صفقة "إس-400" تثير سخط المعارضة بالبرلمان التركي

عرب وعالم

اليمن العربي

قدم معارض تركي، استجوابًا لوزير الدفاع خلوصي آكار، عن مصير منظومة الدفاع الصاروخي الروسية (إس-400) التي اشتراها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان من موسكو العام الماضي.

 

وجاء الاستجواب المقدم عن طريق البرلمان لوزير الدفاع، من النائب البرلماني عن حزب "الخير" المعارض، رئيس لجنة سياسات الأمن الوطني بالحزب، آيتون تشيراي، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهوييت" المعارضة.

 

الصفقة التي أبرمت بين تركيا وروسيا وتم بموجبها شراء تلك المنظومة، تسببت في حالة من الجدل ما زالت مستمرة حتى اليوم داخل حلف شمال الأطلسي"ناتو" التي تعارض دول فيه وعلى رأسها الولايات المتحدة، الصفقة على اعتبار أن تلك الأنظمة لن تتوافق مع نظيراتها الخاصة بالحلف.

 

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الولايات المتحدة هددت أنقرة بفرض عقوبات اقتصادية عليها إذا أصرت على شراء تلك الأنظمة.

 

المعارض التركي، تشيراي، قال إن "نظام العدالة والتنمية، أصرّ على شراء نظام الدفاع الروسي رغم ما تسبب فيه من أزمات كبيرة بالسياسة الخارجية، ورغم تكلفته المرتفعة التي تقدر بمليارين ونصف المليار دولار".

 

 

وأضاف سائلًا وزير الدفاع: "هل ستترك تلك المنظومة لتخرب وتفسد في المخازن، كما سبق وأن ذكرت وكالة رويترز ذلك؟"

 

وأردف: "سبق وأن أعلن وزير الدفاع أن هذه المنظومة التي جاءت أولى شحناتها في شهر تموز/يوليو الماضي، سوف يتم الانتهاء من تركيبها وتفعيلها بحلول شهر أبريل/نيسان الجاري".

 

وتابع: "ولكن مؤخرًا ذكرت العديد من الصحف العالمية، كوكالة رويترز أن جائحة فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19) تسببت في تأجيل عمليات التركيب، وأن بعض الاستعدادات التقنية لم تكتمل، وأنها لن تكتمل إلا بعد أشهر".

 

واستطرد تشيراي "لكن على ما أعتقد أن السبب الرئيس في هذا التأخير ليس مسألة الاستعدادات التقنية، وإنما هو الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها البلاد بسبب السياسات التي يتبناها النظام الحاكم على مدار 18 عامًا، أي منذ أن جاء لسدة الحكم".

 

كما أشار إلى أن "وكالة رويترز ذكرت كذلك أن القرار الذي اتخذته وزارة الخارجية الأمريكية بوقت سابق، أي قبل جائحة كورونا، والخاص بفرض عقوبات اقتصادية على تركي في شهر أبريل بالتزامن مع تركيب المنظومة وتفعيلها، لا زال ساريًا".

 

 

وأضاف تشيراي: "يبدو أن النظام التركي بزعامة أردوغان قد استسلم لخوفه من التهديدات والعقوبات الأمريكية".

 

وتضمن الاستجواب المقدم من المعارض المذكور عدة أسئلة لوزير الدفاع منها "هل بالفعل تم تأجيل عملية تركية المنظومة الروسية وتفعيلها، كما قالت وكالة رويترز؟ ولو كان هذا صحيحًا إلى متى تم التأجيل؟".

 

وأضاف متسائلًا: "وإن كان التأجيل غير محدد المدة، فهل هذا يعني أن هذه المنظومة لن يتم تركيبها وتفعيلها؟ وإن كان الأمر كذلك هل سيكون مصيرها أن تخرب في المخازن وتتحلل كما قالت رويترز أيضًا؟".

 

وتابع: "ونظرًا لتأجيل تفعيل المنظومة، هل ستتأجل العقوبات الاقتصادية التي أعلنت الولايات المتحدة أنها ستفرضها في أبريل بالتزامن مع تفعيل المنظومة الصاروخية؟ وإذا لم تتأجل العقوبات، ألن تكون هذه أفشل صفقة شراء أسلحة في تاريخ الجمهورية التركية؟!".

 

واستطرد: "كيف ووفق أية مسوغات تم اتخاذ قرار هذه المنظومة رغم أنه كان واضحًا من البداية أنه ستكون له تبعات وتداعيات سياسية واقتصادية، وسيؤثر على علاقاتنا الخارجية بالبلدان الأخرى، فضلا عن تكلفته المادية الثقيلة على البلاد والمواطنين؟".

 

وكانت تركيا قد قررت في 2017، شراء منظومة (إس- 400) من روسيا بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" من الولايات المتحدة.

 

وبالفعل تسلمت أنقرة هذه المنظومة، الصيف الماضي، وسط مطالبات من واشنطن والدول الغربية بالتخلي عنها، لأن أنظمة الرادار الخاصة بهذه المنظومة يمكنها تسجيل بيانات المقاتلات الأمريكية ومن ثم حصول روسيا عليها.