تضارب الأنباء بشأن مقتل رئيس جهاز إستخبارات السراج في ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

تضاربت الأنباء الأحد بشأن مقتل اللواء عبدالقادر التهامي، المكلف برئاسة جهاز الإستخبارات في حكومة فايز السراج، فبينما أكد العقيد محمد فرج عثمان بالمركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي، أنه لقي حتفه على يد مجموعة تنتمي لمليشيا الردع التابعة لفتحي باشأغا، سارعت منصات تابعة للوفاق إلى القول إنه توفي بأزمة قلبية.

 

فالرجل الذي أقاله السراج من المنصب الأمني الرفيع منتصف العام الماضي عاد لتولي مهامه دون تفسير أو إعلان، فيما تردد الحديث عن ملفات سرية وأوراق ضغط بحوزته كفلت له العودة إلى موقعه وهو أمر غير مستغرب إذ يعد التهامي أحد مهندسي علاقة حكومة الوفاق منتهية الصلاحية بنظام أردوغان.

 

وربما لن يعرف الليبيون قريبا حقيقة ما جرى لكنهم يعلمون بالتأكيد أن رئيس أرفع جهاز أمني في ليبيا السراج ما زال إلى الآن بحسب صحيفة الـ"دايلي ميل" البريطانية أحد أبرز المشتبه بهم من قبل مكتب مكافحة الإرهاب في "سكوتلند يارد"، في المشاركة في قتل الشرطية إيفون فليتشر أمام السفارة الليبية في لندن عام 1984.

 

وكان التهامي يعمل خلال الثمانينيات في السفارة الليبية بلندن حين تظاهر معارضون لنظام العقيد معمر القذافي أمام مقرها وسط حماية الشرطة البريطانية قبل أن تخرج رصاصة من نافذة السفارة لتصيب الشرطية البريطانية فليتشر ذات الـ 25 عاماً في الظهر.

 

وتسببت الواقعة إصابة الشرطية في حصار السلطات البريطانية السفارة لمدة 11 يوماً قبل أن تقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وترحل 30 ليبيا، كان من بينهم التهامي.

 

وعبدالقادر التهامي أحد أبناء الجنوب الليبي من بلدة أقار بمنطقة الشاطئ وكان ضابطا في الأمن الخارجي، تولى عدة مناصب بالاستخبارات أبرزها نائب رئيس الجهاز للشؤون الأمنية ومدير المركز الوطني لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ورئيس الجهاز المؤقت في إبريل/نيسان في عام 2017.

 

ورغم خلفيته العسكرية يعد التهامي أحد المساهمين الرئيسيين في شرعنة المليشيات التي تهيمن على العاصمة طرابلس ومهندس العلاقات مع الاستخبارات التركية.

 

وظل الدعم التركي لحكومة الوفاق وتنظيم الإخوان في ليبيا سريا قبل أن يضيق الجيش الوطني الخناق على طرابلس ما دفع أنقرة للمسارعة بنجدت المليشيات الإرهابية عبر توقيع مذكرتي تفاهم مع السراج.

 

ومنذ توقيع تفاهمات أردوغان والسراج انتقدت دول غربية تسليح تركيا للمليشيات ودعمها بقوات من الجيش التركي ومرتزقة سوريين في مخالفة لقرار أممي بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.

 

وتورط التهامي في عمليات الخطف وابتزاز المسؤولين من قبل المليشيات بعد إطلاق الجيش الوطني الليبي عملية طوفان الكرامة لتحرير العاصمة.

 

ومن أبرز تلك العمليات اختطاف وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق، أوحيدة نجم، الذي أبلغت عائلته أن أوامر اختطافه صدرت من مدير مكتب فايز السراج اللواء محمود عبدالجليل ونائب المخابرات للشؤون الأمنية حينها عبدالقادر التهامي، بحسب مصادر تحدثت لـ"العين الإخبارية".

 

 

كما اختطف رئيس المخابرات الليبية السابق عبدالله الإدريسي، ونائبه عبدالمجيد الضبع، ونائب رئيس المخابرات العسكرية بتهمة التواصل مع القيادة العامة للجيش الليبي.

 

لكن الخدمات التي قدمها التهامي لإرهابيي طرابلس لم تشفع له إذ جاءت موته الغامض بعد تداول أنباء حول إلقاء القبض عليه مساء السبت في طرابلس.

 

ومنذ فترة تشهد طرابلس معارك مكتومة بين فايز السراج وفتحي باشأغا فيما يبدو أنه صراع على النفوذ داخل الحكومة المسيطرة على العاصمة الليبية، حسب مراقبين.

 

وأواخر فبراير/شباط الماضي قال فتحي باشاغا، وزير داخلية السراج، إن (جهاز المخابرات) تعرض للاختراق من قبل ميليشيا، لم يسمها، في إشارة إلى مليشيا النواصي