بلا "برش" وبصحبة "الحلو مر"..رمضان السودان في زمن كورونا

اليمن العربي

لم تزعج كورونا شعب عربي أكثر من الشعب السوداني، وهي البلد البالغ عدد سكانها 30 مليون نسمة تقريبًا بعد الانفصال الجنوبي، ونسبة المسلمين تصل إلى 96%، ويتكلمون أكثر من 110 لغة ولهجة محلية، خاصة مع وجود العديد من العادات الرمضانية الجماعية التي كان يتمسك بها السودانيين فكيف يعيش أبناء وادي النيل أجواء رمضان هذا العالم.

 

كشف بكري عبد العزيز رئيس الصحفيين المستقلين في السودان، أن رمضان في الكورونا مختلف عن رمضان في أي عام في السودان بسبب اختفاء الكثير من العادات التي كان ينتظرها السودانيين في رمضان، مثل الأجواء الأخرى داخل المنزل فعمل تقارب داخل المنزل وأصبحت الأسرة تفطر مع بعضها البعض وتقدم المشروبات السودانية والمأكولات اللذيذة، ولكن حالة التباعد الاجتماعي بسبب كورونا أثرت في نفسية المواطن السوداني.

 

وأكد بكري في تصريحات إلى "اليمن العربي"، أنه يستقبل أهل السودان شهر الخير بالفرح والسرور، ويهنئ الجميع بعضهم بعضًا بقدوم هذا الشهر المبارك، من عبارات التهنئة المتعارف عليها بينهم في هذه المناسبة قولهم: رمضان كريم وتكون الإجابة بالقول الله أكرم أو الشهر مبارك عليكم أو تصوموا وتفطروا على خير، ولا يفوت النساء أن يجددن ويغيرن كل أواني المطبخ، احتفالًا وابتهاجًا بقدوم شهر رمضان.

 

أبرز الأكلات

وأضاف رئيس شبكة السودانيين المستقلين، بالنسبة لأبرز الأكلات هي العصيدة وهي عبارة عن طحين ولبن رائب وكوب من الماء ورشة من الملح يضاف لها مسحوق الفول السوداني وزيت ومسحوق البصل المجفف، والبليلة، بينما الكركدي والقنقوليز، ومن القلقوليز وهي شجرة التبلدي أو الكُلهمة أو البُوحِبَاب أو الباوباب أو شجرة القارورة أو الشجرة المقلوبة أو شجرة خبز القرود، وبالنسبة لطعام السحور رقاق ي لبن، مديدة وهي عبارة عن بلح وحلبة

 

وبين بكري، أنه لا يوجد في السودان مسحراتي مثل مصر وإنما عبارة عن شباب يطوفوا على البيوت ويقوموا بإيقاظ الناس، وهو أيضًا ممنوع بسبب كورونا، وأبرز ما كانوا يقولون "يا صايم قوم اتسحر يا فاطر نوم اتتدل"، وكذلك من الممنوعات الزينات وهل واحتفالات الطرق الصوفية في السودان مثل الخاتمية والأنصار.

 

أبرز العادات

"العادة الأبرز أكيد هي عواسة الآبري أو الحلومر" بتلك الكلمات وصف أحمد فضول أحمد الإعلامي بقناة الشروق السودانية، مبينًا أن الحلو مر هو عبارة عن عجين بخلطة محددة من العيش المزرع يطحن ثم يخمر وتضاف اليه بهارات ثم يطهى على طريقة الفطير، والابري أو الحلومر يمكن ان يخزن لفترات طويلة ويعمل كعصير.

 

وأكد فضول لـ"اليمن العربي"، أنه يبدأ التحضير لها قبل رمضان بشهور عبر شراء الذرة ووضعه في "خيش" ويرش بالماء لعدة أيام ويترك لمدة تتراوح من يومين لثلاثة حتى تتخذ الذرة حتى تنبت ويخرج منها الزرع وتؤخذ الذرة النابتة وتسمى "الزريعة"، ثم الحلو مر المرحلة الثانية يقومون بتجفيفها وطحنها وتطهى على النار تضاف إليها العديد من البهارات، وتشكل على شكل أقراص في صاج على نار قوية وتسمى هذه المرحلة "العواسة"، وتقوم الناس بحفظ تلك الأقراص وعندما يبدأ شهر رمضان تنقع في ماء وتصفى ليصبح مشروب الحلو مر

 

وأضاف الإعلامي بقناة الشروق السودانية، أن العادة الأبرز أخرى هي برش رمضان في الشوارع، عندنا برش رمضان، وهو سجادات تفرش عند كل شارع حي حيث يخرج كل بيت صينية بالطعام والعصائر رجال وشباب فقط، والغرض منه التآزر الاجتماعي واصطياد عابري السبيل، القرى على الطرق القومية تخرج الاسر بطعامها وشرابها وتوقف "الباصات" السفرية والسيارات الملاكي بإلحاح.