخيرة "راينميتال دينل مونيتيون"، في خطوة جديدة تكشف زيف الدعاية التركية بشأن المساعدات الطبية لوقف انتشار كورونا، فيما تستغل ذلك لأهدافها الضيقة.

 

ولا تقتصر الدعاية التركية بهذا الخصوص على جنوب أفريقيا، وإنما كشفت تقارير إعلامية أن عددا كبيرا من الطائرات التركية تسافر محملة بالأسلحة لعدة دول أو تذهب فارغة، وتعود محملة بمعدات عسكرية من دول أخرى.

 

في الأثناء، يتبجح أردوغان بإرسال المساعدات الطبية إلى عشرات الدول لمساعدتها على مواجهة وباء كورونا، بما في ذلك دولة ليسوتو، رغم أن الأخيرة لم تسجل أي حالة إصابة بالفيروس.

 

وفي مارس/آذار الماضي، ذكرت تقارير إعلامية أن سفينة تحمل اسم "أنا" غادرت ميناء إسطنبول نحو ليبيا، محمّلة بشحنة جديدة من المعدات والعتاد العسكري، في وقت تجددت فيه آنذاك المعارك بمحيط العاصمة ذرابلس.

 

ونقلت التقارير عن مصادر دبلوماسية واستخباراتية، قولها إن أنقرة غيرت اسم السفينة من "أنا" إلى "براي"، وغيّرت العلم الذي كانت ترفعه سابقا من علم ألبانيا إلى علم سيراليون، مشيرة إلى أن السفينة التي أشرف على شحنها ضباط الاستخبارات التركية، حملت مدرعات وذخائر حربية ومنظومة رادار جديدة.

 

وكان من المتوقع أن تنقل السفينة المعدات والمستلزمات الطبية لمساعدة ليبيا في مواجهة كورونا، لكن أنقرة اختارت تحميلها بالعتاد والمدرعات والذخائر الحربية، لدعم مليشيات طرابلس ومرتزقتها، ونشر الموت في بلد باتت تتقاذفه أطماع أنقرة، وتذر الملح على جراح شعبه