مراسلة تلفزيون ألماني تنهي مسيرتها المهنية في إيران بسبب تهديدات

عرب وعالم

اليمن العربي

أعلنت مراسلة التلفزيون الألماني"ARD"، ناتالي أميري انتهاء مسيرتها المهنية في إيران بسبب تهديدات خطيرة تتعرض لها خلال وجودها في البلاد.

 

وأوضحت أميري، ذات الأصول الإيرانية التي تعمل مراسلة لحساب القناة الألمانية الأولى في إيران منذ عام 2007، أن التهديدات كانت تتعلق بعملها الصحفي.

 

وبحسب العين الإخبارية، أشارت المراسلة الألمانية-الإيرانية التي تدير مكتبا تابعا لنفس المحطة بالعاصمة طهران منذ 2015 في تغريدة عبر موقع "تويتر" إلى أنها غادرت إيران مؤخرا.

 

ووصفت ناتالي أميري السنوات الخمس الأخيرة من نشاطها في إيران بأنها فترة مليئة بالتحدي، وصعبة، ومثيرة، وخطرة، مردفة أن السفر حاليا إلى إيران أمر خطير للغاية بالنسبة لها، حسبما نقلت عنها شبكة دويتشه فيله في نسختها الناطقة بالفارسية.

 

وكشفت أميري عن أن مغادرتها إيران جاءت بناءً على قرار من الشبكة التلفزيونية التي تعمل بها على خلفية التحذيرات التي أطلقتها وزارة الخارجية الألمانية بشأن سفر رعاياها إلى الأراضي الإيرانية.

 

وأعربت المراسلة الألمانية كذلك عن مخاوف لديها من احتمال اعتقالها كرهينة سياسية على يد قوات الأمن الإيرانية خلال عملها كصحفية أجنبية في طهران.

 

ولفتت أميري إلى أن العلاقات بين إيران والغرب شهدت توترا في الأشهر الماضية، فضلا عن احتمال فشل الاتفاق النووي المبرم مع قوى عالمية قبل 5 سنوات.

 

وأضافت: "توصلنا لنتيجة مفادها أن السفر إلى إيران في هذا الوضع لا معنى له"، مستشهدة بالقيود والعقبات التي واجهتها خلال تجربتها الصحفية التي اعتبرتها غير قابلة للمقارنة مع عملها في مختلف البلدان.

 

ونادرا ما يستطيع الصحفي الأجنبي الذي يعمل في إيران التنقل بحرية من نقطة إلى أخرى بحيث يكون خاضعا تماما للسيطرة، تقول ناتالي أميري.

 

وأكدت مراسلة التلفزيون الألماني أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية تراقب عمل الصحفيين الأجانب داخل البلاد، وتطلع على نسخ من تقاريرهم مترجمة إلى الفارسية.

 

واعتبرت ناتالي أميري أن الصحفي الأجنبي يتعرض لضغوط كبيرة للإبلاغ عن واقع إيران وما يحدث في هذا البلد، حيث يوظف آلاف الأشخاص هناك لمنع الصحفيين من إبلاغ الحقائق للعالم.

 

وشددت أن النظام الإيراني ينظر بعين العداء للصحفيين العاملين لدى وسائل إعلام أجنبية في البلاد، ونادرا ما يُدعون لحضور المؤتمرات الصحفية.

 

وتشمل القيود التي تفرضها السلطات الإيرانية على عمل الصحفيين الأجانب في البلاد، منحهم معلومات شحيحة، وعدم السماح لهم بالسفر إلى مدن أخرى أو بالتصوير هناك، فضلا عن تجاهل دعمهم تقنيا، حسب أميري.

 

واستطردت المراسلة الألمانية أن الصحفيين الأجانب لو تمكنوا من الحصول على إذن لإعداد تقرير سرعان ما يجدون عناصر الاستخبارات الإيرانية تنتظرهم عند وصولهم للمكان المحدد، حيث نعتت الأمر بلعبة الفئران والقطط، وفق تعبيرها.

 

وعلى صعيد متصل، تحدثت مراسلة التلفزيون الألماني للمرة الأولى عن واقعة اعتقالها في إيران، التي لم تتحدث عنها قط، حيث تم استجوابها من قبل الأجهزة الأمنية وصادروا جواز سفرها.

 

وفسرت أميري تكتمها على اعتقالها الذي تعرضت فيها لتهديدات بكون أن هذه الحياة اليومية للصحفي الأجنبي في إيران التي يتجنب خلالها التعرض لمخاطر بسبب ظروف عمله داخل البلاد.

 

واختتمت المديرة السابقة لمكتب القناة الألمانية الأولى في طهران، أن إيران لا توجد لديها صحافة حرة أو حرية الوصول إلى المعلومات، وأيضا إمكانية لعمل صحفيين مستقلين الذين قد يكونون عرضة للملاحقة والاعتقال بسبب منشور على مدونة شخصية أو موقع "فيسبوك".

 

وعبرت المراسلة الألمانية عن حزنها بسبب إغلاق جميع وسائل الإعلام الإيرانية التي كانت تنتقد نسبيا حتى عام 2009 أوضاع البلاد الحافلة بالأحداث والتطورات.