باحث أمريكي: استفزازات مليشيا "الحرس الثوري" تهدف إلى تعزيز الهيمنة الإيرانية

عرب وعالم

اليمن العربي

قال باحث أمريكي إن استفزازات مليشيا "الحرس الثوري" الإيراني وتصعيد التوتر في منطقة الخليج تهدف إلى تعزيز الهيمنة الإيرانية.

 

وأضاف جيمس فيليبس، وهو باحث بارز في "مركز دوغلاس وسارة أليسون لدراسات السياسة الخارجية" في مؤسسة "هيريتاج"، أن التوترات في الخليج العربي تتصاعد مجددا نتيجة الأعمال الاستفزازية التي يشنها الحرس الثوري.

 

ووفقا للعين، أضاف، في مقال نشره موقع "ديلي سيجنال" التابع لمؤسسة "هيريتاج"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال محذرا إيران في تغريدة: "لقد أمرت البحرية الأمريكية بإطلاق النار وتدمير جميع الزوارق الحربية الإيرانية إذا تحرشوا بسفننا في البحر".

 

وأشار إلى أن ترامب أوضح، في وقت لاحق، أن هذا لم يكن تغييرا في القواعد العسكرية للاشتباك، كما أعلن نائب وزير الدفاع ديفيد نوركويست، للصحفيين، أن سياسة البنتاجون لم تتغير.

 

ولفت الكاتب إلى أن تحذير ترامب جاء بعد أسبوع واحد من حادثة 15 أبريل/نيسان التي قام فيها 11 زورقا سريعا إيرانيا تابعة لبحرية الحرس الثوري "مرارا باتباع نهج خطير ومزعج" لسفن البحرية الأمريكية في المياه الدولية في الخليج العربي، وفقا لبيان البحرية الأمريكية.

 

 

واعتبر أن الأمر الأكثر إثارة للقلق من الاستفزازات البحرية هو إطلاق أول قمر صناعي عسكري للحرس الثوري الأربعاء، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى 41 لتأسيس التنظيم.

 

وأكد أن انطلاق القمر الصناعي الجديد من قاعدة صاروخية سرية يفضح أكاذيب مزاعم إيران السابقة بأن برنامجها الفضائي يخدم أغراضا مدنية، وتجاهل "الحرس الثوري" أخيرا التظاهر بأن أنشطته الفضائية كانت مدفوعة بأهداف سلمية.

 

وأوضح أن التقدم التكنولوجي اللازم لإطلاق قمر صناعي ضروري أيضا لتطوير قدرة صواريخ باليستية العابرة للقارات، بقدر أن التقنية اللازمة لتخصيب اليورانيوم لمفاعل نووي مدني ضرورية لتخصيب وقود اليورانيوم للسلاح النووي.

 

ورجح أن تحذير ترامب على "تويتر" ربما كان بدافع إطلاق القمر الصناعي في وقت سابق من ذلك اليوم أكثر من الحادثة البحرية التي وقعت في الأسبوع السابق.

 

وصعدت إدارة ترامب، التي انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 المعيب في مايو/أيار 2018، العقوبات بشكل منهجي على النظام الإيراني العدواني، خاصة "الحرس الثوري".

 

وفي أبريل/نيسان 2019، صنّفت واشنطن الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية وفرضت عقوبات ضد قادتها وشركاته الوهمية ومصالحه التجارية.

 

ولفت إلى أن "الحرس الثوري" لعب دورا بارزا في تخريب إيران 4 ناقلات نفط في مايو/أيار الماضي واثنتين أخريين في يونيو/حزيران، وإسقاط طائرة بدون طيار تابعة للبحرية الأمريكية في وقت لاحق من ذلك الشهر.

 

وكان "الحرس الثوري" المشتبه بهم الرئيسي في هجوم 14 سبتمبر/أيلول على منشآت النفط السعودية، وفي 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، استهدفت مليشيا عراقية دربها وسلحها فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري قاعدة عراقية تستضيف القوات الأمريكية.

 

وعندما تفشى فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19) بإيران، ردت طهران بحملة دعائية تزعم أن الوباء نجم عن أسلحة بيولوجية أمريكية.

 

ولفت الباحث إلى أن "الحرس الثوري" لم يكتفِ بقيادة جهود حملة الدعاية ضد الفيروس، بل سعى لاستغلال أزمة الصحة العامة لتعزيز موقعه داخل هيكل السلطة السياسية في إيران، لافتا إلى أنه يركز على حماية السلطة أكثر من تركيزه على حماية الشعب.

 

واعتبر أن التوترات البحرية المتزايدة في الخليج تمنح النظام الإيراني فرصة لإعادة بناء دعمه الشعبي المتآكل من خلال التحريض على المواجهة مع الولايات المتحدة في وقت تراجعت فيه شرعيته السياسية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

 

وارتأى أن مثل هذه الأزمة المفتعلة ستسمح للحرس الثوري بالظهور كحماة لمصالح إيران، بدلاً من مجرد حراس لثورة تقمع الإيرانيين.

 

ونبه الكاتب إلى أن حكام طهران يأملون أيضا في تعزيز احتمالات "تغيير النظام" في واشنطن من خلال سلسلة من الاشتباكات العسكرية المحدودة والمحسوبة بعناية مع الولايات المتحدة.

 

ووفقا للكاتب، يعتقد حكام إيران أنهم أسقطوا الرئيس جيمي كارتر خلال أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين في سفارة طهران عام 1979، ويسعون إلى تقويض الدعم السياسي لترامب من خلال تشويه سمعة استراتيجية عقوبات الضغط الأقصى.

 

واختتم محذرا من أن طهران تخطط لتكتيكات عدوانية لتحقيق أقصى تأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.